مقتل "صالح" يسحب البساط من قطر في تحضيرات القمة الخليجية
كتبت - رنا أسامة:
تحتضن الكويت، اليوم الثلاثاء، قمة قادة مجلس التعاون الخليجي وسط غياب لعدد من قادة الخليج؛ إذ يرأس وفد المملكة العربية السعودية وزير الخارجية عادل الجبير، فيما يرأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، ما عزّز توقعات بعض المراقبين بأن القمة لن تخرج بقرارات مؤثرة، فيما يتعلق بالملفات الشائكة في المنطقة عمومًا، وفي الخليج على وجه خاص.
وسبق القمة الخليجية المُرتقبة، اجتماع وزاري تحضيري في قصر بيان، الاثنين، وشارك فيه وزراء الخارجية أو من يمثلهم.
ضم وفد دولة الكويت المشارك في الاجتماع، وزير الخارجية صباح الخالد الحمد الصباح، ومساعده السفير الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
"الأزمة القطرية"
وعلمت صحيفة "الراي" الكويتية، من مصادر دبلوماسية خليجية، أن اجتماع المجلس الوزاري التحضيري "سار بطريقة سلسة، توقف خلالها المجتمعون عند التطورات اليمنية، ومقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح".
وأوضحت أن الاجتماع ناقش جدول أعمال عاديًا، انطوى على ملفات (تمكين المرأة والتعاون الاقتصادي، دور الهيئات الاستشارية، الاتفاقات المشتركة، مشاريع الغاز والكهرباء وغيرها)، دون التطرّق إلى الأزمة القطرية مع دول المقاطعة، كي "لا يؤدي وضع العربة قبل الحصان إلى إفشال جهود التقارب"، بحسب تعبيرها.
وتوقعت المصادر، بحسب الصحيفة، أن يتم بحث الأزمة الخليجية في اجتماعات قادة القمة اليوم وغدًا.
"نقطة خلافية"
بيد أن "موضوع البيان الختامي" شهد خلافًا في الرؤى بين ممثلي الدول المشاركة في الاجتماع التحضيري؛ حيث كان من المُفترض أن يتناول العلاقة مع إيران، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر أنه كان هناك إصرارًا من جانب السعودية والبحرين والإمارات على وجوب صدور إدانة شديدة ضد ايران وتدخلاتها في شؤون الدول الخليجية والعربية ودعوة المجتمع الدولي إلى مراقبة برنامجها الصاروخي وإدانة مخططاتها الطائفية والتوسعية في دول الجوار، في الوقت الذي رأت فيه دول أخرى أن تقترن "اللغة العالية" ضد إيران بدعوتها إلى الحوار والالتزام بالتعهدات والمواثيق الدولية.
الأمر الذي أوجد "تباينًا قررت على أثره البحرين تخفيض تمثيلها إلى القمة اليوم على أن يترأس وفدها وزير الخارجية السابق الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة، فيما تحاول جهود اللحظات الأخيرة بين الكويت والرياض والمنامة رفع مستوى التمثيل البحريني"، بحسب الصحيفة.
وكانت البحرين هددت، عبر الملك حمد بن عيسى ووزير خارجيتها خالد بن أحمد، بعدم الجلوس على طاولة واحدة في قمة مجلس التعاون الخليجي حال حضور قطر أو أحد ممثليها.
"صمت قطري"
وكشفت المصادر أن "الوفد القطري التزم الصمت غالبية الوقت، وقدم كبند إجرائي من خارج جدول الأعمال ورقة عن موضوع المقاطعة الخليجية. وهو الأمر الذي يبدو أنه سيُترك إلى القادة".
وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "استعداد بلاده لمناقشة جميع الملفات أثناء القمة، بما فيها الأزمة الخليجية"، مُعربًا عن تمنياته بأن "تحل الأزمة في إطار مجلس التعاون وبرعاية الوساطة الكويتية".
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا اجتماعهم التحضيري لأعمال الدورة الـ 38 لقمة قادة المجلس، بحضور وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، نائب وزير الخارجية البحريني عبدالله الدوسري، ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.
وقال وزير الخارجية الكويتي، في تصريح لـ"الراي" مقتضب بعد خروجه من الاجتماع، الذي استمر ما يقارب الساعة، "كل شيء سيتضح غداً (اليوم)"، في اجتماع القادة الخليجيين، مع إشارة بيده إلى أن "كل شيء على ما يُرام".
وأكد الأمين العام للمجلس، الدكتور عبداللطيف الزياني، أهمية تعزيز مكانة المجلس لما فيه خير وصالح دول المجلس ومواطنيها، إضافة إلى حماية الأمن والاستقرار وتوفير البيئة الآمنة المزدهرة والمستدامة.
ويأتي ذلك بعد أكثر من 180 يومًا من الأزمة الخليجية التي أخذت في التفاقم، 5 يونيو الماضي، بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، على خلفية اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب وتمويله، والتدخّل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وهو ما تواصل الدوحة نفيه بشدة.
فيديو قد يعجبك: