"غرق وانتحار واتهامات بالجاسوسية".. كيف يرى مُحللون اختفاء رئيس وزراء أستراليا الأسبق؟
كتب - هشام عبد الخالق:
في السابع عشر من ديسمبر عام 1967؛ اختفى رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت، أثناء سباحته على شاطئ شفيوت بولاية فيكتوريا.
وفي نفس اليوم، أعلنت القنوات والإذاعات الأسترالية، اختفاء "هولت"، وبمرور الوقت اُعتبر ميتًا وأُقيمت له جنازة عسكرية حضرها زعماء العالم الذين كان أبرزهم، هارولد ويلسون، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، وليندون جونسون، الرئيس الأمريكي الأسبق.
والآن، وبعد مرور خمسين عامًا على اختفائه، مازال لغز عدم العثور على جثته يطارد الجميع، وظهرت العديد من نظريات المؤامرة- التي تتواجد بكثرة في التاريخ الأسترالي- وكان أبرزها أن غواصة صينية اختطفته.
وقال توم فريم، المؤرخ لمسيرة هولت، لـ "سي إن إن": "يوجد في التاريخ الأسترالي العديد من الأساطير ونظريات المؤامرة، ولا أعتقد أن أحدًا منا يريد لموته أن يُغطي على إنجازاته أثناء حياته".
تولى "هولت" منصب رئيس الوزراء في يناير 1966، قبل عامين فقط من اختفائه بهذا الشكل العجيب، وكان وزيرًا وفيًا في وزارة السير روبرت منزيز.
على الرغم من أن "هولت" تولى رئاسة الوزارة الأسترالية لمدة عامين فقط، فإنه استطاع تحقيق عدد من الانتصارات التي تُحسب له، كان أبرزها تحويل عملة الدولة إلى الدولار بدلًا من الجنيه الأسترالي، وكذلك الاستفتاء التاريخي عام 1967 والذي سمح للسكان الأصليين في أستراليا أن يتم دمجهم في الدولة.
وتابع فريم: "كان هولت واحدًا من أوائل السياسيين الذين حاولوا إنهاء سياسة أستراليا البيضاء، والتي منعت الهجرة من الدول غير الأوروبية، وكذلك حاول الوصول إلى حلول دبلوماسية مع جيرانه من قارة آسيا".
ويقول جون وارهرست، أستاذ السياسة بالجامعة الوطنية الأسترالية، كان هناك الكثير من الحديث الإعلامي عن انتحار هولت بسبب قلقه من الزواج أو بسبب إرهاق العمل، ولكن الشرطة أعلنت عام 1968 أن احتمالية هذا السبب ضعيفة للغاية.
وأضاف: "افترض البعض تدخل القوى الأجنبية في هذا الاختفاء، وخاصة روسيا والصين، لدرجة أن صحفيًا بريطانيًا أصدر كتابًا بعنوان (رئيس الوزراء كان جاسوسًا)، وافترض فيه أن هولت كان جاسوسًا صينيًا وهرب إلى غواصة صينية عند انتهاء مهمته".
لكن توم فريم، المؤرخ لمسيرة هولت، يقول: "ليس هناك أي وسيلة لإثبات أي من هذه الافتراضات، وتظل النظرية الأبسط هي أنه مات غرقًا".
فيديو قد يعجبك: