لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"موجابي" .. الرئيس الذي حلم بحُكم زيمبابوي حتى الموت

05:28 م الأربعاء 15 نوفمبر 2017

الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي

كتبت – إيمان محمود:

"لن أتنحى إلا ميتًا"؛ قالها الرئيس الزيمبابوي "روبرت موجابي" بثقة وثبات قبل أربعة أشهر لشعبة الذي تداول أنباء عن تدهور صحته. الرئيس المسنّ ذو الثلاثة والتسعين عامًا، لم يعلم وقتها أن هناك أمورا أخرى ربما تحول بينه وبين الكرسي الذي يعتليه منذ عام 1980، وظن أنه سيعتليه إلى الأبد.

ولد موجابي –أطول رؤساء العالم عمرًا- في 21 فبراير 1924، لأسرة بسيطة في قرية كوتاما، بالقرب من العاصمة، وذلك بعد أشهر قليلة من تحولها لمستعمرة بريطانية، ونتيجة لذلك تعرض المواطنون للاضطهاد وواجهوا قيودًا على تعليمهم وفرص عملهم.

ذات يوم خرج إلى العمل في بعثة يسوعية إلى جنوب أفريقيا عندما كان موجابي مجرد طفل، لكنه لم يعد للمنزل، فتولت والدته، وهي معلمة، تربيته هو وأشقائه الثلاثة، مما اضطره للمساعدة في تدبير نفقات الأسرة من خلال شغله عمل راعي أبقار.

ورغم نشأته في أسرة كاثوليكية مع أم متدينة، قال موجابي لإذاعة جنوب إفريقيا منذ سنوات إنه "لا يؤمن بالمسيح".

كان موجابي محظوظا بحصوله على تعليم جيد، إذ حضر المدرسة في البعثة اليسوعية المحلية تحت إشراف مدير المدرسة الأب أوهيا، وواصل تعليمه ليصبح معلمًا.

وعلى مدى تسع سنوات، درس بشكل خاص في عدد من مدارس البعثات في روديسيا الجنوبية "زيمبابوي"، وواصل تعليمه في جامعة فورت هير في جنوب أفريقيا، وتخرج بدرجة البكالوريوس في الآداب والتاريخ واللغة الإنجليزية عام 1951.

كما درس في كلية سانت ماري لتدريب المعلمين، حيث التقى بزوجته الأولى سارة هيفرون، وتزوجها عام 1961، وهناك اعتنق الفكر الماركسي، وفي عام 1960، عاد إلى مسقط رأسه في أجازة، ليجد البلاد قد تغيرت جذريا وقد شردت الحكومة الاستعمارية الجديدة عشرات الآلاف من الأسر، فاندلعت احتجاجات عنيفة.

شارك موجابي في التظاهرات الاحتجاجية، وبدأ يعمل على توعية أبناء بلاده لتحقيق الاستقلال، وأصبح أمين الدعاية للحزب الوطني الديمقراطي في عام 1960، وفي العام التالي عُيّن قائمًا بأعمال الأمين العام للاتحاد الزيمبابوي الشعبي الذي كان محظورا.

في عام 1963، أسس وغيره من أنصار نكومو حركة مقاومة، وعاد إلى بلاده قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه بسبب "خطاب تحريضي"، ليبقى في السجن لأكثر من عشرة أعوام.

أثناء وجوده في السجن، اعتمد موجابي على الاتصالات السرية لإطلاق عمليات حرب العصابات باتجاه تحرير روديسيا الجنوبية "زيمبابوي" من الحكم البريطاني. وفي عام 1974، سمح رئيس الوزراء إيان سميث، أن يغادر موجابي السجن ويذهب إلى زامبيا، لكن موجابي بدلا من ذلك عبر الحدود إلى زيمبابوي، ليقود حرب العصابات الروديسية على طول الطريق.

استمرت المعارك طوال السبعينيات، وبحلول نهاية ذلك العقد، كان اقتصاد زمبابوي في حالة أسوأ من أي وقت مضى، وفي عام 1979، حاول سميث التوصل إلى اتفاق مع موجابي، ووافق البريطانيون على مراقبة التحول إلى حكم الأغلبية السوداء ورفعت الأمم المتحدة العقوبات، وعاد موجابي ليصبح رئيسًا للوزراء، ثم رئيسًا للجمهورية عام 1980 ولمدة 37 عامًا.

وأعلن موجابي عن نيته الترشح في الانتخابات المقبلة رغم تراجع صحته، بحسب "بي بي سي".

لسنوات طويلة يحاول موجابي الحفاظ على صحته بدرجة كبيرة، فإلى يومنا هذا يواظب على ممارسة التمارين الرياضية، حتى أنه قال ذات مرة إنه "يشعر بالإعياء ما لم يمارس التمرينات الرياضية"، ولذلك فهو لا يدخن رغم أنه من المعروف عنه تناول بعض الخمر على العشاء.

ورغم أنه عاش مناضلاً قبل توليه الرئاسة، إلا أن فترة رئاسته عرفت بالقمع الشديد، حتى أصبح يتفاخر بأنه يقود حزب لديه "درجات في العنف" – وهو ما صرح به أثناء تحذيره أعضاء اتحاد التجارة قبل الإضرابات عام 1998.

كان قمع نشطاء المعارضة في زيمبابوي وسط الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد على مدار العقد الماضي سببًا في سحب جامعات عدة الدرجات العلمية الفخرية التي كانت قد منحتها للرئيس موجابي نظير إنجازاته.

كما سحبت الملكة إليزابث الثانية لقب "فارس الصليب الأكبر" الذي منحته إياه في وقتٍ سابقٍ "تعبيرًا عن الاستياء الشديد وضربه عرض الحائط بالعملية الديمقراطية بزيمبابوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان