من هو الليبي الذي اعتقلته الكوماندوز الأمريكية في عملية خاصة؟
كتبت - رنا أسامة:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إلقاء القبض على مصطفى الإمام، المتهم بتنفيذ الهجوم على سفارة الولايات المتحدة فى بنغازي عام 2012، فيما كان البيت الأبيض منشغلًا بنبأ توجيه الاتهام لثلاثة من مساعدي الرئيس في حملته الانتخابية.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قال ترامب: "أمس، وبناء على أوامري، اعتقلت القوات الأمريكية مصطفى الإمام في ليبيا". وأضاف أن الإمام "سيمثُل أمام القضاء في الولايات المتحدة لدوره المزعوم في هجمات 11 سبتمبر 2012 في بنغازي". وبعد وقت قصير على ذلك الإعلان، أكدت النيابة العامة في واشنطن توجيه الاتهام للإمام، الذي قيل أن عمره 46 عاما تقريبا.
وبموجب دعوى كُشف عنها مؤخرا تتضمن ثلاث تهم، سيُحاكم الإمام بتهمة "قتل شخص خلال هجوم على منشأة فيدرالية، باستخدام سلاح ناري". وهو يواجه أيضا تهمة حيازة سلاح ناري وتقديم "دعم مادي لإرهابيين أدى إلى وفاة".
وكشفت مصادر شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، عن أن مصطفى الإمام يقيم في حي "الليثي" بمدينة بنغازي الليبية، وهو من أصول فلسطينية. وأشارت إلى أنه هرب من بنغازي عقب اندلاع عملية الكرامة بعد مشاركته في عمليات ضد الجيش الوطني الليبي والأجهزة الأمنية، ولجأ إلى مدينة مصراتة قبل أن يُلقى القبض عليه في إحدى ضواحيها من قِبل قوات خاصة أمريكية، (الكوماندوز).
وذكرت المصادر أن الإمام أحد عناصر تنظيم القاعدة في ليبيا، حيث سُجِن من قبل أمن الدولة الليبي عام 2007، وأودِع سجن "أبوسليم" في طرابلس، حتى أفرجت عنه بعد عام السلطات الليبية. كما أنه أحد أعضاء تنظيم مجلس شورى درنة، وهو من الإرهابيين الذين نسقوا إمداد المتطرفين في بنغازي بالمال والسلاح ضد الجيش الوطني.
وبينما لم يذكر بيان ترامب تفاصيل أسر المُشتبه به مصطفى الإمام، أوضح مسؤولون أمريكيون لوكالة "أسيوشيتد برس" الإخبارية أن عملية الاعتقال جرت من قبل القوات الخاصة الأمريكية قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي، يوم الأحد، نُقِل على إثرها إلى سفينة تابعة للبحرية الأمريكية من ميناء مصراتة، استعدادًا لترحيله إلى الولايات المتحدة، مؤكدين أن مهمة القبض عليه تمت بعد موافقة ترامب، وبالتنسيق مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا.
بيد أن أحد المسؤولين قال إن الإمام مُحتجز لدى وزارة العدل، ومن المتوقع أن يصل خلال اليومين القادمين إلى الولايات المتحدة على متن طائرة عسكرية. فيما نقلت وكالة أنباء "رويترز"، عن مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه، أن القوات الخاصة الأمريكية احتجزت الإمام في مدينة مصراتة منذ عدة أيام، لكنها لم تكشف هويته.
وأكّد ترامب استمرار الولايات المتحدة في دعم شركائها الليبيين، لضمان عدم استخدام تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى لليبيا كملجأ آمن وكقاعدة لأي هجمات ضد مواطني أمريكا أو مصالحها أو ضدّ المواطنين الليبيين أو غيره، مُشددًا على أن استقرار ليبيا وضمان أمنها على المدى الطويل مرتبطان بقدرتها على تشكيل حكومة وجيش موحدين.
ورحب وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإعلان ترامب. وقال في بيان "أنا ممتن جدا للقوات الأمريكية وأجهزة تطبيق القانون ووكالات الاستخبارات على جهودها لسوق مرتكبي اعتداءات بنغازي أمام العدالة". وأوضح تيلرسون أنه تحادث مع بعض أقارب قتلى اعتداء بنغازي "للتأكيد على دعم الحكومة الأمريكية الراسخ لهم".
وهاجم مسلحون المجمع الدبلوماسي الأمريكي في مدينة بنغازي، في الحادي عشر من سبتمبر عام 2012، ما أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين، في هجوم أثار عاصفة سياسية زاد من حدتها المعارضة الجمهورية لوزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون.
وأجري العديد من التحقيقات من جانب الكونجرس ومراجعة أمنية من وزارة الخارجية، للتحقيق في مسألة التعاطي مع الهجوم وكيف وصف في وسائل الإعلام. ولم تُتهم كلينتون بأي مخالفة أو إهمال لكن المسألة أثرت على حملتها الرئاسية عام 2016 وربما تكون قد أسهمت في فوز ترامب.
وتعرضت حكومة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما للانتقاد، في بعض ردود الفعل الأولية، لأنها عزت سبب الهجوم على القنصلية إلى غضب شعبي في المنطقة على فيلم من إنتاج هاو في الولايات المتحدة، معاد للإسلام. لكن تبين فيما بعد أنه كان عملية مُنسقة.
ويُحاكم العقل المدبر المفترض للهجوم، أحمد أبوختالة (46 عاما)، حاليًا في واشنطن ويتهم بأنه كان مسؤول جماعة "أنصار الشريعة". واعتُقِل في 2014 في عملية للقوات الخاصة الأمريكية بناء على معلومات استخبارات من شخص تلقى 7 ملايين دولار مكافأة من الحكومة الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: