إعلان

محادثات موسكو-واشنطن حول سوريا مستمرة في الصين.. والعالم يترقب

05:33 م الأحد 04 سبتمبر 2016

وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لاف

كتب - سامي مجدي:

ينخرط كبيرا الدبلوماسية الأمريكية والروسية في مفاوضات شاقة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ينهي خمس سنوات من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا بين القوات الحكومية المدعومة من روسيا وقوات المعارضة المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة. لكن دون التوصل إلى نتيجة حتى اليوم الأحد في ظل ترقب العالم لما ستسفر عنه محادثات موسكو-واشنطن.

ويجتمع وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الصين لمدة يومين.

وقضى كيري ساعتين مع لافروف، وعند نقطة معينة كانت الخارجية الأمريكية واثقة بالقدر الكافي للإعلان عن مؤتمر صحفي يعلن فيه الجانبان عن التوصل إلى اتفاق. غير أن المسؤولين أزالوا منصة لافروف قبل أن يخرج كيري بمفرده، ليعلن أنه لم يتم إبرام أي اتفاق.

وقال كيري "لن نتعجل في ذلك".

وأقر بأنه لا تزال هناك "مجموعة من المسائل الصعبة (....) لن نقوم بأي شيء نعتقد أنه أقل من فرصة شرعية لإنجاز المهمة".

وألقى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية الأحد اللوم على موسكو التي قال عنها إنها "تراجعت" بشأن بعض القضايا.

وصرح المسؤول البارز في وزارة الخارجية، حسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس، "تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور".

وتعمل موسكو وواشنطن منذ أسابيع من أجل التوصل إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة في سوريا دون تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التي غيرت اسمها مؤخرا إلى جبهة فتح الشام، بما يسمح بتوسيع العمليات الإغاثية والوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في تبادل إطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين.

وكان كيري قد سلم الرئاسة الروسية (الكرملين) مسودة اتفاق عسكري قبل أسابيع تتضمن ثلاثة عناصر: وقف قصف الطيران السوري لمناطق المعارضة وتبادل المعلومات الاستخباراتية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ورعاية مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جينيف لبحث الانتقال السياسي.

غير أن المحادثات الروسية-الأمريكية وما سوف تتمخض عنه تتوقف على مكافحة الجماعات المتطرفة وسبل القيام بذلك، خاصة جبهة النصرة التي تنخرط في تحالف مع جماعات مسلحة أخرى تصفها واشنطن والقوى الغربية ب"المعتدلة".

وتعلب جبهة النصرة دورا محوريا في القتال ضد قوات الأسد خاصة في معركة حلب الأخيرة التي كسرت فيها الحصار الذي فرضته القوات الحكومية على الأجزاء الواقعة تحت سيطرة المعارضة من المدينة.

وتختلط جبهة النصرة مع المقاتلين الذين يتلقون الدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه). واستغلت موسكو وجود مقاتلي النصرة لتبرير قصف مناطق سيطرة المعارضة في حلب وأماكن أخرى من سوريا حيث تقول إن المدينة جبهة مهمة في حملتها ضد الإرهاب.

ويقول كيري إن "النصرة هي القاعدة. ولا تغيير الأسماء سيغير هذه الحقيقة".

ومن المقرر أن تستمر اجتماعات كيري-لافروف يوم الاثنين، رغم شكوك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن "تؤتي الدبلوماسية ثمارها"، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وقال أوباما "لم نصل إلى اتفاق بعد. أعتقد أنه من السابق لأوانه أن نقول أن هناك طريقا واضحا إلى الأمام، لكن هناك إمكانية على الأقل بالنسبة لنا لتحقيق بعض التقدم.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية قوله إن المحادثات تعثرت السبت عندما انسحبت روسيا من الاتفاق على خلفية قضايا كان المفاوضون الأمريكيون يعتقدون أنه تمت تسويتها. ولم يستطرد المسؤول، الذي تحدث شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بمناقشة المفاوضات علنا، في أية تفاصيل إضافية.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه في إطار الاتفاق، سيتحتم على روسيا وقف هجمات حكومة الأسد، وهو ما فشلت في القيام به خلال أشهر من الجهود الدبلوماسية.

وأضافوا أنه يجب على الولايات المتحدة إجبار مسلحي المعارضة على الانفصال عن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وهي المهمة التي أصبحت أكثر صعوبة بعد كسر مقاتلي النصرة الشهر الماضي حصار حلب، كبرى المدن السورية، والتي كانت مسرحا لقتال عنيف في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة في فلاديفوستوك، إن "الأهم أن أي اتفاقات مع الأمريكيين بشأن الخطوات العملية والتنسيق ضد الإرهابيين لن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ما لم ينفذ شركاؤنا الأمريكيون وعودهم بالابتعاد عن الإرهابيين وقبل كل شيء عن "جبهة النصرة".

وأصاف لافروف "على مستوى العسكريين والاستخبارات الروسية والأمريكية تستمر الاتصالات اليومية والأسبوعية من أجل وضع مثل هذه الصيغة (للتنسيق)".

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن المحادثات الجارية بين موسكو وواشنطن صعبة للغاية لكنها على الطريق الصحيح.

وفي نص للمقابلة نشره الكرملين، قال بوتين "من وجهة نظري نتحرك تدريجيا في الاتجاه الصحيح... لا أستبعد احتمال أن نتفق على شيء ونعلن هذا الاتفاق على المجتمع الدولي في المستقبل القريب.

"في الوقت الحالي من السابق لأوانه أن نقول ذلك لكن يبدو لي كما قلت أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح".

وأثنى بوتين في نفس الوقت على جهود كيري. وقال "وعلي أن أشيد بالعمل الهائل الذي قام به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. أنا مندهش لصبره وإصراره".

وخلال الأيام الأخيرة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تريد فقط وقفا عاما لإطلاق النار بين جيش الأسد وقوات المعارضة وليس "وقف الأعمال العدائية" المحدد بإطار زمني، ووقف القتال فقط في بعض المدن والمناطق، كوقف "الأعمال العدائية" تم التوصل إليه في فبراير العام الماضي قبل أن ينهار أمام خروقات من الجانبين.

عبر وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر عن شكوكهما بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية ومعلومات الاستهداف مع موسكو.

 

لم يوضح كلا الجانبين اليوم الأحد بالتفصيل ماهي النقاط العالقة، حيث قال كيري إن بلاده تريد اتفاقا يحظى بأفضل فرصة للصمود، بينما قال نائب لافروف، سيرغي ريابكوف إن الاتفاق "قريب" لكن واشنطن لابد أن تنأى بنفسها عن النصرة.

وقال ريابكوف لوسائل الإعلام الروسية "كثير من الجماعات التي تعد مقبولة من الولايات المتحدة تابعة بالفعل لجبهة النصرة، حيث تستخدمهم الجبهة لتجنب مهاجمتها"، وهي شكوى ترفعها الحكومة السورية منذ فترة طويلة.

وتهدف المفاوضات بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا إلى وقف إطلاق النار على نطاق واسع في سوريا ومن المتوقع أن تستمر حتى مطلع الأسبوع القادم مع احتدام القتال في البلاد.

كما أن هناك أملا في الاتفاق على هدنة أسبوعية مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال البلاد حتى يتسنى توصيل المساعدات وإجلاء من يحتاجون لرعاية صحية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان