إعلان

ما هي قبيلة "التبو" التي اشتبك معها إرهابيو الواحات على حدود مصر؟

02:15 م الجمعة 17 نوفمبر 2017

الإرهابي الليبي عبد الرحيم المسماري

كتبت - إيمان محمود:

في حوار مع الإعلامي عماد الدين أديب، أجراه مساء الخميس، كشف الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد عملية التطهير التي أعقبت حادث الواحات، عن تفاصيل دخولهم إلى مصر قبل العملية، وحصولهم على الأسلحة من قبيلة التبو.

وقال الإرهابي "اشتبكنا مع قبيلة التبو قبل دخولنا الحدود المصرية، قتلنا واحدًا منهم وحصلنا على أسلحتهم"، وهي قبيلة مكلفة بحماية الحدود من قبل قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مشيرًا إلى أن أفراد القبيلة كانوا يظنونهم مهربين.

وفيما يلي يستعرض "مصراوي" أبرز المعلومات عن قبيلة "التبو" الليبية ..

"التبو" مجموعة قبائل وعشائر بدوية ذات هوية زنجية عربية مختلطة، تسكن غالبيتها في شمال تشاد حول جبال تبستي، كما يوجد حوالي مائة ألف منهم يعيشون في ليبيا، ومعظمهم من الرعاة الرحل والبدو.

وهناك الكثير من القادة التشاديين من قبلية التبو، ومنهم الرؤساء السابقون؛ حسين حبري وكوكوني واداي.

ومنذ بداية عام 2000 برهن مقاتلو التبو في التشاد على أنهم، وبخلاف الطوارق، سد منيع في مواجهة جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي، وحالوا دون انتشار التطرف الإسلامي في مناطقهم، وأوقفوا وسلموا الزعيم الإسلامي الجزائري عبدالرزاق البارا، إلى السلطات الجزائرية.

عاش أبناء قبائل التبو في الجنوب الليبي، مهمشين ومضطهدين، وقد استغلهم نظام معمر القذافي في عدة حروب في إفريقيا كوقود حرب في تشاد ضد الرئيس التشادى حسين حبري، وفي حرب أوغندا وفي حرب لبنان، ومات عدد كبير منهم ولم يعرف مصير الكثير منهم حتى الآن، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبعد سقوط نظام القذافي، شهد الجنوب الليبي نزاعًا قبليًا بين مجموعة قبائل التبو من جهة، والقبيلتين العربيتين، الزوية في الكوفة في الجنوب الشرقي، وأولاد سليمان في سبها، والطوارق في أوباري، فيما نجحت "التبو" في السيطرة على الجنوب الليبي.

وفي عام 2012، دعا زعيم قبيلة "التبو" الليبية عيسى عبدالمجيد منصور، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل من أجل وقف ما أسماه "تطهيرًا عرقيًا" تتعرض له القبيلة، وذلك بعد سقوط مئات القتلى في معارك في سبها الليبية.

وصلت الخلافات بين القبائل في ليبيا إلى حد تهديد قبيلة "التبو" بالانفصال عن ليبيا قبل أن تستقر الأمور فيما بعد.

وفي يوليو الماضي، التقى المستشار عيسى عبدالمجيد، رئيس الكونجرس التباوى "تجمع قبائل التبو" فى ليبيا والوفد المرافق له رئيس جمهورية غينيا كوناكري والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي البروفيسور ألفا كوندي، في إطار تسوية الأزمة الليبية الراهنة.

حرص المستشار المنتمي لـ"التبو" التأكيد على وضع الجنوب الليبى وأهميته في المشهد الليبي الأمني باعتباره أمر غاية في الأهمية، موضحًا لرئيس الاتحاد الإفريقي أن قبيلة "التبو" ما هي إلا جزء من ليبيا والليبيين.

وأصبحت قبائل التبو المنتشرة في ليبيا والتشاد والنيجر تسيطر على الحدود بين هذه البلدان الثلاثة وبين ليبيا والسودان، وأقام المسلحون التابعون لهذه الجماعة نقاط تفتيش على الطرق الصحراوية الرئيسية التي تسهل عبور سيارات التبو بين ليبيا وجاراتها لتصدير المؤن والمنتجات المصنعة في ليبيا، واستيراد الماشية من دول الساحل.

وفي التشاد وليبيا والنيجر، يسيطر التبو على مناجم كبيرة للذهب تم اكتشافها حديثًا، وفي ليبيا يقاتلون للسيطرة على حقول النفط ومحطات الوقود والمدن والأحياء التي استقروا فيها في عهد القذافي، بحسب موقع "روسيا الآن".

لا يعترف "التبو" بالحدود، لكن يمكن اعتبار قسم منهم من السكان الأصليين لواحات الجنوب الليبي ولا سيما واحة الكفرة، من استقروا منهم في ليبيا قلقين اليوم من أن ينظر إليهم الليبيون العرب بوصفهم أجانب أو مهاجرين من إفريقيا السوداء. فهم يعتبرون أنفسهم سكانًا أصليين ضحية للتوسع العربي نحو الجنوب والذي بدأ في القرن الثامن عشر ولا يزال مستمرًا.

وبحسب صحيفة "الوسط" الليبية، فإنه من الصعب على قبائل "التبو" الانتقال بحرية داخل ليبيا، خاصة في المنطقة الغربية، وبالتالي حُرم أبناء القبيلة من الفرص التعليمية والاقتصادية الجيدة.

وقالت الصحيفة إن قبائل التبو والطوارق هي المجموعات الأكثر استفادة من حركة المهاجرين والبضائع من  جنوب ليبيا وإليها، وفي أعقاب ثورة 2011، وقّع الطرفان اتفاقًا لمراقبة حدود ليبيا الجنوبية، على أن تقوم "التبو" بمراقبة المنطقة من سبها حتى الكفرة، والسيطرة على طرق التهريب الرابطة بين شمال النيجر وتشاد والسودان وأجزاء من مصر وجنوب ليبيا.

لكن الاتفاق لم يصمد طويلاً؛ بسبب تنافس الطرفين من أجل السيطرة على المنطقة، فيما ظلت "التبو" مسيطرة على الجنوب الليبي بشكل أساسي، بحسب الصحيفة.​

فيديو قد يعجبك: