استمرار توافد الزوار من العراق وخارجه لإحياء أربعينية الحسين في كربلاء
العراق - (أ ف ب):
ازدحمت الطريق المؤدية إلى مقام الإمام الحسين في كربلاء جنوب بغداد ذهابا وإيابا، اليوم الجمعة، مع عودة بعض الزوار واستمرار توافد آخرين وسط إجراءات أمنية مشددة، لإحياء أربعينية حفيد النبي محمد التي تتزامن هذا العام مع اقتراب القوات العراقية من حسم معركتها ضد تنظيم داعش.
وبدأ ملايين المسلمين الشيعة منذ الخميس بالتوافد إلى كربلاء. ورغم النجاحات العسكرية للقوات الأمنية العراقية، فرضت إجراءات أمنية مكثفة في محيط المقام ينفذها عناصر الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومتطوعون، فيضطر الزوار لعبور خمسة حواجز تفتيش للوصول إلى الحرم.
وقال المتحدث باسم قيادة شرطة كربلاء العقيد علاء الغانمي لوكالة فرانس برس "تم نشر 35 ألف عنصر من الجيش والشرطة .. إضافة إلى تفتيش يدوي للزائرين والزائرات مع وجود أكثر من 1500 عنصر نسوي".
ولفت الغانمي ايضا إلى وجود "أربعة آلاف عنصر من الحشد الشعبي" يشاركون على الأرض بمساعدة من طيران الجيش الذي يقوم بمسح صحراء كربلاء وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.
وتعتبر السلطات العراقية أن تهديد الجهاديين للمناسبات الدينية الشيعية، وخصوصا زيارة الأربعين، يبقى مرتفعا، رغم الهزائم التي منوا بها.
وتتخوف السلطات من أن أي اعتداء سيكون كارثة إنسانية بسبب الأعداد المهولة التي تتوافد إلى الزيارة من العراق وخارجه.
فالعام الماضي قتل أكثر من 70 شخصا بينهم عرب وأجانب في تفجير صهريج مفخخ استهدف الزوار العائدين من كربلاء على طريق الحلة.
- 14 ميلون زائر-
وتعد هذه المناسبة التي تنتهي بعد ظهر الجمعة، من أكبر المناسبات الدينية في العالم، وتحيي ذكرى مرور أربعين يوما بعد العاشر من محرم، تاريخ واقعة الطف التي استمرت ثلاثة أيام في العام 61 للهجرة (680 ميلادية)، وقتل فيها الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة) وحفيد النبي محمد، على يد جيش الخليفة الأموي آنذاك يزيد بن معاوية.
ويقوم الزوار، من نساء ورجال وأطفال متشحين بالسواد، بقطع كيلومترات طويلة للوصول إلى داخل الحضرة الحسينية، قبل أن ينقسموا في منطقة تسمى "بين الحرمين"، فيختارون إما الدخول إلى مقام الإمام الحسين، أو الى مقام أخيه العباس، الملقب لدى الشيعة بـ"أبو الفضل" أو "قمر بني هاشم".
وأعلنت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق الجمعة أن "عدد زائري أربعينية الإمام الحسين وصل الى نحو 14 مليون زائر".
وتوقع محافظ كربلاء عقيل الطريحي متحدثا لفرانس برس، في وقت سابق، أن يصل عدد الزوار العرب والأجانب مع نهاية المراسم إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وأضاف الطريحي أن "العراقيين بدأوا بالدخول إلى كربلاء والخروج منها قبل أكثر من أسبوع .. ومن المتوقع أن يفوق عددهم عشرة ملايين زائر".
- رحلة العودة -
وفيما لا تزال الحشود تتوافد من داخل العراق وخارجه باتجاه الحرم المقدس حيث مرقد الحسين وأخيه العباس، بدأ البعض بعودة أدراجه بعد انتهائه من المراسم.
وقال الكويتي فاضل يعقوب أبو الحسن "نحن أتينا من الكويت عن طريق البر إلى النجف ثم كربلاء .. الأجواء جيدة من حيث الأمن والخدمات والاستقبال".
أما العائدون أدراجهم، فبينهم بندر الحمامي العائد إلى محافظة ذي قار الجنوبية بعدما قطع وعائلته مسافة 350 كيلومترا على الأقدام.
وقال الحمامي لوكالة فرانس برس "قضينا أربعة أيام في الطريق وها نحن الآن عائدون بعد زيارة الإمام".
وأشار الحمامي الذي يرتدي جلابية بيضاء وعقالا بدويا إلى أن الزيارة العام الحالي كانت متميزة بالأمان، قائلا "الحمدلله قضينا على داعش ولم يعد هناك إلا قضاء راوة (غرب) ونسترجع العراق بالكامل".
واعتبر شياع الموسوي من محافظة ميسان أن هذه الجموع "دليل على الوحدة .. وأن الإرهاب يستهدف الجميع ولا يحسب على طائفة معينة".
وطبعت واقعة الطف التاريخ الإسلامي، وكانت لها آثار سياسية وفكرية، وكانت المعركة الأبرز والأكثر محورية في تحديد طبيعة العلاقة بين المسلمين الذين انقسموا في وقت لاحق بين سنة وشيعة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: