خبراء عن "ترامب والقدس": أمريكا تخشى رد الشعوب العربية وتستغل أزماتهم
كتب - عبدالعظيم قنديل:
لم يستبعد مراقبون أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، على إصدار قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وهي الخطوة التي تراجع عنها العديد من رؤساء الولايات المتحدة على مدى أربعة عقود. وأكدوا أن صانعي القرار الأمريكيين يخشون من ردود أفعال الشعوب العربية، لكنهم يعولون على انشغالها بأزماتها الداخلية.
كان البيت الأبيض قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن موقفه في تصريحات الأربعاء، بشأن قراره حول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي في اتصالات هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقال الصحفي والمحلل السياسي محمد السطوحي، في اتصال هاتفي- من واشنطن- إن التكهن بالخطوات القادمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعب للغاية، مضيفًا: "كل شيء متوقع" في سياسة ترامب.
وفي تصريحات لمصراوي، اعتبر السطوحي أن ترامب نموذج للشخصية الهوائية والانفعالية، محذرًا من سياساته التي تسعى إلى تحدي الأفكار التقليدية.
كان الرئيس الأمريكي وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ولكنه لم يقدم هذه الخطوة حتى اللحظة.
وبشأن توقعاته عن نوايا الإدارة الأمريكية حول القدس، رجح السطوحي أن يكون الحديث في الوقت الراهن حول صياغة القرار عبر اضافة بعض العبارات التي تعطي الفلسطينيين بصيصا من الأمل في حال استئناف عملية السلام، لكنه لم يستبعد أيضا احتمال تراجع ترامب عن قراره في اللحظات الأخيرة.
وأوضح المحلل السياسي المصري أن الموقف الأمريكي لا يكترث كثيرًا بردود فعل الحكومات العربية والإسلامية تجاه القرار، إلا أن واشنطن لديها مخاوف حقيقية من الشارع العربي، والتي من الممكن أن تدفع الأنظمة إلى اتخاذ خيارات لا ترغب في اللجوء إليها استجابة للضغوط الداخلية.
ورأى أن "المؤسسات الأمريكية تعتقد أن الوقت مناسب في ظل انشغال الشعوب العربية بصراعاتها الداخلية ومتاعبها الاقتصادية، ولكن من غير المستبعد أن تتجاوز ردود الفعل التقديرات الأمريكية الراهنة".
في المقابل، قال الدكتور أسامة شعث، خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي الفلسطيني، لمصراوي، إن الوضع الراهن يقتضي تكاتف جميع القوى الفلسطينية والالتفاف حول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وتمثل القدس نقطة محورية في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لهم.
والقدس الشرقية هي مدينة محتلة بحسب القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
ورفض الزعماء العرب الثلاثة الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله عاهل الأردن، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قرار ترامب المحتمل، محذرين من انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، تقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، وتؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين. وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الولايات المتحدة من اتخاذ أي إجراءات تغير من الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس.
كما أبدى الفلسطينيون اعتراضًا على هذا الأمر بشدة، ملوحين بخطوات دبلوماسية في حال إقدام الإدارة الأمريكية على اتخاذ هذا القرار.
فيديو قد يعجبك: