لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تظاهرات مستمرة وبغداد تهدد بالتدخل.. ماذا يحدث في كردستان العراق؟

05:14 م الأربعاء 20 ديسمبر 2017

أرشيفية

كتبت – إيمان محمود:

على مدار ثلاثة أيام متصلة، تظاهر الآلاف في أربع مدن بإقليم كردستان العراق، مطالبين باستقالة الحكومة ومحاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي، بعدما عانوا لثلاثة أشهر متواصلة من عدم صرف رواتبهم، ما أدى إلى زيادة التوتر في الإقليم الذي يشهد حالة من الركود الاقتصادي منذ حصاره.

واندلعت التظاهرات منذ صباح الاثنين، في مدن حلبجة ورانية وكفري في السليمانية وكويسنجق التابعة لمحافظة أربيل.

المواجهات المستمرة لليوم الثالث تسببت في مقتل خمسة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين برصاص شرطة الإقليم، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن دائرة الصحة المحلية.

ويعاني إقليم كردستان من أزمة سياسية واقتصادية عقب إجراء استفتاء الاستقلال في 25 سبتمبر الماضي، والذي أعقبه توترًا كبيرًا في العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد والإقليم، ما دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدة بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية البرية كافة.

وشهد الإقليم أعمال فوضوية من المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى مركز شرطة الناحية، كما اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في شارع مولوي بمدينة السليمانية، بعد قطع القوات الأمنية الطريق أمامهم وتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، بحسب "السومرية نيوز".

لجأت حكومة إقليم كردستان شمال العراق، اليوم الأربعاء، إلى قطع خطوط الإنترنت عن السليمانية بعد موجة تظاهرات التي شهدتها المحافظة الكردية، إذ قطعت شركات خدمات الإنترنت الخدمة عن جميع مواطني المحافظة بطلب رسمي من حكومة كردستان.

وقطع المتظاهرون الطريق الرئيسي الذي يربط محافظتي أربيل و‍كركوك، كما نظمت مديرية مرور السليمانية اعتصامًا مفتوحًا احتجاجًا على ما يشهده الإقليم من أوضاع معيشية صعبة، مطالبين بإسقاط الحكومة الحالية للإقليم، والتي اتهموها بالفشل في إدارة شؤون الإقليم.

كما حاول المتظاهرون اقتحام محطة كهرباء جمجمال الغازية في محافظة السليمانية، كما أضرموا النيران في مبنى حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، والاتحاد الإسلامي ومقرا للاسايش بمنطقة بيرمكرون في السليمانية.

وفي مركز مدينة السليمانية نجحت قوات الأمن في تفريق المتظاهرين بعد إطلاق عيارات نارية في الهواء، ومنعتهم من التجمع في ساحة السراي، موقع التظاهر.

وأكد عدد كبير من سكان أربيل عاصمة الإقليم -لوكالة الأنباء الفرنسية- أن حكومة الإقليم تستقطع الرواتب، وحتى أسعار نفط التدفئة مع قدوم فصل الشتاء ارتفعت إلى 150 دولارا للبرميل (200 لتر)، وهو ما يعادل ضعف ما كان عليه قبل عامين. بالإضافة إلى أزمة الكهرباء التي لا تصل إلا بمعدل أربع ساعات في اليوم.

وفقدت السلطات الكردية التي كانت تسيطر على الآبار النفطية في كركوك نحو ثلثي الكميات التي كانت تصدرها بشكل أحادي ومن دون موافقة سلطات بغداد، بعد إعادة انتشار الجيش العراقي في هذه المنطقة في 16 أكتوبر الماضي.

تدخل بغداد

دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، سلطات كردستان إلى احترام التظاهرات السلمية، مؤكدًا أن الحكومة الاتحادية "لن تقف مكتوفة الأيدي" في حال تم "الاعتداء" على أي مواطن في الإقليم.

وأضاف "لا يمكن صرف جميع رواتب الموظفين في الإقليم بسبب وجود الفساد"، وحتى يوافق البرلمان على مشروع الموازنة الذي يناقشه الآن، داعيًا سلطات إقليم كردستان إلى احترام التظاهرات السلمية.

فيما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية اليوم الأربعاء، عن مصادر موثوقة في ديوان الرئاسة العراقية أن العبادي يدرس خيارات عدة لإغلاق ملف كردستان، من بينها خيار حل حكومة الإقليم، وتشكيل حكومة جديدة.

وأشارت إلى أن العبادي سيستند في ذلك إلى المادة 78 من الدستور العراقي.

ردود الفعل

أعلنت حركة التغيير الكردية والجماعة الاسلامية الكردستانية، الاثنين، دعمهما لمطالب المتظاهرين في إقليم كردستان، مؤكدين على استمرار العمل المشترك بينهما.

فيما أشار محافظ السليمانية هفال أبوبكر، إلى عدالة مطالب المواطنين ودعمه للمظاهرات المدنية، موضحًا أن القوات الأمنية "لن تواجه المتظاهرين"، فيما دعا المواطنين الى الابتعاد عن العنف والحفاظ على المؤسسات.

كما أعلن برلمان إقليم كردستان، الثلاثاء، دعمه للمطالب العادلة لمواطني الإقليم، داعيًا إياهم إلى التعبير عن حقوقهم عبر تظاهرات "هادئة وحضارية" والابتعاد عن العنف وحرق المقرات والمؤسسات الرسمية.

وقال برلمان الاقليم، إن "البرلمان يدرك مدى معاناة مواطني كردستان وصعوبة الأوضاع المعيشية للموظفين والبيشمركة والمتقاعدين بسبب الأزمة السياسية والمالية التي يواجهها الإقليم".

أما رئيس حكومة منطقة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، فقد وجه رسالة، الثلاثاء، إلى المتظاهرين قائلاً: "إقليمنا يمر بمرحلة حساسة وأنا أتفهم مطالبكم ومتعاطف معكم وأن التعبير السلمي للرأي حق شرعي وديمقراطي"، داعيا "المتظاهرين إلى التعبير عن مطالبهم سلميًا".

وأكدت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، عدم قبولها بالأفعال غير الديمقراطية، معتبرة خلط مطالب المواطنين مع أعمال الفوضى والتخريب "عملاً جبانا".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان