لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البوكمال.. آخر معاقل "داعش" التي تسابق إليها أطراف الصراع في سوريا

11:04 م الخميس 09 نوفمبر 2017

مدينة البوكمال الحدودية

كتبت – إيمان محمود:

أسابيع من الاشتباكات العنيفة والمعارك الضارية، شهدتها مدينة البوكمال الحدودية، لتتخلص -اليوم الخميس- من حكم داعش الذي وطأ أقدامه أراضيها قبل ثلاث سنوات لتصبح إحدى أهم معاقله الاستراتيجية في سوريا.

وأعلنت القيادة العامة للحكومة السورية صباح الخميس، تحرير المدينة من داعش والسيطرة عليها بالكامل، الانتصار الذي اعتبرته "يمثل إعلاناً لسقوط مشروع تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة عمومًا وانهيارًا لأوهام رعاته وداعميه لتقسيمها".

تقع مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، الواقعة على الحدود السورية – العراقية، حيث تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، وهي آخر نقطة للنهر في سوريا قبل دخوله الأراضي العراقية.

كانت البوكمال من أهم المدن التي شاركت في الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011، قبل اندلاع موجة الحرب الأهلية، وفي أواخر يوليو 2012 استولى الجيش الحر على مواقع هامة بالمدينة، قبل أن ينتزع داعش المدينة بالكامل في عام 2014.

وفي 3 يوليو من العام ذاته، سقطت جميع المدن والقرى على الطريق من البوكمال إلى مدينة الباب مرورًا بمحافظة الرقة؛ التي أصبحت فيما بعد عاصمة خلافته المزعومة.

وتعد البوكمال معقلاً هاماً لإرهابيي داعش في سوريا، وبخسارة هذه المدينة، يكون التنظيم قد فقد مناطقه في سوريا بالكامل.

وتكمن أهمية المدينة في استرجاع أهم معبر حدودي مع العراق وهو معبر القائم "البوكمال"، الذي يصل إلى مدن هيت والحديثة والقائم بالعراق، ويتفرع منه باتجاه سوريا عدة اتجاهات جنوبًا إلى معبر التنف الحدودي، وشمالاً باتجاه الميادين ودير الزور، وإلى الداخل السوري بمدينة تدمر وإلى الطريق الدولي حمص دمشق حتى الحدود اللبنانية الشرقية.

شكلت عملية تحرير المدينة صدمة كبيرة لقيادات داعش الميدانية، حيث قام التنظيم باختيار تلك المدينة لإعادة تجميع قواه القتالية بعد هزائمه المتوالية على يد جيش الحكومة السورية من جانب وقوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر، لكن يبدو أن محاولات الصمود الأخيرة لم تفلح.

وتشهد المدينة سباقًا ثلاثيًا نحوها، حيث تسعى إلى احتلالها القوات النظامية وحلفاءها من ناحية، وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً من ناحية ثانية، والقوات العراقية والحشد الشعبي من ناحية ثالثة.

وترى موسكو أن المدينة تقع ضمن منطقة النفوذ الروسي، جنوب نهر الفرات، لكن أميركا وحلفاءها يدركون أهمية السيطرة على المدينة من أجل تحجيم الدور الإيراني في سورية، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.

لم يكن المعبر الحدودي فقط ما يميز المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، فمحافظة دير الزور بشكل عام من المحافظات الغنية بالنفط، وعلى طريق الوصول لمدينة البوكمال، استطاع الجيش السوري فرض سيطرته على أهم الحقول النفطية في المنطقة الوسطى، كما سيطر على عدد من مناجم الفوسفات.

السيطرة على الحقول النفطية كان هدفًا أسمى لتنظيم داعش في بداية تشكيل خلافته المزعومة، حيث كانت تمثل المناطق النفطية أهمية كبيرة لاقتصاده دويلته التي كان يحاول بنائها عن طريق بيع النفط لشراء مؤنه العسكرية.

كانت المصافي والحقول النفطية أيضًا هدفًا لضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والتي كانت تسدد ضربات قوية للتنظيم عن طريق تفجير تلك الأماكن النفطية، ليُكبد بخسائر فادحة.

وقبل خلال ساعات من هجوم الجيش السوري على المدينة، تمكنت القوات من السيطرة على حقل عكاش النفطي -جنوب المدينة- والوصول إلى أطرافها الجنوبية، قبل أن تتمكن من فرض طوقًا أمنيًا حولها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان