لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل ينتصر المال الأمريكي على الدول العربية والإسلامية في معركة القدس؟

02:05 م الإثنين 25 ديسمبر 2017

كتب – محمد الصباغ:
لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية أي حرج في التلويح بورقة المساعدات المالية في أروقة الأمم المتحدة.

كانت تهديدات المندوبة الأمريكية "نيكي هالي" واضحة تمامًا في الجلسة الطارئة بشأن القدس، وقالت إن بلادها تقدم الأموال للمؤسسات الدولية بالمنظمة وتنتظر المقابل الذي سيعود عليها من ذلك.

وسبقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال، الأربعاء، إن بعض الدول تحصل على مئات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضد الولايات المتحدة، "دعهم يفعلون وسنوفر الكثير من الأموال".

لكن في التصويت بدا أن دولًا لم ترضخ لذلك، فأيدت القرار 128 دولة وعارضته 9 دول فيما امتنعت 35 عن التصويت. ثم خرج مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة "داني دانون"، ليوجه اعتداءات لفظية نحو الدول المصوتة ضد التعدي على هوية مدينة القدس الإسلامية والمسيحية، ووصفهم بأنهم مجرد "دمى وأراجوزات".

وفي الوقت الذي احتفى فيه البيت الأبيض بعدد من الدول التي لم تصوت ضد الولايات المتحدة في الجمعية العامة الأخيرة، هل يمكن أن يؤثر تهديد ترامب على الدول التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات اقتصادية قوية أو تحصل منها على مساعدات مالية، ويجعلها تتحفظ أو تغير طريقة دعمها لفلسطين في الصراع مع إسرائيل؟

"المال الأمريكي"

يقول أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إن هذا التهديد يشكل أزمة على بعض الدول "الصديقة"، مضيفًا: تم دعوة الدول العربية لدعم هذه الدول، وطالبناها بأن تُحول استثمارات إليها حتى لا يكون هناك انصياع للموقف الأمريكي، و"نأمل أن يكون هناك تجاوبا في هذا السياق".

وتابع الرقيب في حديث هاتفي لمصراوي: "هناك دول كثيرة فقيرة صوتت لصالح فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة سواء في إفريقيا أو في أمريكا الجنوبية، ونتمنى ألا ينتهي الأمر إلى تخلي عربي عنهم، وأن يقفوا بجانبهم".

لكن هناك بعض الدول العربية الكبرى التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات اقتصادية كبيرة بمليارات الدولارات، فعلى سبيل المثال وقّعت المملكة العربية السعودية مع أمريكا اتفاقيات وصفقات تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، وذلك خلال حضور الرئيس ترامب القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في مايو الماضي. وجاءت الاتفاقيات في مجالات عدة على رأسها التسليح والطاقة.

في حين تتلقى مصر من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية واقتصادية تجاوزت 1.5 مليار دولار أمريكي عام 2016 بحسب ما نقله موقع فوربس عن موقع الحكومة الأمريكية الرسمي. وعلقت الولايات المتحدة في أوقات سابقة وخصوصا خلال إدارة الرئيس باراك أوباما أجزاء من هذه المساعدات.

ويرى حسن منيمنة، الخبير السياسي بمعهد الشرق الأوسط، أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات المالية عن بعض الدول التي صوتت ضد قرار واشنطن بالأمم المتحدة، هو دليل على "انحدار" الخطاب السياسي بالولايات المتحدة.

وأضاف في تصريحات لقناة دويتش فيله الألمانية، الجمعة، أن أمريكا لا تقدمها "من أجل عمل الخير ومساعدة هذه الدول بل لمصلحة أمريكية واضحة. ونلاحظ هنا أن معظم الدول التي تحصل على مساعدات هي إما الطوق المحيط بإسرائيل وإما أفغانستان وباكستان أي مسألة الإرهاب تحديدًا." في إشارة إلى أنها ليست لمصلحة الدول فقط بل لمصلحة أمريكية حتى وإن كانت بطريق غير مباشر.

وتابع أن الحديث عن قطع المساعدات مجرد خطاب "شعبوي يشفي بعض الصدور، لكن لا أساس له".

وبالحديث عن تركيا نجد أن اللهجة الأشد حدة في الهجوم على إسرائيل تصدر من رئيسها رجب طيب إردوغان، فقد هدد قبل إعلان نقل ترامب للسفارة الأمريكية إلى القدس بقطع العلاقات مع إسرائيل وهو ما لم يحدث إلى الآن. كما دعا إلى إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وهو الأمر المتفق عليه حال إعلان إقامة الدولة من الأمم المتحدة.

وترتبط تركيا نفسها بعلاقات تجارية كبيرة مع إسرائيل، وبحسب تقرير لموقع دويتش فيله الألماني منتصف الشهر الجاري، فإن العداء بين أنقرة وتل أبيب ينتهي عندما يأتي الحديث عن "المال".

كما أنه وبحسب التقرير ذاته، ترتفع نسبة الصادرات التركية إلى إسرائيل عبر السنوات الأخيرة، ووصلت قيمتها إلى حوالي 2.5 مليار دولار عام 2016. وارتفعت الصادرات التركية إلى دولة الاحتلال في الأشهر الأولى من هذا العام بنسبة تصل إلى 14% مقارنة بالعام الماضي.

ويرى أيمن الرقيب، أستاذ السياسة بجامعة القدس أنه "بالنسبة للسعودية ومصر وتركيا لا خوف من جانبهم (بشأن أزمة القدس) لأن الأمر ينطلق بالأساس من دوافع عقائدية، وعلى سبيل المثال الموقف المصري كان مع الجانب الفلسطيني. ولو مصر مارست غير ذلك كان سيكون معيبا، وهي مارست قناعتها في هذا الأمر وفي النهاية القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية ومصر تعتبر قائدة المنطقة العربية شاء من شاء وأبى من أبى".

وأضاف أنه بالنسبة لتركيا "كان الموقف نابع من كونها رئيسة القمة الإسلامية ولا تستطيع أن تتهرب من مسئولياتها في هذا الشأن".

"العداء مع إيران"

بالتزامن مع قضية القدس، تصاعدت الأزمة بين إيران ودول الخليج ووصلت إلى أقصى درجاتها مع إطلاق الحوثيين المدعومين من طهران صاروخين على العاصمة السعودية الرياض في الشهر الأخير، أحدهما كان يستهدف مطار الملك خالد، والثاني قال الحوثيون إنهم استهدفوا بإطلاقه قصر اليمامة الملكي.

وخرج وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، ليطالب بنهاية الأسبوع الماضي بعدم افتعال مشاكل مع الولايات المتحدة في قضايا وصفها بالجانبية، وذلك بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت ضد بلاده بشأن قرار القدس.

وكتب الوزير على حسابه بموقع تويتر قبل ساعات من التصويت بمجلس الأمن الذي جاء لصالح فلسطين: "يجب علينا عدم افتعال مشكلة مع الولايات المتحدة في قضايا جانبية، بينما نكافح معا الخطر الواضح والحالي للجمهورية الإسلامية الثورية الفاشية".

وتابع: "نحن بحاجة إلى حماية وطننا، أولا وقبل كل شيء، من الأجندة الإيرانية الفاشية. لذلك يمكننا أن نلعب دورنا في حل النزاع العربي الإسرائيلي، من خلال تحقيق حل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة فلسطين المستقلة ذات سيادة كاملة".

وجاءت تصريحاته أيضًا بعدما زار وفد من مملكة البحرين دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهي الزيارة التي شهدت لقاءات مع مسئولين إسرائيليين.

وعن الزيارة البحرينية قال أيمن الرقيب: "ما حدث من زيارة الوفد البحريني في اليوم الأول بعد الحديث عن ضم القدس لإسرائيل كان خطأ". وذكر القيادي بحركة فتح في حديثه أن: "أي دولة عربية تسارع للتطبيع قبل حل القضية الفلسطينية أعتقد أنها ترتكب خطأ في حق نفسها قبل القضية الفلسطينية، هناك أزمة يجب أن تُحسم. أي مغامرة في ترتيبات بعيدا عن الملف الفلسطيني خطأ وحماقة تُرتكب بحق هذه الدول".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان