بعد القرار السعودي.. أين ستُفتتح دور العرض السينمائية في المملكة؟
كتبت- رنا أسامة:
ذكرت تقارير صحفية سعودية أن دور العرض السينمائية المُقرر افتتاحها في مطلع عام 2018، بعد أكثر من 35 عامًا على حجبها، ستوزّع على ثلاث مدن رئيسية في المملكة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وتين" السعودية، اليوم الثلاثاء، ستتركز دور السينما المُزمع إنشاؤها في مدن جدّة والرياض والشرقية، كتجربة أوليّة تجريبية، إلى جانب تجهيز 4 صالات عرض للأفلام السينمائية في أحد الأسواق بالعاصمة الرياض، تمهيدًا لانطلاقها بداية العام المُقبل.
وأشار المصدر إلى أن قرار السماح بإنشاء دور السينما سيساهم بجذب مستثمرين من خارج السعودية للمساهمة في إنشاء تلك الدور على طراز يضاهي السينما في الدول العربية.
وكشف المشرف على قطاع السينما في هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية، فهد المعمر، أن الاستراتيجية المعتمدة تتضمن دراسة إنشاء دور عرض للسينما بجميع أنحاء بالمملكة، على أن يتم الاكتفاء في الوقت الحالي بإصدار تراخيص لدور في المناطق الرئيسية فقط.
وأكد المعمر، في تصريحات صحفية لقناة الإخبارية السعودية الاثنين، أن الجهود منصبة الآن على إعداد اللوائح والأنظمة، مُشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن مدى رغبة المستثمرين في ضخ أموالهم في المملكة فيما يتعلق بقطاع السينما.
ووافق مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام، عواد بن صالح العواد، في جلسته، الاثنين، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي في المملكة.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام في بيان صحفي: "إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع". ورجّحت أن تفتح أولى دور العرض أبوابها في مارس المقبل.
ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يومًا، حسبما نقل الموقع الرسمي للوزارة السعودية.
وأكدت الهيئة أن العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية بما يتضمن تقديم محتوى مثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في السعودية، كما سيخضع محتواها للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة.
على إثر القرار، أعلن صندوق الثروة السيادي الرئيسي في السعودية إنه يخطط للدخول في مشروع سينمائي مع شركة إيه.إم.سي انترتينمنت القابضة المشغلة لدور السينما ومقرها الولايات المتحدة، بحسب وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء.
وتُعد شركة إيه.إم.سي، التي تملك العلامة التجارية أوديون، واحدة من أكبر شركات العرض السينمائي في العالم، إذ تدير نحو ألف دار عرض ونحو 11 ألف شاشة عرض في أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن صناعة الأفلام بدأت في المملكة العربية السعودية منذ عقد من الزمن تقريبًا، لكن منتجيها دائمًا ما يلجأون إلى عرضها في دول الخليج المجاورة لعدم وجود دور عرض في المملكة.
وظهرت دور العرض داخل المملكة في بداية السبعينيات، بعد تأسيس موظفين أجانب في شركة أرامكو دور عرض في مجتمعاتهم السكنية، ثم تطور الأمر وأصبحت متاحة للسعوديين، وأقيمت أكثر من سينما في الأندية الرياضية، وداخل منازل بعض المشاهير في عدد من المدن مثل جدة، والطائف، والرياض، وأبها، إلا أنها افتقرت للتنظيم والتسويق.
وبعد سنوات، قررت الحكومة السعودية إغلاق دور العرض السينمائية، للسيطرة على موجة الغضب التي اجتاحت التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي، بعد استيلاء أكثر من 200 مُسلّح على الحرم خلال فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز 1979.
وأثيرت مسألة تأسيس دور عرض سينمائية مُجددًا، عقب إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن (رؤية المملكة 2030)، مُشيرًا إلى أنها ستتضمن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، وستكون في منطقة القِدِيّة جنوب غرب العاصمة للرياض، لتصبح الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومتر مربع، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى.
وكانت مكة المكرمة، استضافت في يونيو الماضي، عروضًا سينمائية لأفلام أجنبية، على مدى خمسة أيام، في مدينة جدة غرب البلاد، ضمن مهرجان سينمائي نظمته الجمعية السعودية للثقافة والفنون في جدة.
فيديو قد يعجبك: