لبنان يحتفل بالذكرى الـ 74 للاستقلال وسط أزمة استقالة الحريري
بيروت - (أ ش أ):
يحتفل لبنان غدا الأربعاء بالذكرى الـ74 للاستقلال، في ظل تساؤلات طرحتها استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، ويقام هذا العام احتفال مركزي في جادة شفيق الوزان وسط العاصمة بيروت، برئاسة رئيس الجمهورية ميشيل عون، وحضور رئيس الوزراء المستقيل.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، في سياق تقرير أعدته عن عيد الاستقلال الـ74، الذي يصادف يوم 22 نوفمبر،" لطالما كان استقلالنا اللبناني يُمنى بعلل تظهر في إشكالات وفتن وحروب، بعضها قصير، وبعضها الآخر يدوم لأشهر أو أعوام، ومع كل فتنة، كان البعض يتصور أن الكيان اللبناني - الذي نال استقلاله بعد جهود مضنية واعتقالات وثورات - مصيره الضياع، وأن الهوية اللبنانية مهددة بالتمزق، لكن الوحدة الوطنية التي طالما أنقذت لبناننا من التشرذم نجدها حاضرة عند مهب كل ريح عاتية، ويحضر معها العيش المشترك ليعيد إحياء الآمال، وبالتالي فتح السبل أمام مراحل من الازدهار والاستقرار والعمل على إزالة سلبيات الحقب السوداء، كما حصل مع العهد الحالي (عهد الإصلاح والتغيير) الذي يقود لواءه الرئيس ميشال عون".
وأشارت الوكالة إلى إنجازات العام الأول التي تحدث عنها الرئيس عون خلال لقاء متلفز تحت شعار (سنة من عمر الوطن)، وقال: "لسنة خلت، أوليتموني ثقتكم، مجلسًا وشعبًا، لتحمل مسؤولية الموقع الأول في الدولة، وقد عاهدتكم يومذاك على تخطي الصعوبات وليس التآلف معها، وعلى تأمين الاستقرار بجوانبه كافة: السياسي، والأمني، والاقتصادي، والاجتماعي".
وأضاف عون: "بعد عشرة أشهر من عمر حكومة (استعادة الثقة)، علينا اليوم أن نعرض كشف حساب لتعرفوا ماذا حققنا وماذا بقي علينا، وهكذا تستطيعون تقدير الوضع بأنفسكم، ولا تستوحون الشائعات التي تنشر الأضاليل وتزرع الشك في النفوس، نحن لا نريد حكومة من دون معارضة، ولا إعلامًا من دون حرية، ولكن للمعارضة - كما للحرية - أصول وأدبيات، أولها احترام الحقيقة، فالحقيقة هي سقف الحرية، وأي اختراق لهذا السقف يؤذي المجتمع أفرادًا وجماعات، ويضرب الثقة ويغرق المواطنين في التشكيك وفي الجدل وتبادل جميع أنواع الاتهامات، ما يقضي على روح التضامن المجتمعي، ليحل مكانها التنافر والتباعد والتقوقع، وكلها مؤشرات لأخطار تهدد استقرار الوطن".
وأكد عون أن "عملية البناء ليست بالسهلة أبدًا، خصوصًا بعد كل سنوات التدمير التي تعرض لها كل شيء في لبنان، وهي تحتاج لكل اللبنانيين، لتضامنهم أولًا، ولثقتهم بأنفسهم وبشركائهم وبوطنهم".
واعتبر الرئيس اللبناني أن "الفساد لا تتم محاربته من قِبل فرد، بل من قِبل مؤسسات"، مشيرًا إلى أنه "يتم اليوم وضع ركائز أساسية للدولة، وبدون ركائز أساسية للدولة تكون منسجمة في عملها واحترامها للقوانين، لا يمكن تحقيق محاربة الفساد"، لافتًا إلى أن "هناك أمورًا تم تحقيقها، ولا يزال أمامنا عمل نقوم به في هذا الاتجاه..إننا وضعنا الأساس، وسننجز ما تبقى من قوانين في هذا الاتجاه".
وأعرب عون عن اطمئنانه للوضع الأمني في لبنان، موضحا أن "الإمكانات الذاتية وحدها هي من يكفل حماية لبنان، ولن تنفعنا أية حماية خارجية، لأنه عند تعارض المصالح بين لبنان ودولة أقوى، تُقّدِّم هذه الأخيرة مصلحتها وتنتفي القوة الضامنة لحمايتنا".
وعن وضع الليرة، قال الرئيس اللبناني" لا خوف عليها، ولا على القطاع المصرفي، منوهًا بأن العقوبات المفروضة على (حزب الله) لن تؤثر على الوضع العام أكثر مما حصل في المرحلة الأولى من هذه العقوبات التي أُقرت سابقًا".
وأكد عون أن "الانتخابات ستجرى في موعدها"، مشيرًا إلى أنه حقق كل ما وعد به حتى الآن، وبالرغم من الشكوك التي أُثيرت، والعوائق التي تظهر لجهة تنفيذ البطاقة البيومترية (بطاقة التعريف) أو غيرها، فإنها لن تمنع إجراء الانتخابات، ولن يكون هناك تعديل للقانون، إذ يجب أن يُطبق أولًا كي يتم البحث في تعديله من عدمه.
ونوهت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأنه في 22 نوفمبر عام 1943، اضطرت حكومة فرنسا إلى إطلاق سراح المعتقلين والاعتراف باستقلال لبنان التام بعد صمود اللبنانيين حكومة وشعبًا، وأصبح هذا اليوم عيدًا للاستقلال.
واعتبرت الوكالة أن "الاستقلال يعني السيادة الكاملة، يعني الحرية المطلقة، وهما لا معنى لهما إلا إذا صانهما الجيش، لذلك يقدم الجيش في ذكرى الاستقلال عروضًا عسكرية تشارك فيها الألوية العسكرية كافة والقوات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى الدفاع المدني والصليب الأحمر وغيرها من الحركات الكشفية"، مشيرة إلى أنه في هذه المناسبة أيضا، توضع أكاليل الزهور على أضرحة رجال الاستقلال والشهداء الذين أسهموا في هذا الإنجاز، كما يوجه رئيس الجمهورية كلمة إلى اللبنانيين، يشدد فيها على معاني هذا اليوم، داعيًا إلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك".
واختتمت الوكالة تقريرها بدعوة اللبنانيين إلى الوحدة والعيش المشترك والالتفاف حول الجيش حامي الوطن من أجل صون الاستقلال.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: