مع تعثّر مفاوضات سد النهضة.. اتفاقيات أمنية بين إثيوبيا وقطر

كتبت- رنا أسامة:

تشهد العلاقات الإثيوبية القطرية تقاربًا ملحوظًا مع توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين، في الوقت الذي تتعثّر فيه المفاوضات بين إثيوبيا ومصر حول ملف سد النهضة المثير للجدل.

وتتجلّى أحدث ملامح هذا التقارب في زيارة وفد قطري رفيع المستوى إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، يوم السبت، لبحث سبل التعاون الأمني بين البلدين.

وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا)، أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام دسالنج اليوم محادثات مع وفد قطري رفيع المستوى بقيادة رئيس أركان القوات المسلحة، الجنرال غانم بن شاهين الغانم، انطوت على توقيع عددًا من اتفاقيات التعاون الأمني بين البلدين.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي للوفد القطري إن "الزيارة تعكس تحرّك التعاون الثنائي بين البلدين إلى مستوى جديد من الصداقة"، داعيًا إلى المضي قُدمًا نحو تنفيذ مختلف الاتفاقيات بين الدوحة وأديس أبابا.

كما أعرب عن تقديره لحكومة قطر والمستثمرين القائمين بالأنشطة الاستثمارية في إثيوبيا .

تأتي هذه المحادثات بعد 4 أيام على زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، لبحث ملف سد النهضة، في محاولة لكسر الجمود الحالي في المفاوضات حول السد بعد تعثّرها الشهر الماضي.

واجتمع مندوبون من مصر والسودان وإثيوبيا في القاهرة، 12 نوفمبر الماضي، للموافقة على دراسة أعدتها شركة فرنسية لتقيم الآثار البيئية والاقتصادية للسد. لكن المحادثات تعثرت بعد فشلهم في الاتفاق على تقرير أولي وألقى كل طرف باللوم على الآخرين في تعطيل إحراز تقدم، حسبما أعلن وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبدالعاطي.

وتزامنًا مع تعثّر المفاوضات، أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي زيارة إلى العاصمة القطرية، الدوحة، أشاد خلالها بدور الجالية الإثيوبية في قطر في بناء سد النهضة الذي يُثير خلافًا واسعًا بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الإثيوبية، أقرّ رئيس الوزراء بالمساهمة التي قدّمها المغتربون لبناء سد النهضة، داعيًا إيّاهم إلى مواصلة دعم السد.

وقال هيل ماريام، في مناقشة مع الجالية الإثيوبية في قطر، نوفمبر الماضي، "على الرغم من قلة عدد الإثيوبيين في قطر بيد أنهم أسهموا إسهامًا كبيرًا في دعم بناء سد النهضة الإثيوبي العظيم"، مُشيرًا إلى أن حكومته ستقدم كل الدعم اللازم للمجتمع الإثيوبي في قطر.

وربطت وسائل إعلام خليجية ومصرية زيارات المسؤوليين الإثيوبيين إلى الدوحة بالتزامن مع فشل المفاوضات بين الدول الثلاث بما وصفوه "بدور قطر في أزمة مياه النيل وسد النهضة".

فيما نفى رئيس الوزراء الإثيوبي حصول بلاده على تمويل قطري لبناء سدّ النهضة، قائلاً إن "إثيوبيا لديها القدرة على استكمال بناء السدّ على طول نهر النيل دون مساعدة خارجية".

وأضاف هيل ماريام، بحسب الوكالة الإثيوبية، أن "بلاده لا تريد الحصول على أي مساعدات من مصادر أجنبية لهذا المشروع بالذات، وأن هذا المشروع هو ملك للمواطن الاثيوبي وهو من يموّله".

واكّد أن زيارته إلى العاصمة القطرية، نوفمبر الماضي، لا تتصل بسد النهضة، بل المقصود منها "مناقشة مجالات التعاون الأخرى وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات، واستفادة إثيوبيا من الخبرات القطرية".