إعلان

اغتيال فاشل وقصف.. هل تسعى إسرائيل وحدها لإفساد المصالحة الفلسطينية؟

03:33 م الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

كتب – محمد مكاوي:

من محاولة اغتيال إلى قصف جوي إسرائيلي على أحد الأنفاق، بدت الأحوال غير مطمئنة في قطاع غزة المحاصر بعد أيام من شعور بالسعادة انتاب أهالي القطاع لنجاح المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية، وهو ما يبدو أزعج أطرافا تسببت في تلك الأحداث.

البداية كانت صباح يوم الجمعة الماضي، عندما انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة كان يستقلها قائد قوى الأمن في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم وأحد مرافقيه، أدت إلى إصابتهما بجروح ونقلهما إلى أحد المستشفيات.

واتهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة خليل الحية إسرائيل بالوقوف وراء محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن "اللواء أبو نعيم بدأ في التعافي السريع وحالته الصحية ممتازة وسيمارس عمله بشكل طبيعي خلال أيام".

وأضاف البزم في اتصال هاتفي مع مصراوي من غزة، الثلاثاء، أن " التحقيقات في المحاولة الفاشلة لاغتيال أبو نعيم مازالت جارية ولا صحة لما تداوله بهذا الشأن".

أطراف عدة

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، حمزة إسماعيل أيو شنب، أن هناك أطرافا عدة لها مصالح وراء محاولة اغتيال أبو نعيم منها إسرائيل والعناصر المتطرفة التي ظهرت مؤخرا في القطاع وأيضًا تجار المخدرات.

ويقول أبو شنب المقيم في غزة في اتصال هاتفي مع مصراوي، إن التحقيقات لم تشر إلى شيء حتى الآن، ولكني أرجح أن تكون العناصر المتطرفة هي من تقف وراء المحاولة الفاشلة.

وأضاف "نجح التنسيق الأمني بين القاهرة وحماس مؤخرًا في ضبط عددا من العناصر المتطرفة في الجانبين، وكلل التنسيق في النهاية بالمصالحة الفلسطينية الفسطينية برعاية مصرية وهو ما يبدو أزعج تلك العناصر".

وقع رئيسا وفدا حماس وفتح الخميس اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني في مقر المخابرات العامة المصرية في القاهرة، ووافق الرئيس محمود عباس على الفور على الاتفاق.

الاتفاق وقعه عزام الأحمد رئيس وفد فتح، وصالح العاروري رئيس وفد حماس بحضور مدير جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي.

ووجهت مصر الدعوة للفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالة (2011) لعقد اجتماع في القاهرة يوم 21 نوفمبر القادم، بحسب بيان صادر عن الحركتين.

وقال البيان إن الحركتين اتفقتا على تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسؤوليتها الكاملة في إدارة شئون قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بحد أقصى يوم الأول من ديسمبر المقبل.

"غازات سامة"

بالإضافة إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، يوم الجمعة، قصفت مقاتلات إسرائيلية نفقا جنوب قطاع غزة ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بينهم عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس الجناحين العسكريين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، أن القوات الإسرائيلية استخدمت في استهدافها لنفق المقاومة شرقي مدينة خان يونس، يوم الاثنين، أسلحة محرمة دولياً تحتوي على غازات سامة، وذلك حسبما أفادت وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية الفلسطينية.

وبحسب مصادر طبية فإن الغاز السام الذي أطلقه الطيران الإسرائيلي في قصف النفق يُستخدم للمرة الأولى، وهو شديد التأثير ويؤدي إلى الوفاة فورًا، ولم تتمكن بعد الطواقم الطبية من تحديد نوعه.

فيما رفض الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، التعليق على الأسلحة المستخدمة في القصف الإسرائيلي. وقال "لا معلومات لدينا حول استخدام الاحتلال أسلحة متطورة لأول مرة في القصف أمس".

وأكد البزم أن الوضع الأمني الآن في قطاع غزة صبيحة القصف الإسرائيلي هادئ ومستقر والقوى الأمنية تفرض سيطرتها بشكل كامل على القطاع.

"الجهاد والمقاومة"

وتوعدت حركتا حماس والجهاد بالرد على استهداف إسرائيل نفقا جنوب قطاع غزة ما أدى إلى مقتل سبعة من نشطائهما وفقدان عدد أخر.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، خلال أداء الصلاة على أرواح عدد من القتلى في وسط قطاع غزة ، إن "الدم الدم والهدم الهدم والمقاومة قادرة على تنظيم الصراع وإدارته مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد هنية التمسك بـ "سلاح المقاومة فهو شرفنا، والاقتراب منه خيانة لفلسطين والأمة (..) المقاومة وسلاحها وإمكاناتها ومكتسباتها ومورثها خط أحمر غير مسموح المساس به".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي واهم إذا كان يعتقد أنه قادر على خلط الأوراق وتبديل الأولويات، فأولوياتنا واضحة وعلى رأسها المقاومة، كما أن الاحتلال واهم إذا كان يعتقد أنه قادر على فرض قواعد اللعبة".

وحث هنية على الإسراع في تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية وعلى وقف أي شكل من أشكال التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل كرد على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد نافذ عزام إن "مشروع الجهاد والمقاومة هو المشروع الوحيد الكفيل برد الحقوق لأصحابها ، والرد على جرائم الاحتلال".

وأضاف عزام أن "الدماء في نفق خان يونس ترسل رسالة إلى أصحاب صفقة القرن السياسية أن تلك الصفقة وهم كبير، وهي رسالة إلى كل من يفكر في الاقتراب من سلاح المقاومة".

ويرى المحلل الفلسطيني حمزة أبو شنب، إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية عبر استهداف بنيتها العسكرية.

وقال أبو شنب، إن "رد حماس على القصف الإسرائيلي الغاشم لن يكون متسرعا وإنما سيكون بعد دراسة متأنية لميزان القوى"، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية تغيرت الآن بعد أن اكتسبت خبرات متراكمة من تعاملها مع المحتل.

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بمهاجمة كل من يسعى لمهاجمة إسرائيل.

وقال نتنياهو، في بيان نُشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، :"سياستنا واضحة.. نسعى لتحقيق السلام مع كل جيراننا، ولكن لن نقبل بأي اعتداء جوي أو بحري أو بري أو تحت أرضي على سيادتنا وعلى شعبنا وعلى أرضنا .. نحن نهاجم من يسعى لمهاجمتنا".

وأضاف: "لأولئك الذين يفكرون بالقيام بذلك، أقترح ألا يختبروا عزيمة دولة إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي".

 

فيديو قد يعجبك: