في صحف عربية: تهديد ترامب لإيران بين "الكلام" و"الشجاعة"
لندن – (بي بي سي):
ناقشت صحف عربية موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق الذي وقعته إيران في عام 2015 مع عدد من القوى الغربية، بينها الولايات المتحدة، بشأن حد طهران من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وقد أعلن ترامب رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق، وعقده العزم على فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
وتباينت آراء المعلقين في الصحف العربية بشأن موقف الرئيس الأمريكي.
"قرار شجاع"
وصف عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" اللندنية القرار الأمريكي بأنه "شجاع لم نرَ مثله منذ عقدين ويمكن أن يكون بداية تصحيح إقليمية أو على الأقل وقف الزحف الإيراني".
وأضاف الراشد "بقراره، يصحح الرئيس ترامب مجموعة أخطاء اعتبرتها إيران موافقات ضمنية بأن تتمدد وتهدد أمن المنطقة ومصالح الولايات المتحدة أيضاً، في البحرين والعراق واليمن وسوريا ولبنان".
في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، رأى محمد مبارك أن هناك "نية لدى الرئيس ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية (النظام الإيراني سارع إلى اعتبار ذلك إعلان حرب)، ومنح وزارة الخزانة الأمريكية صلاحيات واسعة لفرض عقوبات اقتصادية على الحرس الثوري".
واستطرد مبارك، قائلا "بذلك، يكون الرئيس ترامب قد عدل من صيغة الاتفاق النووي، وأغلق الثغرات الكبيرة التي تركها سلفه أوباما لفائدة النظام الإيراني".
بدوره، أشاد محمد الحمادي رئيس تحرير "الاتحاد" الإماراتية بموقف ترامب، قائلاً "تم وضع النقاط على الحروف، وأنهى ترامب الجدال الطويل حول موقفه من الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني الذي اعتبره ... 'أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها'. كما أن الشيء الجديد في خطاب ترامب... هو وصفه للخليج بـ 'العربي'، وهذا ما أصاب النظام الإيراني، وعلى رأسه الرئيس روحاني بالجنون".
وأضاف الحمادي "بعد هذا الوضع الجديد، أصبح على النظام الإيراني أن يعيد حساباته، ويفكر بمنطق جديد يتواكب ومستجدات المرحلة، ويكون في مصلحته ومصلحة دول المنطقة".
وحذر علي نون في صحيفة "المستقبل" اللبنانية من أن "طبول 'الحرب' تُقرع بصخب وشدّة. لكن ذلك شيء، و'الحرب' ذاتها شيء آخر... وفي هذا يراهن كثيرون على أنّ إيران لن تغامر في صِدام عسكري تعرف مسبقاً نتائجه! وستتصرّف تبعاً لذلك في كل عنوان مطروح أمامها وعليها، خصوصاً أنّ دونالد ترامب هذا مجبول بالفطرة على إيثار المصارعات والصدامات والصدمات على نقائضها! ويبدي (حتى الآن!) كل استعداد جدّي 'للذهاب الى الآخر' مع إيران.. تماماً مثلما يفعل مع كوريا الشمالية!".
"تهديدات كلامية"
من جهة أخرى، انتقد حسين عطوي في "الوطن" القطرية الإدارة الأمريكية "التي ترسل كماً كبيراً من الرسائل التصعيدية ضد عدد من الدول دفعة واحدة مصحوبة بإطلاق التهديدات بشن الحرب ضدها وفرض الحصار واتخاذ العقوبات الاقتصادية إذا لم ترضخ لإملاءاتها".
وأضاف الكاتب "بعد أن كان العالم يراقب التحول في الخطاب الأمريكي مع تسلم الرئيس دونالد ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض وإعلانه أنه يعتزم التعاون مع روسيا لحل الأزمات في العديد من المناطق الساخنة... عاد وانقلب على كل هذا الخطاب واتجه إلى اعتماد خطاب تصعيدي حربي يثير أزمات جديدة ويعمل على تعطيل التعاون مع روسيا".
وفي سياق مشابه، رأت افتتاحية "القدس العربي" اللندنية أن ترامب "لم يطلب من الكونغرس فرض عقوبات سريعة على إيران، وهي خطوة تعني أنه غير قادر، عمليّاً، على الانسحاب المفاجئ من هكذا اتفاق، كما أنها تعني أن الرئيس المشاكس استمع إلى غالبية مستشاريه الذين نصحوه بعدم الانسحاب من الاتفاق".
بالمثل، قالت صحيفة "الديار" اللبنانية إن ترامب "تهرب من موقف واضح تجاه ايران"، وأضافت "على ما يبدو وجد ترامب نفسه وحيدا امام صلابة الموقف الأوروبي بالحفاظ على الاتفاق النووي، وكذلك الموقفين الروسي والصيني الداعمين للاتفاق فتراجع عن خطواته العملية واكتفى بتهديدات كلامية".
فيديو قد يعجبك: