وول ستريت جورنال: أوباما له الفضل في تحسين العلاقات العربية الإسرائيلية
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن العلاقات العربية الإسرائيلية تحسنت كثيرا عما مضى، إذ دعا الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حاكم البحرين، قادة العرب الشهر الماضي لإنهاء مقاطعتهم لإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
وفي شهر أغسطس الماضي، كشف الحكومة المصرية عن رسالة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يؤكد فيها التزام الرياض بالترتيبات السابقة بين القاهرة وتل أبيب المتعلقة بجزيرة تيران، وكان ذلك أول اعتراف رسمي من السعودية بالحقوق البحرية الإسرائيلية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى التقاء العديد من المسؤولين العرب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولين في حكومته بشكل سري خلال الفترة الماضية.
كما لفتت إلى التعاون الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل ومصر والأردن والعديد من الدول الخليج، مُشيرة إلى اجتماع نتنياهو مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وترجع الصحيفة التغيير الذي حلّ على العلاقات العربية الإسرائيلية، خاصة ما يتعلق بتعاملهم مع نتنياهو، إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وأوضحت أن العرب يرون أن الإدارة الأمريكية السابقة دعمت الموجات السياسية الإسلامية التي انتشرت في المنطقة عقب الثورات، كما أنها، على حد قولها، هددت أنظمتهم بطرق غير مسبوقة من خلال التخلي عن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وتباطؤ صادراتها العسكرية إلى السعودية والبحرين، بحجة تخوفها من وضع الديمقراطية بداخلهما.
وما زاد الأمر سوءً، هو توقيع الإدارة اتفاقا نوويا مع طهران، ساعد على إعادة دمج نظام آية الله بالمجتمع الدولي، والذي اتهمته الدول العربية وقتذاك، بالعمل على زعزعة استقرار وأمن المنطقة.
ونوهت الصحيفة إلى مقال نشره رئيس تحرير موقع العربية السعودي، في مارس 2015، يحمل عنوان" الرئيس أوباما.. استمع إلى نتنياهو بخصوص إيران".
وتشير إلى أن العرب شاركوا إسرائيل نفس وجهة النظر التي تقول إن أوباما أعطى أولويات للإصلاحات الديمقراطية، على حساب استقرار الأنظمة، ما ترك فراغا اجتماعيا وسياسيا وأمنيا، سرعان ما شغله الإسلاميون المتطرفون.
وأدرك القادة العرب أن هناك أشياء يستطيعون تعلمها من قدرة نتنياهو على مقاومة ضغط أوباما، فتحالف مع بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي من أجل التصدي للجهود التي يبذلها أوباما من أجل الانخراط في السياسة الإسرائيلية الداخلية.
وقرر القادة العرب التحالف مع إسرائيل عقب الانتقال الناجح للسلطة الأمريكية، وتشير الصحيفة إلى أن الرسائل المُسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، والتي كشفت عن بذل الكثير من الجهود للتواصل مع شخصيات يهودية أمريكية بارزة لمساعدة حكومته على إقامة اتصالات مع إسرائيل.
وذكرت وول ستريت جورنال أن السيسي التقى أكثر من مرة بالمنظمات اليهودية الأمريكية في القاهرة، وفي واشنطن ونيويورك، وأكد لهم التزامه بالسلام تجاه إسرائيل.
بحسب الصحيفة، فإن قادة العرب أدركوا أهمية إشراك إسرائيل بشكل مباشر في الأمور، عوضا عن توسط الولايات المتحدة بينهما، وجاء ذلك من شعورهم العميق بخيانة أوباما لهم.
وتشير إلى أن التهديدات التي يواجهها العالم العربي، سواء من زيادة نفوذ إيران في المنطقة، أو الناجمة عن الإرهاب، مستمرة حتى بعد وصول دونالد ترامب للرئاسة، لذلك يجب العمل على تحسين العلاقات العربية الإسرائيلية لضمان تحقيق استقرار على المدى الطويل.
وتؤكد الصحيفة إن الانفتاح العربي على إسرائيل لا رجعة فيه، قائلة: "لن تستطيع إرجاع هذا الجني إلى المصباح مرة أخرى".
فيديو قد يعجبك: