أسير فلسطيني مُحرر: نقل السفارة الأمريكية للقدس قد يؤدي لانتفاضة ثالثة

كتبت-دعاء الفولي:

حالة من الاستياء سيطرت على الشارع الفلسطيني بعد ما تردد عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما يعني الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وبينما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي برفض الفكرة، كان الأسير الفلسطيني المُحرر ياسين أبو خضير، يشارك تلك الجموع الغضب، متذكرا الشهداء والجرحى من أجل القضية، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال، والبالغ عددهم حوالي 7000 أسير.

وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصالات هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ورفض الزعماء العرب الثلاثة قرار ترامب المحتمل، محذرين من انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

قضى أبو خضير في زنازين الاحتلال الإسرائيلي 26 عاما، بدأت من العام 1987 بعد عامين من انتفاضة الأقصى الأولى التي شارك فيها، وكانت سببا في إعادة التحقيق معه ليتم الزج به في الأسر، والتنقل بين أكثر من سجن "والمعاناة من التعذيب والتنكيل من قبل الاحتلال" حسب قوله.

"لقد دفعنا الكثير حفاظا على عروبة وقدسية المدينة ومهما تخاذل العرب ومهما باعوا وعقدوا من صفقات مع الاحتلال سيبقى شعبنا الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات".. يقول أبو خضير لمصراوي، موضحا أن ردة الفعل على سلوك ترامب "الأحمق" حسب قوله، قد تقود إلى انتفاضة فلسطينية، لا ينفع معها سيطرة قوات الاحتلال أو سلطات فلسطين.

في المقابل حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الولايات المتحدة من اتخاذ أي إجراءات تغير من الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس.

وتحدث أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، خلال اجتماع في القاهرة لممثلي الجامعة العربية الذين اجتمعوا لمناقشة اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحتمل بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويعتقد أبو خضير، أن الأمر حاليا مرهون برد فعل الجماهير العربية "يجب أن يتضامنوا مع شعبنا"، متمنيا أن يخرجوا في مظاهرات عارمة ضد ذلك القرار "وأظن ان شعب مصر هو الأهم بين الدول الأخرى بسبب دور مصر في القضية الفلسطينية على مر العقود".

وقال الأسير المُحرر: "فلسطين هي امتداد مصر وحبل الأمة العربية المتين ولا يجب تركه ينقطع".

كان مسؤولون أمريكيون صرحوا بأن ترامب ربما يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال الأسبوع الجاري. والقدس الشرقية هي مدينة محتلة بحسب القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

ورغم تردد بعض الآراء عن سيطرة الاحتلال بالفعل على أرض القدس وحركة المواطنين، وأن نقل السفارة مجرد استكمال لذلك الوضع، لكن أبو خضير يرى أن الخطوة لها شقّين؛ أولهما رمزي والثاني مرتبط بـ" تغيير الوضع القانوني للقدس كمدينه تحت الاحتلال والتنكر لحقنا كعرب ومسلمين ومسيحيين فلسطينيين فيها وأن وجودنا هنا مهدد رغم أننا الشعب الاصلي وهم المستوطنين الجدد". ويعيش الأسير السابق في مستوطنة شعفاط التي لا تبعد سوى عدة دقائق عن بلدة القدس القديمة.

ولا يتوقع أبو خضير شكلا محددا لما أسماه بـ"الهبّات الشعبية" على الأرض، إذ أنها عادة لا تكون منتظمة أو يمكن التنبؤ بتحركاتها، ضاربا المثل بالانتفاضة الأولى التي بدأت بسبب دهس شاحنة يقودها إسرائيلي لعمال فلسطينيين، ما ادى لانفجار الغضب في الشوارع.

كذلك لا يضع الأسير المُحرر أملا كبيرا على السياسات الرسمية العربية، بدءً من الحكام وحتى الجامعة العربية، التي يراها دبلوماسية بطريقة مُهينة للقضية، ومتسائلا "ماذا فعل المسئولون لترامب قبل قراره لمنع الخطوة؟".