"الإرهاب والكيان الصهيوني" سبب تراشق إعلامي جديد بين السعودية وتركيا
كتبت- رنا أسامة
وقع ما يُمكن أن يُطلق عليه "تراشقًا إعلاميًا" -غير رسمي- بين الرياض وأنقرة، عبر قناتيّ "الإخبارية" السعودية و"تُرك برس" التركية، اليوم الأربعاء، في إطار التوترات الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين البلدين.
بدأ الأمر عندما بثّت "الإخبارية" السعودية نبأ عاجل في تغريدة على صفحتها الرسمية على تويتر، يُفيد بأن "خطوط تركيا الجوية تعد أكبر شركات الطيران الأجنبية نشاطا مع (الكيان الصهيوني) إسرائيل بواقع 46 رحلة بين إسطنبول وتل أبيب أسبوعيًا".
ما لبث أن مرّ 15 دقيقة على تغريدة القناة السعودية، حتى نشرت "ترك برس" تقريرًا يُهاجم صحيفة عكاظ، زاعمًا أنها "تروّج لإرهاب تنظيم حزب العمال الكردستاني" ضد تركيا، على خلفية الحوار الذي أجرته الأخيرة مع أحد أبرز قياديي "الكردستاني"، الذي وجّه خلاله تهديدات غير مسبوقة لتركيا، متوعدًا بمواصلة الحرب عليها.
وكتبت القناة التركية تقول: "أجرت صحيفة عكاظ السعودية مقابلة مع أحد أبرز قيادات لتحسين صورة تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنفة ضمن لوائح الإرهاب في تركيا والعديد من الدول الغربية، وقد انتقل مراسلها إلى مقرات التنظيم الإرهابي مستخدمًا الأراضي التركية".
وتابعت: "قال مراسل عكاظ الذي أجرى المقابلة، عبدالله الغضوي، وهو صحفي سوري، إنه التقى بوزير خارجية حزب العمال رضا آلتون أحد المرافقين لعبدالله أوجلان خلال فترة إقامته في سوريا".
التراشُق الإعلامي بين القناتين السعودية والتركية يعكس تصعيدًا للتوترات بين البلدين التي تفاقمت خلال الأيام الأخيرة؛ فمن جهة لا تتوانى وسائل الإعلام السعودية على اتهام تركيا واردوغان بالتعاون مع إسرائيل واعتبار مواقفه من القدس المحتلة "وهمية وللاستهلاك الإعلامي"؛ بنشر مقاطع فيديو تسرد "العلاقة التاريخية بين تركيا وإسرائيل"، و"علاقات أردوغان مع المسؤولين الإسرائيليين"، إلى جانب عشرات المقالات المهاجمة للنظام التركي في صحافتها الإلكترونية والمطبوعة.
وفي المقابل، أخذ الإعلام التركي ينشر تقارير وأخبار عن "الموقف الهزيل والمتواطئ" للسعودية اتجاه أزمة القدس، وربط بين التطورات الأخيرة وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة وطموحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اعتلاء العرش، كما وجّهت انتقادات واسعة للصمت الرسمي وصمت الدعاة وخطاء مكة والمدينة عن ذكر أي شيء يتعلق بالقدس.
وكتب الكاتب السعودي جمال خاشقجي والمتواجد حاليا في الولايات المتحدة ويتخذ مواقف معارضة للنظام السعودي عبر تويتر، الاثنين: "هل ثمة خلاف حاد بين المملكة وتركيا؟ إن لم يكن، فلماذا هذه الحملة الشرسة على أردوغان حتى بات السعودي يقسم بكرهه له ليثبت براءته من شبهة التعاطف معه؟"، مُضيفًا: "إن كان هناك خلاف مستحق، ليعلن رسميًا".
وتدعم تركيا قطر التي قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية معها منذ 5 يونيو الماضي، على خلفية اتهامات للدوحة بدعم وتمويل الإرهاب.
وفي 7 يونيو الماضي، أقر البرلمان التركي مشروع قانون، يسمح بنشر قوات تركية في قطر، لتبدأ أنقرة في التخلي عن سياسة الحياد، وتنتقل للتمترس مع قطر في هذه الأزمة، وفي تأكيد على موقفه الداعم لقطر، صرح أردوغان في 9 يونيو الماضي، بأن "تركيا ستستمر بدعم أشقائها القطريين، ولن تتركهم وحدهم".
وتطالب الدول الأربع المقاطعة لقطر، بإغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة في الدوحة، وهو ما ترقضه الأخيرة.
وتستضيف مدينة اسطنبول التركية، الاجتماع الطارئ لقمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة للرد على قرار ترامب بشأن القدس المحتلة بحضور أردوغان ونحو 15 زعيما، بينما اكتفت السعودية بإرسال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ لترؤس وفدها.
فيديو قد يعجبك: