من هو أول بطريرك ماروني يزور السعودية؟
كتب – محمد مكاوي:
وصل العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي، في ظل أزمة لبنانية وإقليمية بعد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بشكل مفاجئ من الرياض قبل أيام.
وفور وصوله توجه إلى مقر السفارة اللبنانية حيث شدد أمام حشد من أبناء الجالية اللبنانية في السعودية على علاقة "الأخوة والصداقة" التي تربط بين لبنان والسعودية.
وقال "سأشكر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان على حسن استقبال اللبنانيين، وما كنت أحلم يوما أن أزور المملكة ولكنني كنت في شوق لزيارتها".
وأضاف "على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الإخوة تجمع لبنان والسعودية التي كانت حاضرة دائما في أزمات لبنان الإقتصادية والسياسية ، ولبنان لا يزول طالما أن التعايش الاسلامي - المسيحي قائم".
والراعي هو أعلى مسؤول ديني للطائفة المارونية التي يبلغ عدد أفرادها في لبنان نحو 900 ألف ويشكلون نحو ربع سكان البلاد.
والراعي هو ثاني بطريرك مسيحي يزور السعودية منذ عام 1975. وكانت رحلته مقررة قبل الأزمة السياسية الحالية في لبنان.
وقال الراعي بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء رويترز إن الدعوة الأصلية لهذه الزيارة وصلته عام 2013.
زيارة الراعي إلى الرياض وصفتها المملكة بـ"التاريخية"، وهي الأولى لبطريرك ماروني إلى السعودية.
واستقبل الملك سلمان البطريرك الراعي في مكتبه بقصر اليمامة بحضور الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامرالسبهان.
وأكد سلمان والراعي خلال اللقاء، أهمية دور الأديان المختلفة في نبذ "التطرف والإرهاب"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبعد لقاء الملك سلمان، التقى البطريرك الراعي رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري والموجود في الرياض بحسب ما ذكر تلفزيون المستقبل المملوك للحريري.
وقال حساب تلفزيون المستقبل على تويتر، أن "اللقاء بين الحريري والراعي كان ممتازا وجرى خلاله عرض للمعطيات المحلية المستجدة".
وأعلن الحريري الذي استقال بشكل مفاجئ في الرابع من الشهر الجاري خلال مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أنه سيعود "قريبا جدا" إلى لبنان مؤكدا أنه "حر" في تحركاته، وداعيا إيران، الخصم الأكبر للملكة السعودية في المنطقة، إلى عدم التدخل في الشؤون اللبنانية وفي شؤون الدول العربية.
من هو البطريرك الراعي؟
هو بشارة يوسف بطرس الراعي، مولود في حملايا - المتن (لبنان) في 25 فبراير 1940، ويشغل منصب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة وكردينال الكنيسة الجامعة منذ مارس 2011.
وبحسب الموقع الرسمي للبطريركية المارونية، انتُخب الراعي بطريركًا في 15 مارس 2011، وجرى حفل التولية في 25 الشهر ذاته،
ونصّب كردينالاً: في 24 نوفمبر 2012.
كما أنه يشغل منصب ئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ورئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك.
منذ انتخابه بطريركًا، قام بعدد من الزيارات الرسمية إلى كل من فرنسا مرتين بدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي ومن الرئيس فرنسوا هولاند، إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وإلى تركيا بدعوة من رئيسها رجب طيب أردوغان.
وزار الراعي أيضَا قطر بدعوة من أميرها، روسيا وجنيف وألمانيا وبروكسل بدعوة من البرلمان الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك زار جميع ابرشيات لبنان، وابرشيات مصر وقبرص وحيفا والأراضي المقدسة والأردن ودمشق واللاذقية.
حصل الراعي على عدد من الأوسمة منها وسام الاستحقاق الوطني برتبة كومندور من الرئيس الإيطاليا جورجيو نابوليتانو عام 1994، ووسام الأرز الوطني برتبة كومندور من الرئيس اللبناني العماد إميل لحود عام 2007، ووسام الصليب الأكبر من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2011.
فيديو قد يعجبك: