المدوّن الإسرائيلي الذي دخل الحرم النبوي يكشف لمصراوي كيف وصل السعودية
كتبت- رنا أسامة:
كشف المدوّن اليهودي الإسرائيلي، بن تزيون، الذي أثار ضجّة واسعة بعد نشره صورًا من داخل الحرم النبوي الشريف، أنه دخل الأراضي السعودية "بشكل قانوني" عبر مطار الرياض.
وقال في حديث أجراه مع مصراوي، عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، إنه "لم يكُن في حاجة للحصول إلى تصريح لدخول الحرم النبوي.. لا ضرورة للتصاريح"، مُشيرًا إلى أن كافة المساجد والمزارات مفتوحة للجميع، باستثناء مكة التي تستدعي الحصول على إذن حج خاص- بحسب قوله.
وصرّح بن تزيون، الذي يبلغ من العمر 31 عامًا، بأنه "لم يدخل إلى الأراضي السعودية بجواز سفره الإسرائيلي، بل بجواز سفر آخر"، رافضًا الكشف عن جنسية هذا الجواز.
وأشار المدوّن اليهودي، الذي يعمل لدى صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن الصور التي نشرها على فيسبوك وانستجرام، من داخل الحرم النبوي، التُقِطت قبل أسبوع، مُبينًا أنه طار إلى الأراضي السعودية الثلاثاء الماضي، وغادرها يوم الجمعة.
ولفت إلى أن زيارته لم تكن "مدفوعة بهدف سياسي". وقال: "أنا لستُ سياسيًا، لقد كانت زيارة خاصة للقاء بعض أصدقائي السعوديين"- بحسب قوله.
وأضاف: "عائلتي وأصدقائي في إسرائيل كانوا على علم بمكان تواجدي، حيثُ قضيتُ وقتًا ممتعًا برفقة أصدقائي السعوديين".
ولفت المدوّن الإسرائيلي إلى أنه لم يكُن يتوقع أن تُسلّط إليه الأضواء بعد نشره الصور، ولم يكن يسعى إلى الظهور أو "الشو الإعلامي"– على حد وصفه.
ومضى يُكرّر خلال الحديث: "أعتقد أنه حان الوقت لتعزيز السلام بين كافة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط".
كان "بن تزيون" نشر صورًا له على انستجرام، مساء أمس الإثنين، تُظهِره مرتديًا الجلباب والشماغ والعقال، وهو يتجوّل في المسجد النبوي الشريف. وكتب تعليقًا تحت إحدى الصور: "عندما يزور يهودي ثاني أقدس مسجد للديانة الإسلامية بعد الحرم في مكة".
كما بثّ مقطع فيديو سجّله بنفسه أثناء الأذان والاستعداد للصلاة، بالقرب من الروضة الشريف وقبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المسجد النبوي. وعلّق على الفيديو قائلًا "الصلاة من أجل السلام! جنبًا إلى جنب مع إخوتي العرب. من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها لجميع الناس. للسلام بين اليهود والمسلمين والمسيحيين والأقباط والدروز والبدو ولكل سليل إبراهيم يعرف أيضًا باسم إبراهيم سلام وشالوم".
وأفاد بن تزيون بأنه اشترى الزي العربي التقليدي الذي كان يرتديه في الأراضي المُقدّسة بالسعودية "فعلت ذلك بدافع الاحترام، لأنني رغبت في زيارة مسجد النبي في المدينة المنورة. والمؤكّد أنني لن أذهب إلى هناك مُرتديًا الجينز، الذي من شأنه أن يحمل دلالة على عدم الاحترام".
وأكّد أنه لم يحاول إخفاء هويّته "اليهودية"، وحرص على عدم مُضايقة أحد. وقال: "حينما أتوجّه إلى موقع مُقدّس، أتوجّه إليه بكامل الاحترام، والكرامة، والحب تجاه شعبه، لا البُغض أو الاستهزاء بأي شكل، أو أسلوب غير لائق.. لقد ذهبت إلى هناك كصديق".
وظهر في صورة أخرى، حاملًا حقيبة جلدية منقوشاً عليها كلمات بالعبرية، وصورة "سيلفي" مع رجل سعودي في أروقة الحرم النبوي الشريف، قائلًا: "مع أخي العزيز ناصر، الشعبان العربي واليهودي يتشاركان الدماء والتاريخ".
وكتب في تدوينة أخرى: "الشعبان اليهودي والعربي يتشاركان تاريخًا واحدًا ونسب دم يعود إلى أبراهام إبراهيم، ومع الحب والاحترام المتبادل السلام سيحل بمنطقة الشرق الأوسط كلها".
وأوضح المدوّن الإسرائيلي، في حديثه، أن بعض هذه الصور التقطها أصدقاؤه، والبعض الآخر التقطها مسلمون كانوا بجواره في الحرم النبوي. وقال: "لا أتذكر كل التفاصيل، لكنني كنت مأخوذًا عاطفيًا بنفحات الحرم، وأعتقد أنه شرف وامتياز لي، كيهودي، أن أصلي وأتواجد إلى جانب مسلم".
ونوّه بن تزيون إلى أن السعودية لم تكن وجهته العربية الأولى؛ إذ أنه زار بيروت وعمان قبل أسبوعين، كما أجرى زيارة إلى مدينتيّ قوم وطهران الإيرانيتين ديسمبر الماضي. وجدّد التأكيد "إن شاء الله سيعُم سلام حقيقي على كافة السعودية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وبالبحث على حساب المدوّن الإسرائيلي على انستجرام، صباح اليوم الثلاثاء ، تبين أنه غير متاح، وكانت تظهر رسالة مُفادها: "عفوًا، هذه الصفحة لم تعُد مُتاحة"، ما أثار التكهّنات باحتمالية أن يكون أغلقه بنفسه، أو أن تكون وردت بلاغات إساءة إلى إدارة المِنصة الاجتماعية دفعت لإغلاقها رُغمًا عنه.
فيما أكّد المدوّن الإسرائيلي لـ"مصراوي" أنه لم يغلق حسابه على انستجرام، لكن تم "تعليقه" بعد أن حصل مقطع الفيديو على أكثر من 3500 تعليق، وما يزيد على 33 ألف مشاهدة، صباح اليوم. وقال إنه يأمل أن يستعيده غدًا.
وقال بن تزيون إنه ينوي الحديث عن رحلته في مدوّنته على "تايمز أوف إسرائيل"، في غضون أسبوع أو أكثر، لرصد ردود الفِعل الإيجابية التي حصل عليها من جانب أشخاص عدة من مُختلف الأديان، على أن يقضي الآن فترة هدوء واسترخاء.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وُلِد بن تزيون وترعرع في مدنية روستوف الروسية، على نهر الدون، في جنوب روسيا، وينحدر من عائلة تشودنوفسكي، لكن اسمه الأول "بن"، والأخير "تزيون"، وفقًا للمُسجّل في بطاقة هويّته الإسرائيلية.
ويتحدّث بن تزيون الإنجليزية والروسية إلى جانب العبرية.
وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية بابسون العالمية في عام 2008، وعلى درجة الماجستير في علوم الاقتصاد من الأكاديمية الرئاسية الروسية في عام 2014.
ورفض المدوّن الإسرائيلي تحديد مكانه الحالي، لكنه صرّح بأنه في بلد يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل- وفقًا للصحيفة.
اقرا أيضا :
بعد صوره في المسجد النبوي.. غلق حسابات مدوّن إسرائيلي على فيسبوك وانستجرام
بالفيديو والصور .. يهودي إسرائيلي في المسجد النبوي الشريف
من هو المدون الإسرائيلي الذى نشر صوره أمام "عمرو بن العاص" بعد سيلفي "الحرم"
فيديو قد يعجبك: