وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر يجتمعون في القاهرة لبحث أزمة ليبيا
كتب – سامي مجدي:
يعقد وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر اجتماعا تشاوريا الأربعاء في القاهرة لبحث نتائج المباحثات الخاصة بالأزمة في ليبيا التي تعيش في حالة فوضى منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذفي وقتله في وقت لاحق في انتفاضة 2011.
ومن المقرر أن يعقد الوزراء الثلاثة مؤتمرا صحفيا عقد المباحثات.
وتشكل الأوضاع في ليبيا تهديدا للدول الثلاث المجاورة، التي وقعت الدول الثلاث في فبراير الماضي على "بيان تونس" من أجل تسوية سياسية شاملة في ليبيا، بناء على مبادرة تقدم بها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
ومنذ ذلك الحين، عقدت الدول الثلاث المجاورة لليبيا اجتماعين تنسيقيين للتشاور بشأن الجهود المنفردة، التي تقودها كل دولة من أجل دفع التسوية بين الفرقاء السياسيين الليبيين.
ووفقا للخارجية التونسية، سوف يشهد الاجتماع بحث الخطوات القادمة لتفعيل مبادرة التسوية، التي تقوم على التوصل إلى تعديلات توافقية لاتفاق الصخيرات تشمل كل الفرقاء، ورفض أي تدخل عسكري في ليبيا وضمان وحدة المؤسسات الليبية بما في ذلك الجيش.
وسيشهد الاجتماع أيضا متابعة نتائج جلسات الحوار للجنة الصياغة المشتركة الليبية التابعة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، والتي احتضنتها تونس في أكتوبر الماضي بإشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة.
كانت جلسات الحوار خصصت للنظر في التعديلات التوافقية التي يمكن إدخالها على "اتفاق الصخيرات" الموقع في ديسمبر2015 في المغرب.
وفي مقابلة إذاعية يوم الثلاثاء، أعرب أعرب وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي عن أمله في التوصل لتسوية سياسة شاملة للوضع في ليبيا وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بحلول الصيف المقبل وفقا لخارطة الطريق الأممية، وأنه يتمنى آلا تتطور الأمور في لبنان.
وقال الجهيناوي -حول الوضع الليبي ومدى تقدم المبادرة الرئاسية التونسية للحل هناك- إن المبادرة تم إطلاقها في ديسمبر من العام الماضي، وتم خلال اجتماع مع دول الجوار الليبي في فبراير الماضي وضع أسس الحل السياسي في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التحدث مع جميع الليبيين بمختلف انتماءاتهم بمساحة واحدة، وأن يكون الحل سياسيا وليبيا خالصا.
وأضاف الجهيناوي أنه عكس ما يثار، فإن هذه المبادرة خلقت ديناميكية داخل الفضاء الليبي، حيث رأى الليبيون وجود حاجة ملحة للجلوس والبحث عن مخرج للأزمة الليبية، لأن ذلك ليس صوت تونس فقط وإنما أصوات ثلاث من دول الجوار لها ثقلها إلى جانب وجود اهتمام دولي بالوضع هناك.
وتابع الجهيناوي أن ما حدث بعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر، هو عقد جولتين من التفاوض بين مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبية في تونس الشهر الماضي تحت مظلة الأمم المتحدة، وأن تونس ليست في منافسة مع الأمم المتحدة بشأن الملف الليبي، لأن ما يقوم به حاليا المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا "غسان سلامة" هو دور رئيس للمنظمة الأممية.
وأشار الجهيناوي إلى أن المبعوث الأممي يقوم حاليا بتنفيذ المبادرة التي تم التوافق عليها في اجتماعات نيويورك، وأن اجتماع القاهرة غدا لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر يستهدف تقييم نتائج الاتصالات مع ليبيا، وتأكيد دعم المبعوث الأممي في مهمته، ودعوة الليبيين للبحث عن حل.
ولفت الجهيناوي إلى أن اجتماعات الأطراف الليبية في تونس الشهر الماضي ساهمت في حلحلة بعض المسائل، وجرى الاتفاق على بعض النقاط مثل: الفصل بين المجلس الرئاسي والحكومة وأن يتكون المجلس الرئاسي من رئيس وعضوين وبعض المسائل الأخرى، غير أنه لاتزال هناك بعض النقاط التي يجب التوصل لاتفاق بشأنها بين مختلف الأطراف الليبية المعنية.
ونوه الجهيناوي إلى أنه تم خلال اجتماعات نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاق على خارطة طريق للوضع في ليبيا، تقوم على ثلاثة محاور: الأول يتمثل في تعديل الاتفاق السياسي (الصخيرات)، والثاني عقد مؤتمر وطني شامل بمشاركة جميع الأطراف، والثالث إجراء انتخابات بحلول الصيف المقبل.
وأعرب الجهيناوي عن أمله في الوصول لمرحلة الانتخابات في الموعد المحدد، مع تحسن الأوضاع الأمنية، وخلق أرضية مواتية لإجراء انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية.
فيديو قد يعجبك: