لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حسن نافعة: السعودية ستخسر بشدة في لبنان

04:19 م الإثنين 13 نوفمبر 2017

المملكة العربية السعودية

كتبت- هدى الشيمي:

تزداد حدة التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران منافستها الأبرز في المنطقة، وذلك بعد إطلاق صاروخ بالسيتي على مطار الرياض، وهذا ما اعتبره مسؤولون سعوديون "إعلان حرب" من جانب طهران، وتفاقمت الأزمة على خلفية إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، استقالته من السعودية والاتهامات التي وجهها لإيران وحليفها حزب الله، وسط توقعات بنشوب حرب مُحتملة تؤثر على الشرق الأوسط بأكمله.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السعودية قررت التصعيد مع إيران، لاسيما وأنها لديها انطباع أنها تخسر في كل المواقع، فقد راهنت على قوة سياسية خاسرة في سوريا، وانخرطت في حرب استنزاف داخل اليمن، وراهنت من قبل على قوة سياسية خاسرة في العراق، ما ساعد طهران على التغلغل في الدول الثلاث بشكل كبير.

"تصفية حسابات"

وأضاف نافعة لمصراوي أن "السعودية تريد تصفية الحسابات مع إيران في الساحة اللبنانية، وعلى الأرجح أنها ستخسر وبشدة، لأن لبنان مُختلفة تماما عن كل الساحات الأخرى".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن السعودية وصلت في عدائها مع إيران إلى حد أنها أصبحت على استعداد للاستعانة بأي قوى أخرى، ويقول: "أظن أنها تحاول الآن جر إسرائيل لضرب إيران".

كان حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، اتهم السعودية بتحريض الدول العربية وخاصة الخليجية على اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد لبنان.

وقال نصر الله في خطاب متلفز الجمعة الماضي، إن "السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان، ومستعدة أن تقدم مقابل ذلك عشرات المليارات من الدولارات".

وجاءت تصريحات نصر الله، بعد مطالبة السعودية ودول خليجية أخرى رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية فورا، ما أصاب اللبنانيين بالقلق، خاصة وأنهم مالبثوا أن شعروا باستقرار نسبي، بعد الفراغ السياسي والفوضى التي سيطرت على بلادهم.

"الرابح الوحيد"

ويرى نافعة أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر أو ربما الوحيد، من تصفية حزب الله.

وقال "المشكلة أن الدول العربية للأسف لم تعرف كيف تواجه إيران أو تتحاور معها، وقبل ذلك لم تعرف كيف تواجه إسرائيل، لأن إسرائيل هي العدو الرئيس للأمة العربية، واستبدالها بعدو آخر للدول العربية هو إيران، أمر ضد منطق الأمور وضد الطبيعة".

وتسعى إسرائيل إلى القضاء على حزب الله في لبنان، وتعتبره تهديدا كبيرا لها، وكانت منطقة جنوب لبنان وهضبة الجولان المحتلة قد شهدتا حربًا قاسية بين حزب الله وإسرائيل، بدأت في يوليو 2006 وانتهت في أغسطس من العام ذاته.

"تغيير النظام"

ويشير نافعة إلى أن السعودية تعتقد أن الحل الوحيد للتصدي لإيران هو تغيير نظامها الحاكم، ونظرا لصعوبة ضربها بشكل مباشر. يقول: "تحاول المملكة الانقضاض على ما تعتبره أذرع عسكرية قوية لإيران مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن".

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، 32 عاما، قاد حملة عسكرية ضد الحوثيين منذ أكثر من عامين ونصف، لدعم الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي. جاءت الحملة بعد أن اجتاح الحوثيون وحلفاءهم العاصمة صنعاء وطردوا الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن الساحلية في أواخر 2014.

وأفادت تقارير إعلامية أن خسائر التحالف العربي الذي تقوده المملكة جراء هذه الحرب تجاوزت 150 مليار دولار، وفي المقابل دعت طهران الرياض لإنهاء حربها في صنعاء فورا، واتهمتها بإحداث كارثة انسانية في اليمن.

ورغم الخلافات مع إيران، يؤكد نافعة أنها دولة راسخة في المنطقة، مُشيرا إلى أن حل الخلاف معها لن يتم إلا عن طريق الحوار، وأن تصفية الحساب معها بالحرب أمر غير مُمكن. وقال "لن تكسب السعودية منه شيئا."

وأشار إلى أن النظام الإيراني لن يسقط إلا بتدمير طهران نفسها، قائلا: "حتى استهداف سلاحها النووي لن يكفي لإسقاط النظام، لأن النظام الإيراني أقوى كثيرا من أي نظام آخر في المنطقة".

"تغيرات مفاجئة"

وأشار نافعة أن التغيرات التي حدثت في السعودية ضخمة جدا وسريعة ومفاجئة، ويقول: "ربما يكون بعضها مطلوب اجتماعيا وسياسيا، وترحب به قطاعات واسعة كالشباب والمرأة، ولكن لا يجب أن يتم التغيير الحقيقي عن طريق شخص واحد".

ويتابع: "الهدف النهائي مما يحدث هو تثبيت ملك ولي العهد محمد بن سلمان، وفتح الطريق أمام عملية الاصلاح".

وكان ابن سلمان قد أجرى مجموعة من التغييرات الاجتماعية في البلاد، وذلك في إطار خطته الإصلاحية 2030، ومنها السماح للمرأة بالقيادة والذهاب إلى النوادي الرياضية، وتعهد بإظهار وجه جديد للمملكة أكثر انفتاحا واعتدالا.

واحتجزت السعودية العديد من الأمراء والوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين في حملة لمكافحة الفساد، ترأسها بان سلمان، ووضعت بعضهم في فندق ريتز-كارلتون الفخم في العاصمة، ثم جمدت حسابتهم المصرفية.

ويتوقع نافعة أن يتفسخ المجتمع السعودي بعد سنوات قليلة من وصول بن سلمان إلى السلطة، داعيا ولي العهد إلى "قيادة عملية الإصلاح بحذر شديد، بالشعب ومع الشعب."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان