معركة "القائم".. القوات العراقية تهاجم داعش في آخر معاقله
كتبت - إيمان محمود:
اتجهت قوات الجيش العراقي، صباح أمس الخميس، إلى قضاء القائم، في محاولة لكتابة السطر الأخير من نهاية تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي العراقية، حيث اقتحمت القوات آخر معاقل التنظيم الواقعة غربي محافظة الأنبار على الحدود العراقية السورية، والمجاورة لمدينة البوكمال السورية الاستراتيجية الهامة بالنسبة إلى التنظيم، حيث ينحصر وجوده.
ورغم استعادة القوات العراقية لأكبر مدينتين في المحافظة، الفلوجة والرمادي، يبقى الهدف الأكبر إمساك الحدود ومنع تسلل الجهاديين، حيث انطلقت ألوية الحشد الشعبي وقطعات قيادة عمليات الانبار وقيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري وشرطة الأنبار، صباح الخميس، في اليوم الأول من عمليات تحرير قضاءي راوة والقائم غرب الأنبار.
وبحسب التقارير الأمنية التي تصدر عن الجيش العراقي، فإن عصابات داعش أصبحت بحالة انهيار تام، بعد التقدم السريع الذي حققته القوات الأمنية وتحرير أهم مناطق ارتكاز إرهابي التنظيم في المناطق الصحراوية باتجاه مدخل القضاء.
وخلال اليوم الثاني من العملية العسكرية، اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن تقدم القوات العراقية التي وصلت على مشارف قضاء القائم غربي الأنبار بعد احكام السيطرة على منافذها المختلفة، بحسب ما أفاد به عماد الدليمي قائممقام قضاء عنه غربي الأنبار لوكالة الأنباء العراقية.
وقال "الديلمي" إن القوات الأمنية أصبحت على مشارف قضاء القائم غربي الأنبار، ولا تبعد سوى خمسة كم عن مركز القضاء، مضيفًا أن طيران الجيش قام بقصف كثيف استهدف مناطق ارتكاز التنظيم الإجرامي داخل القضاء ومداخله تمهيدًا لاقتحامه في غضون الساعات القليلة المقبلة.
الأهمية الاستراتيجية لتلك المدينة دفعت "داعش" لتفخيخها بشكل كبير، الأمر الذي طالما يعرقل سرعة تقدم القوات العراقية في تحرير أي مدينة، لكن الجيش العراقي أعلن أن فرق معالجة المتفجرات تقوم وبعمل متواصل برفع العديد من العبوات الناسفة وإبطال مفعول المنازل والمباني الحكومية التي قام داعش بتفخيخها.
واستطاعت القوات العراقية، اليوم، تحرير منطقة الـ70، الواقعة على بُعد 30 كم جنوب مركز قضاء القائم غربي الأنبار بالكامل.
ورفع القوات العلم العراقي فوق مباني المنطقة المحررة، فيما أبطلت فرقة معالجة المتفجرات مفعول الكثير من المباني المفخخة دون وقوع أي إصابات في صفوف القوات الأمنية، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
وعند دخول المنطقة، وجد الجيش العراقي عددًا كبيرًا من الأسلحة مختلفة الأنواع، والتي خلفها أعضاء التنظيم وراءهم أثناء الهروب من أرض المعركة.
وتحدث بيان لإعلام الحشد الشعبي العراقي، عن الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم داعش خلال يومي المعركة، وهي خسائر في المعدات والأرواح بعد أن أجبرت عناصر التنظيم على التراجع بسبب كثافة النيران الأرضية والجوية تاركين خلفهم العجلات المسلحة والملغومة التي وقعت تحت سيطرة القوات العراقية.
ولفت البيان إلى أن "فرق الجهد الهندسي للحشد الشعبي أنجزت منذ الساعات الأولى من انطلاق العمليات مهام فتح السواتر الترابية والطرق أمام القطعات، فيما شرعت فرق هندسة الميدان بتطهير الطرق والقرى ورفع العبوات من المناطق المحررة، فيما استنفرت مديرية الدعم اللوجستي هي الاخرى إمكانياتها ضمن عمليات التحرير".
ويوجد حوالي أكثر من 1500 جهادي موجودون في القائم، وتعد المنطقة 150 ألف نسمة، منهم 50 ألفا في مركز المدينة يتحدرون من نحو 6 قبائل عراقية سنية مهمة، ولا يعرف بالتحديد عدد السكان الحالي بعد حركة نزوح كثيفة شهدتها المنطقة خلال الاسابيع الأخيرة.
ولطالما كانت هذه المنطقة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود السورية، والممتدة على 600 كيلومتر، نقطة أساسية في عمليات التهريب بين البلدين، حيث أعلن الجيش العراقي منذ أيام، أنه دمر مئات ناقلات الوقود التي ينقلها الجهاديون بين العراق وسوريا.
وفيما يخص الجانب الإنساني، فقد وصل أكثر من 10,000 شخص إلى مخيمات النازحين الواقعة بالقرب من الرمادي في محافظة الأنبار منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية عن بدء العملية العسكرية لاستعادة القائم، وذلك بحسب تقديرات المركز النرويجي للاجئين.
وسجّلت منظمة الهجرة الدولية بأن حوالي 65,000 شخص قد فروا من غرب الأنبار هذا العام. وبحسب الأمم المتحدة، ما يزال 75,000 باقين في غرب الأنبار.
فيديو قد يعجبك: