لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سوريا: ما نعرفه عن هجوم خان شيخون الكيماوي

06:12 م السبت 28 أكتوبر 2017

ارشيفية

كتبت – إيمان محمود:

أكثر من مائتي يوم مرت على هجوم خان شيخون التي راح ضحيته نحو 90 قتيلًا وأصيب المئات من المدنيين بالاختناق، في قصف نفذته طائرات حربية –لم يحدد هويتها- مستخدمة "غازًا سامًا" بمنطقة خان شيخون بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.

القصف لم يستهدف البلدة فحسب، فقد استهدف أيضًا مستشفى نقل إليه ضحايا القصف بالغازات السامة، ما ألحق به دمارًا كبيرًا، قبل أن يتمكن عدد من أعضاء الفريق الطبي من الفرار، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).

وقال مسعفون ومصادر طبية وقتها أن أهالي خان شيخون تعرضوا لهجوم باستخدام غازات تسببت بحالات اختناق، ترافقت مع مفرزات تنفسية غزيرة، وحدقات دبوسية، وشحوب وتشنجات معممة، بالإضافة إلى أعراض أخرى ظهرت على المصابين.

كما فتحت السلطات التركية معبر باب الهوى -على الحدود السورية التركية- لاستقبال المصابين من جراء القصف.

وفي اليوم ذاته، أعلنت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أنها شرعت في التحقيق بشأن الهجوم، وجاء في بيان للجنة نقلته "بي بي سي" أن "اللجنة تحقق حاليًا في الظروف المحيطة بالهجوم، بما في ذلك مزاعم استخدام أسلحة كيميائية".

التحقيقات

في أعقاب الهجوم، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة الحادث، لكن الاجتماع انتهى دون نتيجة.

وتقدمت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بمشروع قرار يقضي بإجراء تحقيق كامل بالتعاون مع الحكومة السورية حول الهجوم، حيث تمت صياغته في صفحتين وأدان الهجوم المحتمل بشدة وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته، غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات، ولكنه هدد بفرض عقوبات دون تحديدها، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وبعد عدة تصريحات وتقارير لخبراء ومسؤولين دوليين تؤكد استخدام غاز السارين في شمال سوريا، أتى التأكيد الرسمي، من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، في 20 أبريل الماضي، عبر تقرير جزم بأن غاز السارين استخدم في هجوم خان شيخون، بحسب فرانس برس.

وجاء في ملخص للتقرير، إن "بعثة تقصي الحقائق خلصت إلى أن هذا لا يمكن أن يكون سوى استخدام للسارين كسلاح كيماوي".

وفي تقرير آخر صدر أمس الجمعة، حملت لجنة التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الحكومة السورية مسؤولية الهجوم، حيث قال معدو التقرير، إنهم "واثقون" أن دمشق استخدمت غاز السارين في بلدة خان شيخون.

وقالت نيكي هيلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن "تقرير اليوم يؤكد ما نعرف منذ أمد طويل أنه حقيقي"، بحسب وكالة "فرانس برس".

دمشق تتبرأ

وفي اليوم التالي للهجوم، أكد النظام السوري أن جيشه ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية، ولم يستخدمها مسبقًا.

وأوضح القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك: "نذكر مجلس الأمن بأن الحكومة السورية وجهت أكثر من 90 رسالة إلى الأمم المتحدة تضمنت معلومات موثقة عن حيازة المجموعات الإرهابية مواد كيميائية سامة وصلت إليها عبر الحكومة التركية بشكل خاص".

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن منذر قوله إن "المستفيد الأول من استخدام الأسلحة الكيميائية، هو الأنظمة التي استهدفت سوريا منذ ست سنوات لإنقاذ المجموعات الإرهابية المتحالفة معها".

وفي أول تصريح علني للرئيس السوري بشار الأسد، وصف التقارير التي تتهم الجيش السوري بشن هجوم بالأسلحة الكيمياوية على بلدة خان شيخون، بأنها "ملفقة مئة بالمئة".

وقال الأسد في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه لم يصدر "أوامر بأي الهجوم"، مضيفًا إن بلاده سلمت مخزونها من الأسلحة الكيمياوية عام 2013.

رد أمريكي

ردًا على الهجوم على بلدة خان شيخون، شنت الولايات المتحدة، في 7 أبريل الماضي، أطلقت واشنطن "59 صاروخًا موجها عالي الدقة" على القاعدة الجوية بمطار الشعيرات في حمص، بصواريخ توماهوك، ردًا على مجزرة خان شيخون التي اتهمت نظام الأسد بارتكابها.

وقال مسؤول أمريكي لشبكة سكاي نيوز الإخبارية إن إطلاق الصواريخ جاء من مدمرات للبحرية الأمريكية في شرق البحر المتوسط على عدد من الأهداف بالقاعدة الجوية.

ومن جانبها اعتبرت الرئاسة السورية، أن الضربة الأمريكية تصرفا "أرعن غير مسؤول"، بحسب وكالة الأنباء السورية.

وقال الجيش السوري، إن "العدوان الأمريكي" أسفر عن مقتل ستة جنود سوريين وإصابة آخرين، قبل أن ترفع وكالة أنباء "سانا" الحصيلة إلى تسعة قتلى من المدنيين بينهم اربعة أطفال.

موقف روسيا

اعتبرت روسيا –الحليف الأول للرئيس السوري- مشروع القرار الأولي عن الهجوم "غير مقبول"، وخلال المفاوضات اقترحت موسكو نصًا أعدته بنفسها من دون أن تدخل إليه المطالبات بتعاون الحكومة السورية في التحقيق.

وقالت موسكو إن هجوم غاز السارين نجم على الأرجح عن قنبلة فجرت على الأرض وليس عن غارة سورية.

واستخدمت روسيا، الثلاثاء الماضي، حق النقض الفيتون، على مشروع قرار أمريكي لتمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة لعام إضافي، بحسب "بي بي سي".

وقالت إنها تريد أن تدرس تقرير خان شيخون لتقرر بشأن مصير الآلية التي تنتهي مهمتها في 17 نوفمبر وساهمت في تشكيلها مع الولايات المتحدة عام 2015.

إدانات واسعة

واتهمت المعارضة السورية قوات الأسد بشن الغارات "مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين".

وقال الائتلاف في بيان نشره على موقعه الرسمي، إن "الصور الأولى للحادث تؤكد تشابهه بالجريمة التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق صيف عام 2013، والتي مررها المجتمع الدولي دون حساب أو عقاب".

ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إن الهجوم "مشين"، مُضيفًا أن مثل هذا العمل المروع من جانب نظام بشار الأسد، نتيجة ضعف الإدارة الأمريكية السابقة وانعدام التصميم لديها"، بحسب "سي إن إن".

كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وزير الخارجية الألماني زاجمار جابرييل قوله إن الهجوم يُعد عملًا وحشيًا الذي لا مثيل له، مضيفًا أن المسؤولين عن الهجوم "يجب أن يمثلوا أمام محكمة دولية".

بدورها، أدانت مصر "القصف العشوائي"، الذي تعرضت له بلدة، وشدد بيان لوزراة الخارجية على "ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية، من أجل اجتثاث جذور الإرهاب والقضاء على أشكاله في سوريا".

وأيضًا، ندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بالهجوم ووصفه بـ"جريمة كبرى" ارتكبت بحق المدنيين، وقال إن من قام به يجب أن يلقى جزاءه من قبل المجتمع الدولي طبقًا للقانون، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان