إعلان

طلبا للمال .. أفغان يقاتلون دفاعا عن نظام بشار الأسد

02:24 م الثلاثاء 24 أكتوبر 2017

النائب الافغاني من الهزارة رمضان بشاردوست متحدثا ا

(أ ف ب ):

يتوجه الاف الافغان الشيعة العاطلين عن العمل والذين لا يجدون آفاقا في بلادهم الى سوريا، للقتال دفاعا عن نظام بشار الأسد وذلك بعد أن يتم تجنيدهم من قبل إيران.

يقول احد هؤلاء "بالنسبة الي الأمر مسألة مال فقط فانا لم ألتق أحدا توجه الى هناك لدوافع دينية"، وذلك عند عودته الى كابول بعد ان خاطر بحياته في نزاع يجهل رهاناته.

وقال "شمس" وهو اسم مستعار اتخذه الرجل الذي ينتمي الى الهزارة الشيعة وولد في كابول لوكالة فرانس برس، انه توجه مرتين للقتال الى سوريا في العام 2016.

وبعد أن كان التجنيد يشمل اللاجئين الافغان في ايران والبالغ عددهم 2,5 ملايين شخص غالبيتهم في وضع غير قانوني، بات يجتذب أفغانا من كل الأعمار من العاطلين عن العمل، والذين يذهبون للقتال في بلد آخر رغم أن بلادهم تعاني من الحروب منذ أربعين عاما.

يقصد المجندون الإيرانيون هذه المجموعة الفقيرة، والتي غالبا ما تتعرض للتمييز بحثا عن عناصر لتعزيز صفوف "كتيبة الفاطميين" وقوامها بين 10 و20 الف أفغاني شيعي لمحاربة مقاتلي المعارضة السورية.

وأضاف "شمس" (25 عاما) "توجهت الى إيران في العام 2016 على أمل العثور على عمل لكنني وبعد شهر دون أمل قررت التوجه إلى سوريا"، وهو يتحدث إلى مجندين أفغان.

وتابع "يشجعونك قائلين: ستدافع عن أماكن مقدسة وستكون مقاتلا من أجل الحرية، واذا عدت حيا سيحق لك الاقامة لمدة عشر سنوات في إيران كما سندفع لك 1,5 ملايين تومان (400 الى 450 دولارا) في مركز التجنيد كل شهر وعندما توقع فأنت تقبض ضعف هذا المبلغ".

شهر من التدريب

يتقاضى المكلفون عمليات التجنيد عمولة قدرها مئة دولار قبل أن يرسلوا العناصر الجدد الى دليجان (جنوب طهران) حيث يتابعون شهرا من التدريب العسكري مع مواطنين تتراوح أعمارهم بين "14 و60 عاما". 

في المرة الاولى، تعلم "شمس" كيف يستخدم سلاحا رشاشا من طراز "ايه كي -47" وفي المرة الثانية تلقى تعليمات بسيطة حول المدفعية ودائما تحت اشراف عناصر من الحرس الثوري الذين يتولون أيضا نقل المجندين جوا الى سوريا.

أمضى مهمته الأولى بالقرب من دمشق بين مايو ويونيو 2016 ، وكانت تقوم على حراسة ثكنة. وجرت الامور على ما يرام ما حمل الشاب على العودة في سبتمبر التالي.

إلا أن الاجواء اختلفت. فقد أرسل بالقرب من حلب إلى الجبهة أمام تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة دون ان تكون لديه أي فكرة حول خلفيات المعركة أكثر من انها مواجهة بين السنة والشيعة.

ومضى يقول "في حلب تعرضنا لكمين: من أصل مئة شخص نجا منا 15 شخصا. عند الوفاة يعاد الجثمان الى إيران"، وليس الى افغانستان حيث تتم المراسم في المساجد بدون جثمان او تشييع.

لكن الاسر تحصل على تعويض الوفاة.

تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان "كتيبة الفاطميين" تضم نحو 15 الف افغاني اما نظيرتها الباكستانية "كتيبة الزينبيون" فتضم الفا منهم فقط.

وقال "خليل" وهو أيضا اسم مستعار إنه "كان هناك باكستانيون وعراقيون كلهم من الشيعة وكنا مختلطين مع العرب الذين لا نفهم لغتهم". وكان من بين الاوائل الذين توجهوا الى سوريا في 2014 عندما كان لا يزال في ال17 من العمر.

من جهته، يرى احمد شجاع المحلل السابق لدى "هيومن رايتس ووتش" في كابول انه "لا توجد ارقام يمكن الاستناد اليها لان فيلق القدس (القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني) يتكتم حول الموضوع".

سر عسكري

يقوم علي الفونه الباحث المساعد في مجلس "اتلانتك كاونسل" في واشنطن بإحصاء مراسم التشييع في إيران ويقدر انه "حتى 16 أكتوبر، بلغ عدد الأفغان الذي قضوا في سوريا 764 شخصا منذ سبتمبر 2013".

المسألة حساسة من جانبي الحدود ويتردد المقاتلون وذووهم في الكلام.

تهمس خالة آمنة وهي ام لستة اطفال ان ابنها وحتى بلوغه ال18 قاتل مرتين في سوريا "لكن أسرتي لا تسمح لي بالتكلم معكم".

ويوضح "شمس" ان الشبان الافغان يتواصلون خصوصا عبر فيسبوك وتلغرام للتوجه الى سوريا وبعد وصولهم اليها.

يقر رمضان بشاردوست النائب الهزارة في كابول ان "عددهم سر عسكري"، فهم "يتعرضون للاستغلال من قبل الحكومة الايرانية التي تعاملهم كالعبيد (...) اما بالنسبة الى الحكومة الافغانية فان مآسي ومعاناة الشعب لا يطرحان مشكلة".

واضاف بشاردوست "المسألة أثيرت مرات عدة في البرلمان، كما استدعت وزارة الخارجية السفير الايراني في مطلع اكتوبر" اثر تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ندد بتجنيد مراهقين.

وأكد شجاع ان "المال وامكان الحصول على اقامة لهم ولاسرهم هما المحفزان الرئيسيان".

لكن "شمس" وعلى غرار "خليل" الذي توسلت اليه أمه، فضل العودة الى افغانستان ويأمل بشراء دكان. وقال "لن أنصح أحدا بالتوجه الى هناك اذا كان لديه عمل هنا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: