بلومبرج: الجسر البري بين مصر والسعودية ربما يحتاج إلى موافقة إسرائيل
كتب - عبدالعظيم قنديل:
توقعت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير لها الأربعاء، أن يسهم مشروع الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية، في دفع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من الدول العربية، وخاصة الرياض، منوهة إلى أن إسرائيل تعتبر خليج العقبة ساحة للتعاون الإقليمي.
كما ذكرت الوكالة أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعلق على المشروع الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء.
وكان بن سلمان أعلن الثلاثاء، إطلاق مشروع "نيوم" الاستثماري، مشيراً إلى أن المشروع يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 الاقتصادية، وذلك على هامش منتدى مستقبل الاستثمار في الرياض.
وبحسب بلومبرج، قال يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتزوج لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن جوريون الإسرائيلية بالنقب، إن مشاركة إسرائيل في المشروع حاسمة، مشيرًا إلى أن إغلاق مصر للخليج العقبة أمام السفن الإسرائيلي عام 1967 أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اشتعال صراع مسلح حينها.
وأضاف ميتال: "لن يتم التطرق للقضية إلا إذا أتيحت الفرصة للسعوديين والإسرائيليين لمناقشة علاقاتهم وحينها يمكن الحديث بالتفصيل عن الجسر".
كما أشارت الوكالة الأمريكية إلى المكاسب الاقتصادية التي تنتظرها الدولة العبرية من إقامة قنوات اتصال مع المملكة العربية السعودية، لافتة إلى أن القادة الإسرائيليون حددوا خليج العقبة في البحر الأحمر كـ"مكان مثالي" لإقامة علاقات تجارية مع الأردن والسعودية ومصر، بالإضافة إلى اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الدول العربية تمثل الاعب الرئيسي في أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ووفقًا للتقرير، قال سيمون هندرسون، مدير برنامج السياسات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إن ضمان مصر الذي دام أربعة عقود لمرور غير مقيد للسفن الإسرائيلية قد يخلق تعقيدات للمملكة العربية السعودية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار إذا لم يتم التشاور مع إسرائيل بشأن الجسر".
وأكد هندرسون على أنه لا مفر من اجراء مشاورات بشكل مباشر أو غير مباشر بين الطرفين، مرجحًا أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط. وأضاف: "طالما لم يطرأ أي تغيير على الوضع الراهن فان إسرائيل يفترض أنها سعيدة".
كما ألمح التقرير إلى تفاؤل رجال الأعمال الإسرائيليون بشأن العلاقة بين تل أبيب والرياض، حيث أكدوا على تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وخاصة في مجالات البنية التحتية وطرق ترشيد استهلاك المياه.
ونقلت الوكالة عن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قارا، قوله: "إن الجميع يعترفون بالفرص المتاحة للتقارب بين البلدين، ولكن من الأفضل عدم الحديث عن ذلك في هذه المرحلة".
وكان وليُّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد في مطلع مايو الماضي أن جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر سينطلق العمل فيه قبل 2020 ليكون جزءًا من خطط التنمية الاقتصادية وتحويل قدر معقول من تجارة المنطقة مع أوروبا عبر السعودية ثم ميناء في شبه جزيرة سيناء المصرية.
وتفيد المعلومات أن مشروع الجسر البري يسمح بمرور السيارات مع سكة قطار لنقل البضائع والركاب، ويربط بين شمال غرب السعودية في منطقة تبوك الواقعة على البحر الأحمر بمحافظة جنوب سيناء في شمال شرق مصر ويمر بمدينة شرم الشيخ المصرية.
ومن المتوقع أن يستغرق بناء الجسر الذي ستموّله السعودية من 5 إلى 7 أعوام بتكلفة متوقعة تتراوح بين 4 إلى 5 مليارات دولار، كما يتوقع أن يصل طول الجسر بين 7 إلى 10 كيلومترات، وبجانب الممرات الخاصة بالسيارات والشاحنات سيحمل الجسر سكة قطار شحن.
فيديو قد يعجبك: