ماذا بعد الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
أجهضت الولايات المتحدة الأمريكية عباستخدام حق النقض (الفيتو) مشروع قرار مصري في مجلس الأمن الدولي كان يطالب بعدم نقل سفارات أو بعثات دبلوماسية إلى القدس المحتلة بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل في تحدٍ لأغلب دول العالم التي طالبته بعدم اتخاذ تلك الخطوة.
وفشل مجلس الأمن، في جلسته المنعقدة مساء يوم الاثنين، في اعتماد مشروع القرار المقدم من مصر، نيابةً عن المجموعة العربية، حول القدس.
وأيد 14 عضوًا من أصل 15 في مجلس الأمن مشروع القرار، إلا أن الفيتو الأمريكي حال دون إقراره.
يرى مدير مكتب قناة "الغد" الإخبارية في واشنطن، محمد السطوحي، أن الفيتو الأمريكي كان "متوقعًا"، مضيفًا أنه "من غير المنطقي أن تقبل واشنطن بمشروع القرار".
وقال السطوحي، في اتصال هاتفي مع مصراوي من واشنطن، إن مشروع القرار المصري كان مؤشرا على الغضب الرسمي العربي، لافتًا إلى أن رد الفعل العربي كان ضعيفا على كافة المستويات ولم يكن على مستوى الحدث.
ورجح أن تتجه الدول العربية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل اعتماد مشروع القانون، لكن قرار واشنطن بات أمرًا واقعًا، متوقعًا ألا تلتزم الإدارة الأمريكية بأى قرارات مستقبلية بشأن القضية.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قال أمس إنه حال استخدام واشنطن لحق الفيتو في مجلس الأمن، ستلجأ بلاده إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار في هذا الشأن.
وفي حال تصويت ثُلثي أعضاء الجمعية العامة لصالح المشروع فإن ذلك سيحول دون اتخاذ خطوات لتغيير الوضع الحالي للقدس.
وأضاف السطوحي أن إثارة القضية في المحافل الدولية من شأنه أن يمنع أى دولة ترغب في تكرار الخطوة التي قام بها الرئيس الأمريكي، معتبرًا أن القوى الدولية الكبرى لم تبدِ انزعاجا من قرار واشنطن بشأن القدس، لكنها في الوقت نفسه غير سعيدة بغضب الجانب العربي والفلسطيني.
وصوّت لصالح مشروع القرار المصري، 14 دولة، هي: مصر، الصين، فرنسا، روسيا، بريطانيا، السنغال، إثيوبيا، اليابان، كازاخستان، أوروجواي، بوليفيا، السويد، إيطاليا، وأوكرانيا، مقابل صوت واحد ضده هو الولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو.
من جانب آخر، قال السفير الفلسطيني السابق في القاهرة ومندوبها الدائم السايق لدى الجامعة العربية، بركات الفرا، إن الفيتو الأمريكي يزيد من عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل بعد موافقة 14 دولة داخل مجلس الأمن والرفض الأمريكي المنفرد، مؤكدًا أن قرار ترامب بشأن القدس تسبب في زيادة وتيرة الإرهاب في منطقة الشرق الإوسط وقد يحول الصراع السياسي إلى صراع ديني.
ودعا "الفرا"، في اتصال هاتفي مع مصراوي، جموع الشعب الفلسطيني إلى مناهضة القمع الإسرائيلي والاستمرار في مواجهة عنف قوات الاحتلال.
وأثار قرار ترامب، مطلع هذا الشهر، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، غضبا عارما واحتجاجات فلسطينية، إلى جانب موجة انتقادات دولية واسعة انضم إليها حلفاء كبار للولايات المتحدة.
وتقول إسرائيل التي احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967، ثم ضمتها إليها، إن القدس الموحدة عاصمتها، الأمر الذي لا يلقى اعترافا دوليا. ويطالب الفلسطينيون بأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولة لهم في المستقبل على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ نصف قرن.
أسفرت الاشتباكات المستمرة على مدار الأيام الماضية بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطيني عن استشهاد 10 أشخاص وإصابة حوالي 3400 أخرين بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
فيديو قد يعجبك: