محادثات أستانة: الأطراف السورية تسعى "لتثبيت الهدنة" وسط غياب عربي
كتب - محمد مكاوي:
تستضيف عاصمة كازخستان، أستانة، يومي الاثنين والثلاثاء، محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في أول جهد دبلوماسي بعد ست سنوات من الحرب التي قتلت أكثر من 250 ألف وشردت نصف سكان سوريا.
وهذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها وفدا الحكومة اوالمعارضة على طاولة مباحثات واحدة منذ بدء النزاع الدامي.
تجرى المحادثات برعاية تركيا الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران، أبرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
يشارك في المحادثات روسيا وإيران وتركيا ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، فضلا عن الولايات المتحدة، حسب وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستشارك في المحادثات ممثلة في سفيرها لدى كازاخستان كمراقب، معللة ذلك بترتيبات نقل السلطة إلى الإدارة الجديدة.
كما تشارك فرنسا وبريطانيا في المحادثات فضلا عن تمثيل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي أوروبي.
ولم تعلن أي جهة عن مشاركة قوى إقليمة أخرى، خاصة السعودية ومصر، رغم أن روسيا قالت في وقت سابق أنها ستوجه الدعوة إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر استانة.
ولا تشارك القاهرة ولا الرياض في المحادثات رغم أن روسيا كانت قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها دعوة مصر.
غير أن تقارير صحفية أشارت إلى اعتراض تركي على مشاركة مصر في المحادثات. ورفض مسؤول في وزارة الخارجية التعليق.
"تثبيت الهدنة"
قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة الذي يضم غالبيته عسكريين، محمد علوش، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للائتلاف السوري المعارض إن الهدف من الذهاب للمفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار.
وعلوش سياسي وإعلامي سوري وأحد مؤسسي ما يعرف بـ"جيش الإسلام"، كان قد عُين كبيرا للمفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف يناير 2016 حتى استقالته منه نهاية مايو 2016.
وأضاف علوش أن المعارضة تستهدف وقف إطلاق النار في "وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق وكافة الجبهات".
وتابع "حقن دماء الشعب السوري هو أولوية لذلك وافقنا على اتفاقية وقف إطلاق النار والأشقاء في تركيا ضمنوا المعارضة وروسيا ضمنت النظام".
مصراوي أجرى اتصالات بقياديين اثنين من المشاركين في وفد المعارضة السورية إلا أنه لم يحصل إجابة من أحدهما فيما رفض الآخر التعليق.
أما وفد الحكومة السورية فيترأسه مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ويغلب على الوفد تشكيل من الدبلوماسيين والعسكريين، وفق ما نشرته وسائل إعلام مقربة من النظام.
ولم تذكر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أية أخبار عن الوفد المشارك في محادثات الأستانة .
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعلن يوم الخميس أن المحادثات ستركز على وقف إطلاق النار من أجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".
ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية عن مصدر لم تعلن هويته قوله إن الهدف الرئيسي للمحادثات السورية- السورية هو التأكيد على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ منذ 29 ديسمبر.
وقال المصدر "المبادرات الجديد لم يخطط لها. المهمة الرئيسية هي تأكيد اتفاقات وقف إطلاق النار. الأعمال التمهيدية جارية بالفعل."
وأوضح أن الجماعات المسلحة هي التي ستكون ممثلة للمعارضة، مشيرا إلى أنها تستطيع تنفيذ التزاماتها تجاه الهدنة.
وقالت وزارة الخارجية الكازاخية، الأحد إن المفاوضات في أستانة ستبدأ في الواحدة من بعد ظهر الاثنين 23 يناير بفندق "ريكسوس بريزيدنت" ومن المفترض أن تخُتتم المفاوضات يوم الثلاثاء 24 يناير في الواحدة ظهرا أيضا.
وقالت الخارجية الكازاخية في بيان لها إن المفاوضات ستجري خلف أبواب مغلقة.
فيديو قد يعجبك: