لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة: صورة "زعيم كردي" في الرقة تٌربك حسابات واشنطن في سوريا

12:31 ص السبت 21 أكتوبر 2017

صورة زعيم كردي في الرقة تٌربك حسابات واشنطن في سور

كتب - علاء المطيري: 

أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من أمريكا، رسميًا، اليوم الجمعة، انتصارها على تنظيم "داعش" وتحرير مدينة الرقة السورية.

لكن التقدم السريع الذي تحققه القوات السورية المدعومة من روسيا وإيران في شرق سوريا أحبط آمال أمريكا العسكرية في الدخول إلى عمق الأراضي التي يسيطر على "داعش" بعد معركة الرقة، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إلى أن تمدد المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد - الجيش السوري - تمنحه نفوذًا سياسيًا إضافيًا وتعزز موقفه في المحادثات التي تعتزم الأمم المتحدة إبرامها حول مستقبل سوريا، الشهر المقبل.

وخلال الأسبوع الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "التطورات الأخيرة في سوريا تكشف أن هناك حاجة ملحة لإنعاش العملية السياسية فيها".

وتسببت المكاسب التي حققها القوات السورية في قطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في تحركها نحو ما تبقى من نقاط حصينة لمسلحي "داعش" في جنوب شرقي سوريا؛ خاصة بعدما سيطرت القوات السورية على منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية.

واستطاعت القوات السورية أن تحقق تلك المكاسب بدعم من الطائرات الروسية التي تقوم بخرق واضح لاتفاقات خفض التصعيد على خط نهر الفرات، التي تم التوصل إليها بين واشنطن وموسكو، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

وبفضل تلك العمليات الأخيرة استطاعت القوات السورية أن تسيطر على مناطق وتحاصر مناطق أخرى كان المخططون الأمريكيون يضعونها في خططهم المستقبلية، خاصة مدينة الميادين التي كان يختبئ بها العديد من قادة "داعش" البارزين، حيث استطاعت القوات السورية أن تسيطر عليها بمقاومة ضعيفة بعدما فر معظم المسلحين منها.

وتسبب الانسحاب غير المتوقع للمسلحين من عدد من المناطق في جنوب شرق سوريا إلى إرباك الخطط الأمريكية التي كانت تأمل في أن يتم هزيمة القوات السورية في تلك المناطق، في ضوء السباق نحو السيطرة على النقاط الحصينة للمسلحين بالقرب من نهر الفرات، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن تلك التطورات أجبرت أمريكا على تغيير خططها الخاصة بتطورات الموقف على الأرض.

ووصل تقدم القوات السورية إلى مناطق شرق الفرات بدعم الطائرات الروسية خاصة في مناطق محافظة دير الزور الغنية بالنفط والتي كانت واحدة من أهم مصادر تمويل "داعش"، وفقًا لنيكولاس هيراس، زميل مركز الأمن الأمريكي الجديد.

ويري ريان ديلون، المتحدث باسم قوات تحالف محاربة "داعش" إن الحوار المفتوح مع روسيا هدفه التأكيد على متابعة خطوط مناطق التهدئة، سواءًا تم تخطى تلك الحدود أم لا، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو الفصل بين مناطق عمل الطائرات الأمريكية والروسية في سوريا.

وتنسق أمريكا مع روسيا عبر خط ساخن بين البلدين وعقد مسؤولين من الجيشين، خلال الأسابيع الماضية، اجتماعين مباشرين، أحدهما كان في الأردن، لتنسيق مناطق تحليق الطائرات والقوات الأرضية التي يدعمها كل منهما.

وتدعم أمريكا قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون من مقاتلين عرب وأكراد شاركوا في تحرير مدينة منبج القريبة من الحدود التركية ومدينة الطبقة وأخير الرقة، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن أمريكا كانت تخطط لاستمرار دعم تلك القوات حتى تسيطر على الحدود العراقية السورية لتمنع إيران من تكوين ممرًا لها يصل بين طرهان ودمشق عبر العراق.

ولفتت الصحيفة إلى أن التطورات الأخيرة ستدفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة التفكير في قرار البقاء في سوريا لحماية المناطق التي استطاعت قوات سوريا الديمقراطية أن تسيطر عليها بدعم أمريكي.

وكانت مقاتلات من قوات سوريا الديمقراطية رفعن، أمس الخميس، صورة عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني الكردي المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في تركيا بتهم الإرهاب، وهو ما يخلق تحديات جديدة في وجه إدارة ترامب التي تسعى إلى تقريب المواقف بالمنطقة لإدارة مرحلة ما بعد "داعش".

ويمكن أن يتسبب رفع صور أوجلان في إقدام تركيا التي تصنف حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية"، على استخدام القوة العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية لإجهاض مساعيها في تكوين دولة صغيرة في سوريا، في ذات الوقت الذي لا يبدي فيه الكثير من العرب ارتياحهم للعيش في مناطق يحكمها الأكراد خاصة في الرقة التي تم الإعلان عن تحريرها، الجمعة.

وتسبب رفع صورة عبد الله أوجلان في الرقة، أمس الخميس، في إدانات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من العرب، حيث يعتبر بعض سكان الرقة أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على الرقة وطرد داعش منها هو استبدال لاحتلال باحتلال آخر.

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أنه من المنتظر أن تبقى أمريكا في سوريا لحماية حلفائها الأكراد في حالة اندلاع أي مواجهة مستقبلية بينهم وبين العرب أو بينهم وبين تركيا.

ويضاف إلى ذلك فإن الأكراد سيكونون أيضًا عرض لمواجهة عسكرية جديدة مع القوات السورية بعدما تنتصر في الحرب الأهلية التي اندلعت منذ سنوات، حيث تسعى لاستعادة سيطرتها على كل المناطق السورية.

لكن المجلة أوضحت أن ما يمكن أن يحدث في الرقة يعتمد على سرعة ونجاح عملية إعادة الإعمار هناك، مشيرة إلى أن بريت ماكيرك، المبعوث الأمريكي للمنطقة زار الرقة مع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، حيث تأمل إدارة ترامب في إيجاد الأموال اللازمة لتمويل إعادة الإعمار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان