إعلان

التحرش الجنسي والتدخل الروسي يُعجلان بنهاية ترامب (تقرير)

07:37 م الخميس 14 ديسمبر 2017

ترامب

كتبت – إيمان محمود:

بعد عام من تنصيبه رسمياً؛ تزايدت الدعوات بإقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأسباب مختلفة، جاء على رأسها اتهامات بـ"تضليل العدالة" في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأخرى بالتحرش الجنسي؛ وهما التهمتان اللتان لازمتا "ترامب".

ولم تبدأ الدعوات في الانتشار، عندما أصبح ترامب رئيساً، ولكنها كانت تلاحقه منذ أن كان مرشحاً، ففي 20 يناير الماضي، وقع أمريكيون عريضة تزامناً مع إطلاق موقع إلكتروني بعنوان "أقيلوا دونالد ترامب الآن"، لكن كل ذلك باء بالفشل.

وبحسب قوانين الكونجرس الأمريكي يتطلب عزل الرئيس موافقة الغالبية في المجلس المكون من 435 عضواً.

التحرش الجنسي

وفي ديسمبر الجاري؛ طالبت شخصيات من الحزب الديموقراطي المعارض في الكونجرس بإقالة ترامب من منصبه، على خلفية اتهامات وُجهت له بالتحرش الجنسي، بعد إصدار فيلماً وثائقياً بعنوان "16 امرأة ودونالد ترامب".

وتحدثت النساء خلال الفيلم تفصيلاً عن تحرش الرئيس بهنّ. كما نظمت مؤسسة "بريف نيو فيلم"، التي أصدرت الفيلم الشهر الماضي، مؤتمراً صحفياً لتتحدث النساء فيه عن تجربتهن.

واتهمت جيسيكا ليدز، وسامنثا هولفي، وراشيل كروك –خلال المؤتمر- ترامب بتعمد ملامستهن أو ملاطفتهن أو تقبيلهن جبراً أو الإساءة إليهن أو مضايقتهن، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.

وقالت سامنثا هولفي -إحدى السيدات اللائي تتهمن ترامب بالتحرش- إنه غمز إليها بطريقة جنسية خلال مسابقة اختيار ملكة جمال الولايات المتحدة عام 2006 التي فازت بها.

وأضافت ملكة جمال ولاية نورث كارولينا السابقة، التي كانت تبلغ 20 سنة من عمرها في ذلك الوقت: "وقفنا جميعًا صفًا واحدًا وراح ينظر إليّ كما لو كنت قطعة لحم. تأثرت بشدة نتيجة ذلك".

واستطردت: "حققوا مع أعضاء آخرين في الكونجرس، لذا أعتقد أنه من الإنصاف التحقيق مع ترامب أيضًا. هذه ليست قضية حزبية، بل قضية تتعلق بمعاملة المرأة كل يوم".

فيما قالت جيسيكا ليدز، التي كانت تبلغ 38 عامًا حين التقت ترامب، إنها جلست إلى جانبه في مقاعد درجة رجال الأعمال أثناء رحلة جوية إلى نيويورك. وقالت: "قفز فوقي"، مشيرة إلى أنها تكشف ذلك لأنها ترغب في أن "يعرف الناس حقيقة ترامب وانحرافه".

كذلك روت كروك اختبارها السيئ مع ترامب، فقالت إنه قبلها من شفتيها خارج مصعد في "برج ترامب" عندما كانت في الـ22 من عمرها وتعمل موظفة استقبال في شركة عقارية هناك، وتابعت: "فوجئت وأصابتني صدمة".

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها ترامب ادعاءات بالتحرش الجنسي، حيث نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عام 2016 أثناء حملة ترامب الانتخابية، فيديو مُسرب يعود لعام 2005، كان يتفاخر فيه بالتحرش بالنساء وتصويرهن دون معرفتهن.

وعقب ظهور شهادات النساء، غضب عدد من أعضاء الكونجرس الديموقراطيين، الاثنين الماضي، من بينهم السيناتور كيرستن جيليبراند، التي طالبت باستقالة ترامب، واصفةً شهادات النساء بـ"المُحزنة".

وصرحت جيليبراند لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "الرئيس ترامب ارتكب ممارسات إجرامية وغير قانونية ويجب إجراء تحقيق شامل بالملف وعليه الاستقالة من منصبه".

وغرّد السيناتور الديمقراطي رون وايدن عبر حسابه الشخصي، مُطالباً أيضاً باستقالة ترامب وفتح تحقيق برلماني حول اتهامه بالتحرش، قائلاً "النساء محقات، إذا لم يستقل ترامب فعلى الكونجرس التحقيق في هذه المزاعم التي قدمنها عن تحرشه بهن ومهاجمتهن جنسياً، فما من أحد فوق القانون".

وتبع ذلك تصريحات مماثلة من سيناتورين ديموقراطيين آخرين، هما كوري بوكر وجيف ميركلي، ودعا كلاهما ترامب إلى مغادرة منصبه، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ترامب يرد

ورداً على هذه الاتهامات، شنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هجوماً على النساء اللائي يتهمنه بالتحرش الجنسي، مندداً "بالاتهامات الكاذبة والروايات الملفقة"، مُتهماً الديمقراطيين بتحريض النساء اللواتي تحدثن إلى الصحفيين عن التحرش المزعوم.

وغرّد ترامب عبر صفحته الرسمية على "تويتر" إنه رغم آلاف الساعات التي أضيعت وملايين الدولارات التي أنفقت، لم يتمكن الديمقراطيون من إثبات أي تواطؤ مع روسيا، مضيفاً "الآن ينتقلون إلى الاتهامات الزائفة والقصص المفبركة لنساء لا أعرفهن ولم أقابلهن إطلاقًا".

كما وصف البيت الأبيض مزاعم النساء بأنها "ادعاءات كاذبة".

التدخل الروسي

ورغم أن الاتهام بتدخل روسيا في الانتخابات بدأ منذ اليوم الأول في عهد ترامب، إلا أن الوضع ازداد سوءاً بعد قراره بعزل جيمس كومي مدير "إف بي آي"، والذي كان يجري التحقيقات في قضية "الاتصالات الروسية"، الأمر الذي دفع عدد من أعضاء الكونجرس لتقديم مطالبات بعزل ترامب.

ووُجهت اتهامات لفريق ترامب الانتخابي، بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، حيث يُعتقد أن لها دور في استهداف حملة المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون واختراقها إلكترونياً.

وفي مايو الماضي؛ تقدم عضو الكونجرس الأمريكي آل جرين، بطلب لعزل دونالد ترامب من منصبه، متهماً إياه بعرقلة سير العدالة، بسبب إقالته لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال آل جرين إن الوقت قد حان للشعب الأمريكي لجعل الكونجرس يفهم أين يقف في مسألة الإقالة، داعياً المواطنين إلى توقيع عريضة دعم اتهام ترامب.

وفي ديسمبر الجاري، قدم عضو الكونجرس الأمريكي ستيف كوهين، لائحة اتهام ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالباً بعزله من منصبه، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".

وقال كوهين للصحفيين بعد كشفه عن الاتهامات التي وجهها لترامب: "نحن ندعو المجلس للبدء بجلسات العزل فوراً". مُضيفاً "السلوك غير القانوني للرئيس بما في ذلك إعاقته للعدالة يشكل أرضية لإزاحته".

وأضاف كوهين: "القاعدة الديمقراطية تحتاج أن تعرف أن هناك أعضاء في الكونجرس على استعداد للوقوف بوجه هذا الرئيس وتقديم اتهامات لعزله والاستمرار بإلقاء الضوء على سلوكه غير القانوني الذي يهدد بلادنا".

وقال كوهين: "لائحة الاتهام التي أعددتها تتضمن إعاقة ترامب للعدالة بسبب ضغطه على مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، وطرده إياه بسبب التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والتعاون المحتمل بين حملة ترامب وموسكو".

وأشار كوهين، إلى أن اللائحة تضمنت أيضا: "انتهاكات مفترضة لبند المكافآت في الدستور الأمريكي الذي يمنع الرئيس من تلقي المال من جهة أجنبية".

ودعم اللائحة خمسة نواب حتى الآن، إلا أن كوهين قال: "هناك أكثر من عشرة آخرين سيوقعون قريباً".

أما الرئيس ترامب فقد نفى مراراً وجود أي تواطؤ بين فريق حملته مع روسيا في الانتخابات الرئاسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان