إعلان

خمس شخصيات على رأس أزمة سياسية تعصف بزيمبابوى

10:12 ص الأحد 19 نوفمبر 2017

هراري- (د ب أ):

تشهد زيمبابوي حالة من الاضطراب السياسي تردت إليها منذ استيلاء الجيش على السلطة في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي.

وفى الوقت الذى أشارت فيه تقارير إلى أن الجيش وضع رئيس زيمبابوى روبرت موجابي وقرينته جريس التى كانت فى سبيلها لخلافته رهن الإقامة الجبرية، شارك الرئيس موجابى أمس الأول الجمعة في حفل تخريج جامعي بالعاصمة هراري، في أول ظهور عام له منذ اندلاع الأزمة.

وسيطر الجيش على المؤسسات الرئيسية للبلاد، بينما ترسل مجموعة تنمية الجنوب الأفريقى مبعوثين خاصين للتوسط في الأزمة.

وهناك خمس شخصيات رئيسية تدور حولهم الأزمة السياسية التي تشهدها زيمبابوي حاليا.

أول هذه الشخصيات هو الرئيس روبرت موجابي. فالرئيس /93 عاما/ الذي يحكم زيمبابوي منذ 37 عاما بدأ مشواره السياسي كمناضل من أجل الحرية يحظى باحترام عالمي. لكن سرعان ما بدأ موجابي في التمسك بالسلطة مما دمر اقتصاد البلاد الذى كان ذات مرة نابضا بالحياة، كما أنه يُتهم بتزوير الانتخابات وانتهاك حقوق الإنسان وممارسة القمع العنيف مع المعارضة.

وتتمثل الشخصية الثانية فى سيدة زيمبابوي الأولى جريس موجابي الطموحة سياسيا التي تسعى لتحل محل زوجها. وسرعان ما تم تصعيد جريس، التي كانت تشغل أوقاتها سابقا في التسوق والعمل الخيري، داخل صفوف الحزب الحاكم (الاتحاد الوطنى الأفريقى لزيمبابوى - الجبهة الوطنية) في السنوات الأخيرة. وبصفتها رئيسة الرابطة النسائية في الحزب، فازت جريس بدعم الحزب الرئيسي ويقال إنها تمارس تأثيرا كبيرا على قرارات زوجها.

ويأتي بعد ذلك "إيمرسون منانجاجوا" بوصفه الشخصية الرئيسية الثالثة في تلك الأزمة ، وهو النائب منذ فترة طويلة لموجابي، ويعد المنافس الرئيسي لجريس موجابي في سباق خلافة الرئيس. وعادة ما يوصف منانجاجوا /75 عاما/ الملقب بـ "التمساح" بأنه سياسي فظ وتمتع بمكانة قوية في الدولة الواقعة بالجنوب الأفريقي. وبعد أن اختلف مع أسرة موجابي في الأشهر القلائل الماضية، أقاله الرئيس الأسبوع الماضي. واتهم منانجاجوا زوجة الرئيس بأنها قدمت له "آيس كريم" مسموما خلال حفل.

أما الشخصية الرابعة فهو كونستانتينو تشيوينجا، القائد الأعلى للجيش، الذي تدرج في الرتب العسكرية منذ أن قام بدور محورى في نضال تحرير زيمبابوي،وهو شخص مثير للجدل وطموح سياسيا. وقد ورد اسم تشيوينجا /61 عاما/ في قائمة لشخصيات من زيمبابوى فرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان و الديمقراطية. وهو حليف أيضا لمنانجاجوا.

وتتمثل الشخصية الخامسة والأخيرة فى فيكتور ماتيماداندا، الأمين العام لجمعية المحاربين القدامى في زيمبابوي التي شكلها مقاتلو التحرير السابقون في عام 1990، ويوصف بأنه سياسي استراتيجي ماكر. وفي آب / أغسطس، ألقي القبض على ماتيماداندا لفترة وجيزة لتقويضه سلطة موجابي وانتقاده السيدة الأولى. وهو يقف الآن بقوة خلف الجيش ونائب الرئيس المقال منانجاجوا.

وكانت زيمبابوي تعتبر في السابق إحدى الدول الإقليمية الرائدة لعدة سنوات قبل أن تعتصرها أزمة سياسية واقتصادية عميقة.

واشتهر ذلك البلد في الماضي بكونه قائدا للقارة الأفريقية في توفير الرعاية الصحية والتعليم.

ولكن الخدمات الأساسية انهارت بعد أن انخفض الناتج المحلي الاجمالي في زيمبابوي الى النصف بين عامي 2000 و 2008.

وبعد حلقة دراماتيكية من التضخم المفرط، اضطرت زيمبابوي للتخلي عن عملتها الخاصة وبدأت باستخدام الدولار في عام 2009.

وتوقفت فترة الانتعاش بين عامي 2009 و 2014، وفقا للبنك الدولي، ويعود ذلك إلى حد كبير للجفاف والاختلالات التجارية.

وعلى الرغم من ثروة الموارد الطبيعية والمناخ الموات للزراعة، فإن أرقام البنك الدولي تشير إلى أن نحو 72% سكان من زيمبابوي يعيشون حاليا في فقر، وخمسهم في حالة فقر مدقع.

ويذكر أن متوسط العمر المتوقع في زيمبابوي يصل إلى 60 عاما وتشير التقديرات إلى أن نحو 80% من سكان زيمبابوي لا يتمتعون بوظائف منتظمة.

وعلى هذا النحو، دفعت الصعاب والقمع قرابة ثلاثة ملايين نسمة من أصل حوالي 16 مليون نسمة إلى الفرار من بلدهم الذي تبلغ مساحته 390 ألف كيلومتر مربع.

وقاد موجابي حملة حرب العصابات في سبعينيات القرن الماضى ضد حكومة الأقلية البيضاء في البلاد التي كانت تعرف باسم روديسيا. وحصلت روديسيا على استقلالها عن بريطانيا في عام 1980، وغيرت اسمها إلى زيمبابوى.

وكان موجابى أول رئيس وزراء لزيمبابوى، ثم من عام 1982 فصاعدا أصبح رئيسا لها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان