وزارة الخارجية VS "سي إن إن": انتقادات يتبعها ظهور "شكري"
كتب - أحمد جمال:
مشاهد متناقضة ترسمها وزارة الخارجية المصرية في مواقفها مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، في السنوات الأخيرة، آخرها انتقاد متحدث الوزارة، المستشار أحمد أبو زيد، تغطية الشبكة لحادث الروضة الإرهابي، قبل أقل من 24 ساعة من ظهور وزير الخارجية، سامح شكري، على شاشتها.
مساء أمس، غَرد "أبو زيد" على صفحته الرسمية بموقع "تويتر" عن تغطية "سي إن إن" لحادث الروضة: "كالعادة، تغطية الـ(سي إن إن) لمأساة سيناء مؤسفة. المراسل مُهتم بدخول الصحفيين إلى سيناء أكثر من اهتمامه بأولئك الذين فقدوا حياتهم".
وبررت الشبكة الأمريكية، الأمر بقولها إن مراسلها لم يستطع الوصول إلى "الروضة" في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، لتغطية موقع الحادث.
واستهدف إرهابيون مسجداً بالروضة، الجمعة الماضية، أدى إلى سقوط 305 شهيداً، وجرح 128 آخرين، وفق بيان للنائب العام.
بعد تغريدة "أبو زيد"، بأقل من 24 ساعة، ظهر وزير الخارجية، سامح شكري، على شاشة الشبكة، في التاسعة مساء اليوم الاثنين، يتحدث عن الحادث الإرهابي.
وقال "شكري"، خلال المقابلة، إن الحكومة المصرية ستفعل أي شيء لحماية المدنيين، موضحاً أن مستمرّة في التحقيق والبحث حول الأطراف المسؤولة عن الحادث.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تنتقد فيها "الخارجية" رسمياً تغطية "سي إن إن" للأوضاع الأمنية والأحداث السياسية التي تشهدها مصر.
وأبرز الانتقادات الموجّة للشبكة كانت في أغسطس 2015، حينما نشرت تقريراً عن الأوضاع الأمنية في سيناء، إثر اختطاف الرهينة الكرواتي، وذبحه على يد إرهابيين.
واعتبرت الشبكة، في تقريرها، أن "سيناء منطقة خارجة عن القانون وسلطة الدولة، والحكومة فشلت في تنفيذ وعودها بالقضاء على الإرهاب، داعش في مصر أصبح الأقوى".
حينها انتقد متحدث "الخارجية" في بيان التقرير، وقال إنه "ادعى انتشار الفوضى والإرهاب وغياب سلطة الدولة في مصر بصورة تدعو إلى السخرية وتبتعد كل البعد عن الموضوعية والمهنية والصدق"، موضحاً أن المناطق التي تشهد عمليات إرهابية في سيناء لا تتجاوز 5% من مساحة شبه الجزيرة الآمنة تماماً.
وأضاف: "الإرهاب ظاهرة عالمية، ووقوف مصر في صدارة الدول التي تحارب الإرهاب كان يقتضي من وسائل الإعلام الغربية وشبكة (سي إن إن) واسعة الانتشار على وجه الخصوص أن تؤكد أهمية دعم الجهود المصرية وضرورة التضامن مع مصر بدلاً من التقليل من قيمة ما تقدمه من تضحيات وما تبذله من جهود".
وبعد تلك الأزمة بنحو شهر، وتحديداً في 31 أكتوبر من نفس العام، تحطمت طائرة روسية في سيناء، خَلفت ورائها عشرات القتلى والمصابين. تناسى "شكري" الانتقادات التي توجهها وزارته إلى الشبكة، وأجرى مداخلة هاتفية بعد الحادث بـ4 أيام، للتعليق على قرار بريطانيا بوقف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
وفي مايو 2016، تجدّدت الأزمة مرة أخرى، حينما ألمحت الشبكة في تقرير لها، إلى أن قائد الطيارة المصرية التي تحطمت خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة "انتحر"، ليُغَرّد "أبو زيد": "إعطاء شبكة (سي إن إن) الأمريكية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، في وقت ما تزال فيه الأسر بحالة حداد، أمر لا يبعث على الاحترام".
في نفس العام، وتحديداً في ديسمبر، أجرت الشبكة الأمريكية، مقابلة مع "شكري"، على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، تحدث فيها حول قضايا المنطقة، والأوضاع في مصر.
وشهدت المقابلة خلافاً بين مذيع الشبكة و"شكري"، بعد وصفه لما حدث في 30 يونيو بـ"الانقلاب"، فردّ عليه: "دعني أعارض مقدمتك للبرنامج، ما حدث في مصر ليس انقلاباً لكنه انتفاضة شعبية"، ليقاطعه المذيع مرة أخرى: "لقد نظم الجيش ما حدث"، فعاود الوزير المصري الحديث: "الجيش لم ينظم ذلك. 30 مليون مصري نزلوا للشوارع، وحماهم الجيش".
فيديو قد يعجبك: