الأزمة اليمنية: الحوثيون يصعّدون.. وصالح "يُصالح" التحالف العربي
كتب – محمد مكاوي:
تسارعت الأحداث بشكل ملحوظ، وتغيرت الخريطة السياسية والعسكرية في اليمن، فحلفاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، لدرجة وصلت إلى إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية مساندة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ضد جماعة الحوثيين بعد أن ظلوا في حرب مستمرة منذ مارس 2015.
وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى في اشتباكات دموية بين قوات موالية للرئيس السابق صالح من جهة والحوثيين من جهة أخرى، وهما الطرفان اللذان ظلا يحاربان الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي المقيم في السعودية طوال ما يقرب من ثلاث سنوات.
تأتي تلك الاشتباكات، التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين لتزيد من الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب الدائرة في اليمن وخلفت أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ عام 2015 وتشرد أكثر من مليونين، كما أدت الحرب إلى تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب نحو مليون شخص ودفعت البلاد إلى شفا مجاعة.
وخرجت تقارير إعلامية من اليمن، الأحد، تفيد بأن طائرات التحالف بقيادة السعودية شنت غارات جوية على مواقع الحوثيين، تبدو دعما لقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
وقال صالح إنه مستعد "لفتح صفحة جديدة" مع التحالف إذا توقف عن ضرب المدنيين في اليمن، وبالتالي التوصل إلى وضع حد للحرب الأهلية في البلاد.
بينما اتهم عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، دول السعودية والإمارات والولايات المتحدة بـ"تحريض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للانقلاب على الشرعية" وهو أحد أسباب الاشتباكات الدموية الدائرة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال القيادي الحوثي علي العماد، في اتصال هاتفي مع مصراوي من العاصمة اليمنية صنعاء، إن الرئيس السابق "خائن للشرعية" وهذا ليس اليوم فقط وإنما منذ فترة، مضيفًا "لدينا اتصالات الآن مع بعض العقلاء في حزب المؤتمر لاحتواء الأزمة الحالية".
تصعيد جديد
أكد العماد ما زعمته بعض المواقع والقنوات الموالية للحوثيين بشأن إطلاق صاروخ باليستي على مفاعل نووي في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وقال "أؤكد أن التجربة تمت بنجاح وحققت الأهداف المرجوة".
ولكن هيئة الطوارئ والأزمات الإماراتية، اليوم الأحد، قالت إن أبوظبي تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع، ردًا على مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخًا تجاه مُفاعل براكة في الإمارات.
وقالت الهيئة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، الأحد، إن "مشروع مفاعل براكة محصن ومنيع تجاه كل الاحتمالات".
وهدد القيادي الحوثي بتكرار إطلاق الصواريخ على منشآت حيوية في السعودية والإمارات، حال استمرار ما وصفه "مواصلة دول العدوان حصارها لليمن".
كانت السعودية أعلنت، مطلع الشهر الماضي، إسقاطها صاروخا باليستيا فوق مطار الرياض أطلقته جماعة الحوثيين في اليمن لم يخلف أي خسائر.
ووصف القيادي الحوثي الأوضاع الآن في العاصمة صنعاء بـ"الهادئة" عدا بعض الجيوب البسيطة التي يطلب المختبئون بداخلها الاستسلام.
وبسؤاله عن توقعاته لنهاية الأزمة، قال العماد إن "كل الخيارات المتاحة ممكنة، خاصة أن الأمور تسير بإرادة أمريكية لا سعودية".
صالح "يصالح" التحالف
من جانبه، قال الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح إن "زمن الميليشيات انتهى ولا تعايش بعد اليوم بين الدولة والدويلة".
وأضاف صالح في تصريحات لصحيفة "الراي" الكويتية، الأحد، أن "الفضاء الطبيعي لليمن هو الفضاء الخليجي"، مشيدًا بدور دولة الكويت التي "بذلت الكثير لإنهاء الأزمة".
وتوجه الرئيس السابق إلى دول الجوار المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، عارضًا فتح "صفحة جديدة".
من جانبه، رحب التحالف بقيادة السعودية بعرض صالح للحوار، وقال في بيان إن قرار "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازه لشعبه سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران"- في إشارة إلى الحوثيين.
وأكد البيان "وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي".
فيديو قد يعجبك: