تايم أمريكية: ترامب لا يدرك خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة تايم الأمريكية إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، المقرر أن يتم اليوم الأربعاء، سيقضي على عقود من الجهود الدبلوماسية الأمريكية التي سعت إلى إبقاء هذه المسألة في إطار محادثات السلام بين الإسرئيليين، والفلسطينيين الذين يعتبرون القدس عاصمتهم.
وأبلغ ترامب عددًا من القادة العرب والإسرائيليين اعتزامه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، في خطوة من شأنها تقويض محادثات السلام بين الجانبين، وتأجيج مشاعر العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
واعتبر مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، قرار الرئيس الأمريكي بمثابة انتهاء مصلحة الولايات المتحدة في لعب دور الوسيط المحايط في عملية السلام، واتخاذ واشنطن الجانب الإسرائيلي بقوة.
وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية إن "تأجيل اعتراف القدس عاصمة لإسرائيل لم يساعد على تحقيق عملية السلام".
وصدّق الكونجرس الأمريكي في 23 أكتوبر 1995 على قانون يسمح بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعطى الحرية للرئيس بالتوقيع عليه لإقراره، إلا أنه ظل يُؤجل حتى وقتنا هذا، ولم يُقدم أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين على التصديق عليه.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيحدث سريعا، إلا أن نقل السفارة لن يكون بنفس السرعة، فبحسب سياسيين أمريكيين فإن الأمر سيستغرق سنوات، لكي يتم نقل كل شيء من تل أبيب إلى القدس، وسيوجه ترامب وزارة الخارجية للبدء بعملية نقل السفارة الأمريكية، ولن يضع جدولا زمنيا لذلك.
وتقول المجلة إن المدة الزمنية ليست ما يشغل الزعماء والقادة العرب الذين تحدث ترامب معهم لاخبارهم عن نيته في الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، إذ أنهم يرفضون المسألة نفسها.
وحذر الملك سلمان ترامب من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، مشددا على أن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي الوقت ذاته، قال مسؤولون فلسطينيون إن ترامب أخبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، أنه يعتزم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة إسرائيل، رغم آمال الفلسطنيين باتخاذها عاصمة لبلادهم.
وحذر عباس الرئيس الأمريكي من عواقب هذا القرار، وأجرى محادثات هاتفية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، وبابا الفاتيكان وحثههم للتدخل لمواجهة ترامب واقناعه بالعدول عن الأمر.
وقال مسؤول دبلوماسي أمريكي سابق لدى إسرائيل، إن ترامب لا يضع خطورة قراره في الحسبان، وتابع: "لا اعتقد أن الرئيس الأمريكي يفهم ماذا سيترتب على ما يفعله".
وترى المجلة أن ترامب، الذي أوشك على إنهاء العام الأول له في الرئاسة، يحاول انجاز أي شيء، مُشيرة إلى أنه يحاول عن طريق تحركاته في الشرق الأوسط احراز أي انتصار في الداخل، لاسيّما وأنه يواجه الكثير من الأزمات الخارجية على رأسها أزمة كوريا الشمالية.
وأعلن رؤساء أمريكيون، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومن بينهم بيل كلينتون وجورج بوش الابن، أنهم سينقلون السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أنهم امتنعوا عن الأمر في النهاية، وذلك بعد أن حذرهم المستشارون من خطورة هذا الموقف، مؤكدين أن هذه الخطوة من شأنها تهديد محادثات السلام.
يُشار إلى أن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، عمل على الدفع من أجل بدء مفاوضات السلام في المنطقة. وزار كوشنر، المقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأراضي المحتلة عدة مرات مع عدد من مرافقيه، من أجل العمل على وضع أسس لمحادثات السلام بين الفلسطنيين والإسرائيليين.
وتقول المجلة إن تسليم القدس لإسرائيل، سيجعلها خارج مفاوضات عملية السلام، وسيتعين على الفلسطنيين البحث عن مكان آخر لإقامة دولة خاصة بهم، وقد يلجأون إلى اتخاذ الضفة الغربية عاصمة لهم، كما أنه سيستفز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، لاسيمّا وأن المدينة الفلسطينية تضم بعض أقدس المواقع الإسلامية، فضلا عن أهميتها لدى المسيحيين، الذين يعتقدون أن صلب المسيح تم هناك.
وتشير تايم إلى أن الرئيس الأمريكي يراهن أن يهلل أنصاره في الداخل باعترافه بالقدس عاصمة لأسرائيل، وأن تتجاوز فرحتهم مشاعر أي شخص يؤدي القرار في المنطقة، رغم أنه لم يتضح حتى الآن تأثير القرار على الأمريكيين.
فيديو قد يعجبك: