لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في افتتاحية واشنطن بوست: "محمد بن سلمان لديه رؤية لشعبه وأخرى لنفسه"

07:18 م الإثنين 25 ديسمبر 2017

محمد بن سلمان

كتبت- رنا أسامة:

جاءت افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الاثنين، تتحدّث عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وخطواته الأخيرة في المملكة.

وكتبت الصحيفة، قائلة: "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يريد أن يُحدِث هزّة في المملكة المتزمّتة. وقد أعلن بالفعل أنه سوف يسمح للنساء بالقيادة، وأطلق حملة لمكافحة الفساد، وسمح بفتح دور السينما العام المقبل، وفرض ميزانية التقشّف، وكشف عن طموحات واسعة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن اعتماده على النفط، فيما يبدو أنه استجابة لجيل الشباب. لكنه أضفى على رؤيته قدراً من الفخامة والعظمة".

وتابعت الصحيفة "ذكرت تقارير أنه اشترى قصراً فاخراً بأكثر من 300 مليون دولار في لوفيسيانس بالقرب من مدينة فرساي الفرنسية، ويختاً بحوالي 550 مليون دولار. لكن الحكومة السعودية تقول إن ولي العهد لم يدفع 450.3 مليون دولار نظير الحصول على أغلى لوحة فنية في التاريخ، لوحة الموناليزا لليوناردو دافينشي، والتي بيعت مؤخراً في مزاد علني".

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن الأمير محمد بن سلمان اشترى لوحة "المسيح المُخلّص" للرسام ليوناردو دافينشي، والمُلقّبة بـ"أغلى لوحة في العالم"، مقابل 450.3 مليون دولار أمريكي.

كما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً، منتصف ديسمبر الجاري، زعمت فيه أن الأمير محمد بن سلمان اشترى قصر لويس التاسع عشر بأكثر من 300 مليون دولار عام 2015، وهو أغلى قصر في العالم؛ حيث يحتوي على نافورة ذهبية، وتماثيل من الرخام، ومتاهة تمتد على مساحة 57 فدّاناً، (ما يقارب 24 هكتاراً)، وحديقة رائعة مليئة بالمناظر الطبيعية.

وقالت الصحيفة إن "عملية الشراء جاءت ضمن عمليات استحواذ باهظة، شملت يختًا بقيمة نصف المليار دولار، ولوحة ليوناردو دافنشي بقيمة 450 مليون دولار، رغم دعوته للتقشف المالي".

وأشارت إلى أن ملكية القصر تمت تغطيتها بواسطة مجموعة من المحامين والمحاسبين عبر شركات وهمية في فرنسا، بينما تعود الملكية الحقيقية لشركة سعودية. في الوقت الذي أفادت فيه تقارير إخبارية بأن مشترى اللوحة، هو الأمير السعودى بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود.

بدورها، أصدرت سفارة المملكة لدى واشنطن، بياناً تنفي فيه التقارير الأمريكية، قائلة إنها "عارية تماماً عن الصحة".

وأوضحت السفارة، بحسب وسائل إعلام سعودية، بعد تواصلها مع مكتب الأمير بدر بن آل سعود، أن "العمل الفني تم استحواذه من قبل دائرة الثقافة والسياحة في الإمارات لعرضه في متحف اللوفر أبوظبي".

وأضافت السفارة أن الأمير بدر حضر حفل افتتاح المتحف في الثامن من نوفمبر، كما أشارت سفارة المملكة لدى باريس إلى أن اللوحة تم اقتناؤها من طرف دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، داحضة كل التقارير الإعلامية الزائفة حول شراء مسؤول سعودي رفيع للوحة.

وفي خِضم ذلك، تتساءل الواشنطن بوست: "لماذا يقرر ولي العهد، الذي يحتج على فكرة (إثراء الذات) من قبل زملائه وأقرانه، أن يُنفق أكثر من نصف مليار دولار على يخت ضخم وفيلا فاخرة في فرنسا؟". وتُجيب "يبدو أن ولي العهد لديه رؤية لشعبه وأخرى لنفسه".

وعن حملة التطهير التي شنّتها السلطات السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، مطلع نوفمبر الماضي، قالت واشنطن بوست: "من المؤكد أن حملة مكافحة الفساد، التي اعتُقِل فيها 159 من أغنى رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين في المملكة واحتُجِزوا في فندق ريتز كارلتون من فئة الخمس نجوم، نوفمبر الماضي، كانت أكثر من مجرد نفحة من نفحات الاستيلاء على السلطة".

وأضافت الصحيفة "مشكلة الفساد حقيقية، لكن ولي العهد الشاب لم يكن يرمي إلى محاكمة أولئك المُحتجزين تطهيراً للفساد. لكنه، بدلاً من ذلك، يحاول إجبار الأثرياء على التوقيع على تسويات مالية بعشرات المليارات من الدولارات، نظير كسب حريتهم وتجنب الملاحقة". وتابعت "إنها وسيلة فجّة لنظام استبدادي، وليس دولة حديثة تحترم سيادة القانون"

واحتجزت السعودية عدداً من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والمسؤولين الحاليين والسابقين في حملتها غير المسبوقة ضد الفساد، أبرزهم رئيس الحرس الوطني السابق الأمير متعب بن عبدالعزيز، ابن شقيق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، في فندق ريتز- كارلتون بالعاصمة الرياض.

وجاءت الحملة بعد ساعات من تشكيل الملك سلمان لجنة لمكافحة الفساد، مطلع نوفمبر الماضي، أسند رئاستها إلى نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مساء الجمعة، طلبت السلطات السعودية من الأمير الوليد بن طلال، مبلغ تسوية لا يقل عن 6 مليارات دولار لإطلاق سراحه، مشيرة إلى أن المبلغ المطلوب من ابن طلال أكبر من مبالغ التسوية الأخرى التي طلبتها المملكة من غيره من المحتجزين.

وتتابع واشنطن بوست " إذا كان محمد بن سلمان مهتمًا حقاً بإثبات نفسه كقيادة مستنيرة وحديثة، ينبغي له أولاً أن يفتح أبواب السجن ويفرج عن العشرات من المعتقلين الذين سجنوا في عهد أسلافه، لا سيّما من الكتاب الذين انتقدوا التعصب الديني المتشدد في السعودية، بدلاً من ذلك قام بشن حملة على رجال الدين من أصحاب النفوذ وأيضاً النشطاء والصحفيين والكتاب بتهم مازالت غامضة، غلفها بعبارة تعريض الأمن الوطني للخطر".

واعتبرت أن السماح لهذه الأصوات بأن تعبر عن رأيها بحرية هو الإسهام الحقيقي في خلق السعودية الجديدة التي يتحدث عنها بن سلمان، وقالت "عليه أن يصدر عفواً فورياً عن المدون رائف بدوي الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 10 سنوات، دون أن تكون له تهمة سوى إهانة رجال الدين يوم أن كتب أنه يتوق إلى مجتمع سعودي أكثر تحرراً، الليبرالية ببساطة أن تعيش وتدع غيرك يعيش".

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "فتح باب الزنزانة والإفراج عن رائف أفضل رسالة بأن السعودية تتغير، وأفضل من شراء اليخوت الفاخرة والقصور في فرنسا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان