إعلان

حسن نصر الله.. "المقاوم Vs الشيطان"

12:50 م الثلاثاء 07 نوفمبر 2017

حسن نصر الله

كتبت- إيمان رحيم:

"الشيطان والعميل الإيراني الأكبر، والسيد زعيم المقاومة".. بين هاتين الصورتين يقف حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني فارضا على الدوام حالة من الجدل الديني والسياسي، فتصديه للعدوان الإسرائيلي كان سببا ليراه أغلب العرب بطلا قوميا، لكن توجيهه سلاح المقاومة للداخل اللبناني مرة والشعب السوري أخرى، ودعمه اللامشروط لإيران، غيرا مواقف الكثيرين.
حسن نصرالله المولود عام ١٩٦٠ لوالدين لبنانيين فقيرين، تأثر كثيرا في طفولته بالإمام موسى الصدر مؤسس "حركة أمل"، وهي حركة تأخذ الطابع الشيوعي أكثر من الطابع الشيعي، وانضم إليها خلال دراسته بالمرحلة الثانوية، ثم أصبح مندوب الحركة في بلدته، قبل أن يتم تعيينه في عام 1979 مسئولا "سياسيا" لمنطقة البقاع وعضو في المكتب السياسي للحركة.
لم يدم نصر الله طويلا في الحركة، ففي عام 1982 انسحب منها إثر خلافات جوهرية مع القيادة السياسية حول سبل مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكون وزملاء آخرون "حزب الله"، وتولى مسؤوليات مختلفة في الحزب منذ تأسيسه بينها مسئول الحزب في قطاع بعلبك ومن ثم منطقة البقاع، ثم توجه الى بيروت وتتدرج في المناصب السياسية حتى أصبح أمين الحزب ببيروت، ثم المسئول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات "مجلس الشورى".
وفي عام 1992 لمع نجم حسن نصر الله في الحزب، وذلك بعد انتخابه كأمين عام لحزب الله إثر اغتيال الأمين السابق "عباس الموسوي". وخاض بالحزب داخل المعترك السياسي اللبناني فشارك في الانتخابات النيابية وحصد عددا من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع مكونا ما يعرف باسم "كتلة الوفاء للمقاومة".
باتت خطابات نصرالله تشكل تهديدا صارما لإسرائيل، ووصفه الباحث الإسرائيلي "ينيف ليفيتان" بأنه أول زعيم عربي يهدد اسرائيل بتوجيه ضربة مؤلمة للمفاعل النووي في ديمونا، واصفا خطاباته بأنها أكثر الخطابات السياسية التي أثرت بشكل كبير على الجمهور الإسرائيلي وصناع القرار السياسي والأمني، ما دفعهم لإدراج خطابه عن اسرائيل في البرنامج الدراسي لفن الخطابة "وفقا لما ورد بجريدة الرأي اليوم اللبنانية".
وخاض حزب الله عدة معارك مع إسرائيل كان أبرزها تصفية الحساب 1993، وعناقيد الغضب في 1996، والتي انتهت بتحرير القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية عام 2000، ثم حرب لبنان الثانية عام ٢٠٠٦، ما صنع له أرضية شعبية هائلة.
شاركت وسائل الإعلام المختلفة بشكل كبير في صناعة مجد حسن نصرالله بنقلها لخطبه المناهضة لإسرائيل خلال احتلالها لجنوب لبنان وفي حرب ٢٠٠٦ والتي أثرت في الكثيرين على المستويين العربي والإسلامي، وخرجت مظاهرات مؤيدة له آن ذاك في عدد من الدول العربية.
لكن تلك الشعبية سرعان ما بدأت تتناقص، بداية من عام ٢٠٠٥، حيث اتُّهمت المحكمة الدولية المكلَّفة بالنظر في اغتيال رفيق الحريري حزب الله بالضلوع في الجريمة، بالتنسيق مع قيادات عسكرية من نظام الرئيس السوري الأسد، كما تم اتهامه بالتورّط أيضًا في عمليات إرهابية بالخارج، وبتكوين علاقات مع شبكات تهريب المخدرات وتبييض الأموال في كل أنحاء العالم.
وفي يوم "7 أيار 2008" سقطت "مقاومة حزب الله" في سلاحها، عندما وجهته للداخل اللبناني في محاولة لتغيير معادلة القوى السياسية. وشن مسلحو الحزب حرب شوارع من طرف واحد على خصومهم تحالف 14 آذار، بعد إصدار الحكومة اللبنانية قرارا بتفكيك شبكة اتصالات "المقاومة" التي زرعت كاميرات لمراقبة مطار بيروت.
لم يتوقف حزب الله بقيادة نصر الله عند توجيه السلاح للداخل اللبناني، وحوله أيضا ضد الشعب السوري في محاولة لرد الجميل لنظام بشار الأسد وإيران، وشارك مقاتلو الحزب في حصار مدينة حلب السورية.
"النظام السعودي أجبن وأضعف من أن يشن حربًا على الدولة الإسلامية بإيران".. لعل تلك الكلمات التي وردت في خطاب أمين حزب الله في يوليو الماضي، كانت بمثابة إعلان حرب من نصرالله على السعودية بعد أن انتقدت الأخيرة مشاركته في حرب سوريا.
معارك "نصر الله/ السعودية"، تجددت قبل يومين مع إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض، ليرد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، بخطاب هجومي ضد المملكة قائلا: "استقالة الحريري قرار سعودي أجبر عليه، ولم تكن رغبته ولا إرادته ولا قراره". واعتبره تدخلا سعوديا في الشأن اللبناني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان