إعلان

لماذا يريد "ترامب الجواتيمالي" نقل سفارة بلاده إلى القدس؟

01:05 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

رئيس جواتيمالا

كتبت- هدى الشيمي:

وجدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هناك الكثير من نقاط التشابه بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس جواتيمالا جيمي موراليس الذي أطلقت عليه الصحيفة اسم "ترامب الجواتيمالي"، الذي أعلن اعتزام بلاده نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، أمس الأحد.

وقالت الصحيفة: "مثل نجم تليفزيون الواقع ترامب، لم يتعامل أحد بجدية مع الممثل الكوميدي التليفزيوني موراليس مع إعلانه ترشحه للرئاسة عام 2015".

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، أن موراليس، الوافد الجديد على الحياة السياسية عمل حوالي 16 عامًا في تقديم الفقرات الكوميدية.

ومثل ترامب، تمكن موراليس من هزيمة سياسية مُخضرمة، إذ فاز في الانتخابات رئاسة التي نافسته فيها سيدة جواتيمالا الأولى السابقة، كما أنه يحمل بعض الآراء المحافظة المشابهة للتي ينادي بها الرئيس الأمريكي، مثل معارضة الإجهاض، وتأييده لتنفيذ عقوبة الإعدام.

أما عن سياسته الخارجية، فتقول الصحيفة الإسرائيلية إن موراليس كان يسير على خطا ترامب في أغلب الأحيان، وكرر الأمر مرة أخرى، الأحد الماضي، بعد إعلانه اعتزام بلاده نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس.

وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن الدافع وراء اتخاذ موراليس، 48 عامًا، رئيس تلك الدولة اللاتينية الصغيرة هذا القرار المفاجئ، والذي استقبله قادة إسرائيل بالترحيب والحفاوة، وأوضحت أن هناك العديد من الأسباب التي لعبت دورا لاتخاذ القرار، ومنها ما يلي:

"مثل أعلى"

أولا، ترجح الصحيفة أن موراليس يتعامل مع ترامب على أنه "مثله الأعلى"، ويسعى دائما إلى إدخال السرور في نفس الرئيس الأمريكي، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتتبع فيها خطاه، فعلى عكس الكثير من الرؤساء اللاتينيين الآخرين، لم يدين رغبة ترامب في بناء الجدار لمنع المهاجرين القادمين من المكسيك وغيرها من الدول دخول أمريكا، وعوضًا عن ذلك عرض الرئيس الجواتيمالي على نظيره الأمريكي توفير عمالة رخيصة للمساعدة على بناء الجدار، في أبريل 2016.

وقال موراليس في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز بنسختها الإسبانية، إنه قال للرئيس الأمريكي إن بلاده لديها عمّال مهرة سيكونوا مسرورين لبناء الجدار.

وتابع: "فليخبرنا (الرئيس الأمريكي) عن أبعاد الجدار، ونحن نعلم ما علينا فعله".

وبحسب الصحيفة، فإنه على ما يبدو أن موراليس خشى من تنفيذ أمريكا تهديداتها بقطع المساعدات عن الدول التي صوتت في الجمعية العامة بالأمم المتحدة على مشروع القرار الذي يدعو واشنطن بالعدول عن موقفها بشأن القدس.

وصوّت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث واشنطن على سحب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجاء التصويت بموافقة 128 دولة في مقابل رفض 9، وامتناع 35 عن التصويت.

"اتهامات بالفساد"

وترى الصحيفة أن رغبة موراليس في الحصول على الدعم والتضامن الدولي لتحسين أوضاعه داخل البلاد. وتقول هآرتس إن موراليس تلقى ضربة قوية في بداية حملته الانتخابية، إذ أنه شن حملة لمكافحة الفساد، ولكن شقيقه الأكبر ومستشاره الأكثر قربا صامويل "سامي" موراليس اتُهم هو ونجله بالفساد، وغسيل الأموال فيما يتعلق بمعاملتهم لتمويل الحملة خلال السباق الانتخابي.

وفي أغسطس، أثار موراليس جدلا كبيرا عندما أمر بنفي رئيس البعثة الدولية لمكافحة الفساد إيفان فيلاسكيز خارج البلاد بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية لجواتيمالا، وجاء ذلك بعد مطالبة الكولومبي فيلاسيكز والمدعي العام الجواتيمالي ثيلما ألدانا برفع الحصانة عن رئيس البلاد من أجل ملاحقته جنائيا في مزاعم تورطه بالفساد.

"معتقدات دينية"

وأوضحت الصحيفة أن موراليس ينتمي إلى الحركة الإنجيلية المسيحية، وهم ملتزمون بالمعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدّس، ويعتبرونه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي، يعتقدون بأن الله أعطى إسرائيل لليهود، ومن بينهم من يؤمن بنبوءة "نهاية الأيام"، والتي تقول إن اليهود سيسيطرون على القدس بأكملها، ما يتسبب في نشوب حرب بين الحضارات، ويضطر اليهود إلى الاختيار ما بين اعتناق المسيحية، أو أن يحِل عليهم غضب الله.

ويُذكر، أن إسرائيل كانت أول مكان يتوجه إليه موراليس بعد فوزه في الانتخابات، وقضى أربعة أيام هناك في نوفمبر الماضي، حيث التقى بالعديد من القادة الإسرائيليين، ومنحته تل أبيب دكتوراة فخرية من الجامعة العبرية في القدس.

ووفقا للصحيفة، فإن وجود سفارة جواتيمالا في القدس، إذ نُفذ قرار موراليس، ليس جديدا. فكانت جواتيمالا من بين 16 دولة أخرى فتحت سفاراتها في القدس في العقد الأول لظهور إسرائيل، وكانت من بين 13 دولة نقلت قنصلياتها ومبانيها الدبلوماسية إلى تل أبيب، بعد اصدار الكنيست الإسرائيلي قانونا يعلن القدس عاصمة لإسرائيل.

وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار، واعتبره انتهاكا للقانون الدولي، ودعا قرار مجلس الأمن 478 الدول الأعضاء إلى إخراج بعثاتها الدبلوماسية من المدينة المحتلة.

"علاقات عسكرية قوية"

وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين إسرائيل وجواتيمالا لم تضرر بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 2000. وتوقعت أن تكون رغبة موراليس في تحقيق تعاون أمني وعسكري بين البلدين من ضمن الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار.

وأوضحت هآرتس أن هناك تاريخ طويل من التعاون العسكري الوثيق بين جواتيمالا وإسرائيل، بلغ ذروته في السبعينيات والثمانينات، عندما باعت إسرائيل أسلحة مدفعية وبنادق للنظام القمعي الحاكم في جواتيمالا، وزودتها بفنيين ومستشارين عسكريين.

وعلى مدار السنوات، أصبحت دولة الاحتلال المصدر الرئيسي الذي تحصل منه جواتيمالا على الأسلحة والإمدادات العسكرية، وزادت قوة العلاقات مع ابعاد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بلاده عن جواتيمالا عام 1977، بعد زيادة الاتهامات الموجهة لها بانتهاك حقوق الانسان، فعلق المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها واشنطن لها.

وفقا للصحيفة، فإن إسرائيل باعت الأسلحة والأنظمة الدفاعية على نطاق أوسع خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ريجان، ما ساعد النظام على محاربة المتمردين بالاعتماد على فرق الاستخبارات التي دربتها إسرائيل.

فيديو قد يعجبك: