روجز أيلز.. مؤسس فوكس نيوز الذي قتله "السلاح الشقراوي"
كتبت- رنا أسامة:
ما تزال تتكشّف فضائح جنسية جديدة، أبطالها مشاهير بارزين في المجتمع الأمريكي، منذ أن كُشِف النقاب عن فضائح التحرّش الجنسي للمنتج السينمائي الحاصل على جائزة الأوسكار تشارلي واينستين. غير أن هذه الاتهامات لم تقتصر على "أيقونات" هوليوود وحسب، بل امتدت لمشاهير الإعلاميين أيضًا.
ولا تُذكر هذه الاتهامات إلا ويُذكر روجر أيلز، مؤسس تلفزيون "فوكس نيوز" التابع لشركة "تويني فيرست سينتشري" التابعة لمجموعة شركات "نيوز كوربوريشن" التي أسسها ويملكها روبرت ميردوخ، ملياردير الصحافة الأمريكي الأسترالي، والتي تملك أكثر من 200 صحيفة ومحطة تلفزيون في أكثر من 50 دولة.
نهاية أيلز، الذي توفي عن عمر ناهز الـ77 عامًا في مايو الماضي، سطّرتها سلسلة من الدعاوى القضائية رفعتها مذيعات بالقناة الأمريكية تتهمه بالتحرش الجنسي، بدأت بدعوى قدّمتها مذيعة فوكس نيوز السابقة جرتشن كارلسون، ضد إيلز في يوليو 2016، تتهمه بالتحرش الجنسي بها وإنهاء تعاقدها بصورة غير قانونية.
وقدمت كارلسون الدعوى أمام محكمة لوس أنجليس العليا، مدعية أنه طردها من العمل بعد رفضها محاولاته إقامة علاقة جنسية معها. ما دفع الشبكة لإنهاء تعاقدها مع كارلسون في 23 يونيو 2016، بعد 11 عامًا على عملها كمذيعة في الشبكة الأمريكية التي تميل للمحافظين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وزعمت أنه قال لها "أعتقد أنه كان ينبغي لنا (أنا وأنتي) الدخول في علاقة جنسية منذ فترة طويلة، وعندها كانت أوضاع ستتحسن وتصبح أفضل وأنا كنت سأكون أفضل وأتحسن".
وادعت كارلسون، التي فازت في مسابقة ملكة جمال أمريكا عام 1989، ان أيلز كشف لها أنه "مارس الجنس مع ثلاث ملكات جمال سابقات لأمريكا، ولكن ليس معها". كما زعمت أنه أطلق عليها لقب "كارهة الرجال" و"قاتلة" وأنها في حاجة إلى "البقاء لفترة أطول مع الأولاد"، بحسب (بي بي سي).
بعد ذلك توالت دعاوى قضائية رفعتها مذيعات أخريات من القناة الأمريكية تتهم أيلز بالتحرش الجنسي، بما في ذلك المذيعة السابقة أندريا نانتاروس ومقدمة البرامج جولى روجينسكى.
كما أخذت وسائل الإعلام الغربية تنشر تقارير تنقل شهادات نساء أخريات تعرضن للتحرش من جانب إيلز في ستينات من القرن الماضي، كان أبرزه تقرير لمجلة نيويورك مجازين، بعنوان (كيف أسقطت نساء فوكس نيوز روجر أيلز؟). الأمر الذي دفعه، بضغط من مردوخ، لتقديم استقالته من عمله كرئيس للقناة العام الماضي.
وبعد سقوط أيلز وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه "واحد من أقوى الشخصيات الإعلامية الأمريكية، وهو الذي أسس تلفزيون فوكس، وطوّره، وجعله ركيزة الإعلام المحافظ. وحوّله، ليس فقط إلى رائد ذي نكهة خاصة وسط بقية القنوات التلفزيونية، ولكن، أيضًا، إلى منافس تفوق ربما عليها كلها".
واعتبرت وكالة أنباء "رويترز" الاستقالة التي جاءت ردًا على اتهامات التحرش الجنسي، انهيارًا سريعًا للسبعيني أيلز، والذي قدّم المشورة للعديد من الرؤساء الأمريكيين من الحزب الجمهوري، بمن فيهم جورج بوش الابن، ونجح في تحويل فوكس نيوز إلى أكثر القنوات الأخبارية المدفوعة مشاهدة في الولايات المتحدة، بحسب قولها.
فيما لفتت صحيفة "ذا بيست" الأمريكية إلى أن أكثر ما كان يُميّز أيلز هو "حبه للشقراوات"، في الوقت الذي كان يُركّز على تقديم برامج ومسلسلات ومنافسات تلفزيونية يكاد يغيب عنها الممثلون والممثلات غير الشقراوات. ومن ذلك الوقت، صارت وسائل الإعلام تُطلق على تلفزيون فوكس أوصافًا مثل: "بلوندز فوكس" أي (ثعلب الشقراوات)، و"وايتز فوكس" أي (الثعلب الأبيض). وصار أيلز يُلقّب بصاحب "السلاح الشقراوي"، الذي فتك به -على ما يبدو- في نهاية المطاف.
فيديو قد يعجبك: