إعلان

المناطق الآمنة في سوريا: هل يتعاون ترامب مع الأسد لتنفيذ مقترحه؟

04:19 م الثلاثاء 31 يناير 2017

ترامب والأسد

كتب - محمد مكاوي:

عاد مقترح إنشاء المناطق الآمنة في سوريا من جديد إلى الظهور، بعد أن طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وزارتي الدفاع والخارجية صياغة خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، وهو المقترح الذي رحبت به تركيا وقطر ووافقت عليه موسكو بشرط موافقة النظام السوري ومشاركة الأمم المتحدة في إدارتها.

إلا أن الحكومة السورية حذرت من "تداعيات خطيرة" قد يسفر عنها تحقيق هذه الفكرة دون التنسيق معها.

وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إنه "يما يتعلق بما تم تداوله مؤخرا حول ما يسمى بالمناطق الآمنة، فأن أي محاولة للقيام بذلك من دون التنسيق مع الحكومة السورية هو عمل غير آمن ويشكل خرقا للسيادة السورية".

وأدت الحرب الأهلية التي استمرت نحو 6 سنوات في سوريا إلى مقتل 300 ألف شخص على الأقل بالإضافة إلى تهجير 11 مليون داخل سوريا وخارجها، وهي الأزمة التي وصفت بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

ويُعرف المحلل الاستراتيجي العميد أمين حطيط، المنطقة الآمنة بأنها تحديد منطقة جغرافية معينة وسط مناطق الصراعات تصلح لإقامة ومعيشة المدنيين تحت إدارة قوة موحدة.

قال حطيط في اتصال هاتفي مع مصراوي، إنه يستلزم لإقامة المنطقة الآمنة قوة برية لفرض السيطرة على الأرض وأخرى جوية لحماية الغطاء الجوي وحمايته من أي قصف معادٍ وأخيرًا قوة بحرية لحماية الشواطئ حال تحديد منطقة آمنة لها سواحل.

ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات شاسعة من الأراضي ‏السورية ‏خاصة الجنوبية منها على الحدود مع العراق. كما يسيطر على مدينة الرقة التي ‏يعتبرها ‏عاصمة لخلافته المزعومة‎.

فيما يسيطر الجيش السوري والقوات والميليشيات المتحالفة معه على العاصمة دمشق والساحل ومدينة حلب التي بسط سيطرته الكاملة عليها الشهر الفائت.

وأضاف العميد حطيط، أنه لكي تُنشأ منطقة آمنة يستلزم ذلك موافقة الدولة صاحبة السيادة على الأرض وكذلك الأطراف المتصارعة. أما في حالة عدم سيطرة الدولة على المناطق المتصارع عليها يستلزم ذلك موافقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على التدخل عسكريا لفرض المنطقة الآمنة.

موقع ديبكا القريب من الاستخبارات الإسرائيلي، ذكر في تقرير له أن الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين اتفقا على إنشاء ثلاث مناطق آمنة في سوريا تخرج بمقتضاها القوات والميليشيات الإيرانية منها.

Syria_SafeZones

ونشر الموقع خريطة لسوريا أوضحت المناطق الآمنة الثلاث التي ستسيطر عليها قوات أمريكية روسية تركية، وهي الحسكة ودرعا (أمريكا)، الباب (تركيا)، حلب وحمص (روسيا).

وبعد أن رفضت الحكومة السورية مقترح ترامب دون التشاور معها، قال العميد حطيط إنه أمام الرئيس الأمريكي خيارين أولهما اللجوء إلى مجلس الأمن للموافقة على تدخله لتحديد مناطق آمنة في سوريا، ولكن سيصطدم بالفيتو الروسي الذي اشترط موافقة النظام السوري أولا - على حد قوله.

ودائما ما تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي قرار تعتقد موسكو أنه ضد مصالحها في سوريا.

أما الخيار الثاني هو الحوار مع الحكومة السورية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وسطاء. وقال حطيط "لا استبعد هذه الخطوة "لا يوجد في السياسة مستحيلات.. ورأينا تحولات جذرية من دول غربية تجاه الأسد مؤخرًا ".

واستشهد حطيط بتصريح وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الأخير حول الأزمة السورية.

وقال جونسون أمام مجلس اللوردات إن بلاده قد "تعيد النظر" في سياستها في سوريا عبر التحالف مع روسيا والقبول ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان