لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تحاول إسرائيل إخماد "الانتفاضة الفلسطينية" بعد قرار ترامب؟

03:46 م الخميس 14 ديسمبر 2017

كتبت – إيمان رحيم:

رغم وقوع 6 شهداء وأكثر من 1903 مصابا، حتى الآن خلال المواجهات التي اندلعت منذ الأربعاء الماضي في فلسطين، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، إلا أن متابعين رأوا أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإخماد الانتفاضة الثالثة التي بات الشعب الفلسطيني مهيأ لها، عبر 3 وسائل جديدة، بينها تجنبه استخدام القوة المفرطة كسابق عهده في الانتفاضتين السابقتين.

وأعلن ترامب، مساء الأربعاء الماضي، اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي رفضته أغلب دول العالم وطالبت الرئيس الأمريكي بالتراجع عنه لأنه "يقوض عملية السلام".

القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية، نبيل عواد، قال إن "حصيلة أسبوع من المواجهات والمسيرات، مقارنة بحصيلة أول أسبوع في انتفاضة 2015، تثبت نوايا الاحتلال الجديدة والممنهجة للنأي بنفسه بعيدا عن الاشتباكات مع المتظاهرين، وإن حصل فهي تحاول ألا تكون بحجم كبير وعنيف".

ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة الأسبوع الأول من الانتفاضة الشعبية عام 2015، من الاعتداءات الإسرائيلية بلغت 16 شهيدا، و2700 إصابة.

وتوقع عواد، في اتصال هاتفي مع مصراوي، أن تستمر إسرائيل في "سياسة الابتعاد عن القوة المفرطة، وتكتفي باعتقال قيادات ونشطاء بالضفة، بالإضافة إلى استخدامها الرصاص الحي عند خطوط التماس فقط".

واعتقل الاحتلال أمس الأربعاء، عشرات الفلسطينيين بينهم قيادات بحركة حماس على رأسهم النائب حسن يوسف.

وأوضح عواد، أن "إسرائيل تريد أن تحتفظ على صورتها النمطية الكاذبة بأنها دولة حضارية ولا تمارس العنف ضد الفلسطينيين، في حين أنها تلجأ في الخفاء للضغط السياسي على قادة السلطة، وتُهدد بإغلاق المعابر".

وقال إن "إسرائيل لم تشن عدوانا كالمرات السابقة، فهي تسعى لامتصاص غضب الشعب الفلسطيني الذي أصبح مهيأ لخوض انتفاضة جديدة".

وأكد أن الحسابات السياسية تشير إلى تعاظم حالة التأييد والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ما يجبر إسرائيل على عدم إظهار أي محاولة قمعية أكثر مما هي عليه الآن، حتى لا تزيد من مساحة التأييد والتضامن مع الفلسطينيين.

ووافقه في الرأي، رئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، والذي رأى أن الاحتلال يحاول امتصاص موجة غضب الشعب الفلسطيني، عن طريق تخفيض مستوى القوة المستخدم، والضغط على السلطة، بالإضافة إلى حملات الاعتقال المتعددة للنشطاء والسياسيين.

وقال عبد العاطي، لمصراوي، إن الاحتلال فشل في أداء دور الدولة الديمقراطية أمام العالم، لذلك لجأ للقوة مؤخرا، وواصل الضغط على السلطة لضمان أن تساهم في وقف الاحتجاجات، وهو ما لا يمكن أن يحدث لأن السلطة تدرك أن القدس خط أحمر وأنها إذا تحركت لوقف التظاهرات سيرتد الأمر والتظاهر عليها.

لم تختلف رؤية المهندس الفلسطيني سليم هنيدي، عن الآراء السابقة، ورجح أن يكون لجوء إسرائيل للقوة الناعمة، يرجع لرغبتها في عدم تصعيد الأمور حتى لا تستفز العالم، مضيفًا: "رغم من ذلك إلا أن إسرائيل تعمل في الخفاء وبعيدًا عن أعين المجتمع الدولي عن طريق الاعتقالات، والخطف من خلال التسلل بصفوف المدنيين".

ووصف عضو باتحاد الطلاب بالجامعات الفلسطينية، -طلب عدم نشر اسمه-، المواجهات بين جيش الاحتلال والمتظاهرين، بالهادئة نوعا ما، وقال: إسرائيل تحاول أن تُبعد نفسها عن إحداث إصابات قاتلة، في صفوف المحتجّين الفلسطينية؛ لعدم تجديد ثورتهم.

وأوضح الطالب الفلسطيني، أن إسرائيل شنت عمليات اعتقال ضد الشباب والنشطاء السياسيين قبل وبعد قرار الرئيس الأمريكي، حتى تتمكن من إخماد الثورة بغياب أبنائها.

وأكد المسئول بوزارة الشئون الخارجية، والمحلل السياسي، إسلام مقدادي، لمصراوي، أن منهجية إسرائيل تلك المرة في التعامل مع الهبة الفلسطينية هي الترقب، واختيار الوقت المناسب الذي تبدأ فيه بالتصعيد.

ولفت المقدادي، إلى أن ما يشغل الحكومة الإسرائيلية الآن هو التخلص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جانبه، أرجع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، سبب عدم استخدام إسرائيل في تعاملها مع الشعب الفلسطيني للقوة المفرطة، إلى أنها تنتظر حتى تتمكن من شق صفوف الشعب الفلسطيني ثم تتدخل للقضاء على كل طرف على حدة.

وأضاف بان في اتصال هاتفي مع مصراوي، الأربعاء، أن "إسرائيل قائمة على سياسة واحدة وهي سياسة لا تعترف بأي مبادئ للإنسانية، لكن تلك المرة هي تكتفي بفعل مؤامرتها في الغرف المغلقة والتنسيق مع القوى الغربية من أجل الإيقاع بفصائل الشعب الفلسطيني أولا، ثم البدء في استخدام قوتها القمعية والمفرطة مرة أخرى".

وقال إن "الشعب الفلسطيني تمكن من استيعاب مخططتها، فعمل جاهدا على الحفاظ على وحدته، وصموده الأسطوري"، مطالبا السلطة بمحاولة العودة لصفوف الشعب والعمل من أجل مصالحه ووحدته حتى تنجح الانتفاضة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان