من هما الكيانان الجديدان على "قائمة الإرهاب الثالثة" لدول مقاطعة قطر؟
كتبت- رنا أسامة:
أعلنت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، مساء الأربعاء، إضافة كيانين و11 فردًا لقوائم الإرهاب المدعومة قطريًا، بعد أكثر من 180 يومًا على قطع العلاقات مع قطر، بعد اتهامها بالتدخل في شؤونهم الداخلية ودعم الإرهاب وهو ما تواصل الدوحة نفيه بشدة.
وقالت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، في بيان مساء الأربعاء، إنها "في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، وفي إطار جهدها المشترك بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في محاربة الإرهاب؛ فإنها تعلن إضافة كيانين وأحد عشر فردًا إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها".
وأشارت إلى أن الكيانين المدرجين هما "مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاءً لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة، كما أن الأفراد نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها، وينالون دعمًا قطريًا مباشرًا على مستويات مختلفة، بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيري لتسهيل حركتهم".
كانت الدول الأربع اتفقت على تصنيف 59 فردًا و12 كيانًا في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، 9 يونيو الماضي، ضمّت أسماء 26 مصريًا وبينهم قيادات إخوانية هاربة من أحكام في مصر، بينهم يوسف القرضاوي وطارق الزمر ووجدي غنيم وعاصم عبد الماجد، و5 شخصيات ليبية منها علي محمد الصلابي وإسماعيل الصلابي وأمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاح.
وفي يوليو الماضي، أضُيف إلى قائمة الإرهاب 9 كيانات و9 أفراد جُدد، بينهم الكويتي حامد حمد العلي، الذي يُعرّف نفسه على أنه "جندي كوماندو القاعدة"، واليمني عبدالله محمد اليزيدي، رئيس جمعية الإحسان الخيرية، والليبي الساعدي عبدالله إبراهيم، مؤسس وقائد سرايا الدفاع عن بنغازي.
وفيما يلي نستعرض أبزر المعلومات عن الكيانين الجديدين في قائمة الإرهاب الثالثة لدى "الرُباعي العربي"، بحسب تقارير صحفية خليجية:
المجلس الإسلامي العالمي (مساع):
هي مؤسسة تتخذ من الدوحة مقرًا لأمانتها العامة، وتندرج تحتها 8 كيانات، وتم الترخيص لها من سويسرا، ومن أبرز بنود ميثاقها: الإصلاح والتقريب بين فصائل ومؤسسات العمل الإسلامي لتوحيد جهودها ضد الحكومات العربية، وفق صحيفة "سبق" السعودية.
وظلت فكرة إنشاء تنظيم دولي على غرار التنظيم الدولي للإخوان المسلمين فكرة تُراود القائمين على هذه المؤسسة لمدة طويلة، حتى جاء عام 2010 ليتحقّق حلمها بتدشين أول تنظيم دولي للسلفيين عابر للأوطان؛ ليتكون -لأول مرة- ما يُعرف بـ"المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي"، والذي يعرف اختصارًا بـ"مساع"، وكان أول بيان لهذا التنظيم من صياغة ويحمل توقيع جمال سلطان، وهو صحفي مصري الجنسية يرأس تحرير جريدة "المصريون" ومجلة "المنار الجديد".
بينما يعرف المجلس نفسه على صفحته على موقع فيسبوك بأنه "مجلس إسلامي عالمي يسعى لتحقيق التكامل والتضامن بين روابط واتحادات أهل السنة وتأهيلها عبر شراكات فعالة وكوادر مؤهلة ومؤسسات متميزة".
وبحسب "سبق"، عُقِد أول اجتماع للتنظيم في العاصمة الكويتية "الكويت"، في عام 2010، ثم عقد عدة لقاءات بعدها في عدة عواصم عربية وغير عربية؛ منها القاهرة والدوحة، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات في مدينة اسطنبول التركية، وجولات ودورات في دول أخرى، كتونس وموريتانيا وليبيا والمغرب وغيرها.
وتقول التقارير الخليجية إن "مساع" جمعت بين الأيديولوجيا الفكرية لتنظيم الإخوان المسلمين، والأيديولوجيا العملية لتنظيم القاعدة، وتُعد أحد أهم التنظيمات التي تستهدف الدول الخليجية بدعم قطري؛ إذ تتلقى دعمًا ماليًا من عدة مؤسسات حكومية قطرية، وتسعى في الوقت نفسه إلى استهداف الدول العربية، وفي مقدمتها الدول الأربع عبر تشويه صورتها، والتطرّق لملفات سياسية من خلال البرامج الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، واستغلال العناصر المتطرفة التي هاجمت تلك الدول.
وارتبطت بتنظيمات وكيانات تم إدراجها على قائمة الإرهاب في الدول المقاطعة الأربع، وهي: (منظمة الكرامة، قطر الخيرية، مؤسسة قرطبة في بريطانيا، أحزاب الأمة في الخليج، مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية، مؤسسة راف، جماعة الإخوان، جمعية الإصلاح).
وذكرت "سبق" أن المؤسسة و تمول تدعم المنظمات الإرهابية؛ وعلى رأسها تنظيم داعش، كما أنها خططت إلى إطلاق "قناة الثورة"؛ لتكون منبرًا للعمل السياسي والفكري والشرعي لمؤسساتها، وقدّمت تنظيم داعش في خطابها الإعلامي بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، ولقّبت عناصره بـ"المسلحين".
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
ذكرت تقارير صحفية خليجية إن الاتحاد أسسه تنظيم الحمدين في عام 2004، بهدف إسقاط شرعية هيئة كبار العلماء ومحاولة إضفاء شرعية دينية لنظامه لتمرير أهدافه وأفكاره في العالم الإسلامي، ونصّب يوسف القرضاوي رئيسًا له، واختير مقر له في لندن في البداية، ثم تحول مقره إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وافتتح الاتحاد فرعين له في كل من مصر وتونس. ويضم 67 عضوا إلى جانب نائب القرضاوي إيراني الجنسية، أحمد الريسوني.
كان الهدف الأكبر من تاسيسه، بحسب وسائل إعلام خليجية، إيجاد شرعية دينية بديلة تنساق مع أهواء تنظيم الحمدين، وتروج لأفكار الإخوان المتطرفة. ورافق هذا التأسيس حرب إعلامية كبرى تستهدف هيئة كبار العلماء في السعودية عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، وبرزت حسابات وهمية هدفها الوحيد فقط السخرية من هيئة كبار العلماء، وضرب مصداقيتهم.
فيما يعرف الاتحاد نفسه على موقعه الرسمي بأنه " اتحاد مفتوح لكل علماء الإسلام في المشارق والمغارب، ويعني بالعلماء: خريجي الكليات الشرعية والأقسام الإسلامية، وكل من له عناية بعلوم الشريعة، والثقافة الإسلامية، وله فيها إنتاج معتبر، أو نشاط ملموس. ولهذا الاتحاد سمات وخصائص يجب أن يتصف بها، ويتميز عن غيره".
ووصف الاتحاد سماته بـ" الإسلامية، العالمية، الشعبية، الاستقلال، العلمية، الدعوية، الوسطية، الحيوية".
بينما وصفت الصحف الخليجية هذه الاتحاد بأنه "بيت ومقر الفتاوى الجهادية"؛ فلم تصدر فتاوى جهادية في العالم إلا خرجت بتوقيع هذا الاتحاد الذي يروج لكل الجماعات المتطرفة في العالم، ويدعو لدعمها والدعاء لأفرادها ونصرتهم.
فضلًا عن ذلك، كان هذا الاتحاد "مصدرًا للفتاوى المسيئة للإسلام، ففي عام 2013 أطلق الشيخ المغربي عبدالباري الزمزمي، نائب رئيس الاتحاد، حينها، فتاوى غريبة أثارت الدهشة والاستغراب في العالم الإسلامي"؛ بعد أن تمادى في فتوى شاذة "بجواز ممارسة الجنس مع الجثث، بشرط وجود عقد قران شرعي قبل الوفاة؛ حيث أجاز مضاجعة الزوجة الميتة، قائلاً إن "المرأة حلال جنسيًا لزوجها حتى بعد وفاتها، فعقد الزواج لا ينتهي بالوفاة". وباتت محل سخرية واشمئزاز؛ لما تسببت به من أذى لأكثر من مليار مسلم، بخلاف تشويهها للدين الإسلامي".
وأضافت الصحف الخليجية أنه "لم يكتفِ الاتحاد بالعالم العربي لنشر ضلاله، فقد أنشأ موقعًا بالإنجليزية، نشر التطرف والكراهية في المجتمعات الغربية عبر محاضرات ممولة ومدعومة من قطر، كما استغل أعضاؤه الحريات التي تمنحها المجتمعات الغربية لهم، وقاموا بتكفيرها، وأجازوا العمليات الإرهابية التي تستهدف هذه الدول".
فيديو قد يعجبك: