لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شهر بعد استقالة الحريري.. بيروت مجددًا تحت مجهر الرياض

01:51 م الأربعاء 06 ديسمبر 2017

بيروت - (أ ف ب)
قبل شهر، ضغطت الرياض على رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ليقدم استقالته، التي أعلنها بشكل مفاجئ من السعودية، في خطوة أرادت منها ضرب النفوذ الإيراني في البلد الصغير، لكن لا يبدو أن هذا الهدف تحقق.

فقد أجمع الأفرقاء السياسيون في لبنان على التهدئة، وسارعوا إلى البحث عن تسوية تنقذ البلاد من أزمة سياسية جديدة، وانتهى الأمر بإعلان الحريري الثلاثاء تراجعه عن الاستقالة.

وانتهى اجتماع للحكومة اللبنانية، الثلاثاء، هو الأول منذ استقالة الحريري من الرياض قبل أكثر من شهر، إلى تجديد التأكيد على سياسة "النأي بالنفس" إزاء النزاعات الإقليمية، وهو أمر وضعه الحريري شرطًا للتراجع عن استقالته.

وحمل الحريري الذي عُيّن رئيسًا للحكومة قبل سنة، إثر تسوية سياسية، لدى تقديم استقالته على حزب الله المشارك في حكومته والمدعوم من إيران، لدوره في نزاعات إقليمية بينها اليمن الحدودي مع السعودية.

وكانت الاستقالة فصلاً من فصول تصاعد الحرب الباردة بين الرياض وطهران، في لبنان أو اليمن وسوريا.

وأثارت الاستقالة، ثم بقاء الحريري أسبوعين في الرياض وسط ظروف غامضة، تساؤلات حول "احتجازه"، قبل أن تثمر وساطة فرنسية انتقاله إلى باريس، ثم إلى بيروت.

ويقول مصدر قريب من الحريري إن السعودية كانت تستعد لفرض عقوبات مالية على لبنان، البلد الذي يعاني أصلاً من اقتصاد هش قائم على قطاعه المصرفي وتحويلات المغتربين.

ويضيف المصدر لوكالة فرانس برس "حين ذهب الحريري إلى السعودية، أصيب بصدمة كبيرة. كان يخال نفسه ذاهبًا لبحث مشاريع اقتصادية، وإذ به يصطدم بلائحة عقوبات ضد لبنان".

وهددت الرياض، بحسب المصدر، "بطرد أكثر من 160 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، كما بدفع المستثمرين الخليجيين إلى سحب استثماراتهم من لبنان".

"نعاقب لبنان"
ووجد الحريري نفسه أمام وضع "كارثي" على الاقتصاد اللبناني، وقام بنفسه، وفق المصدر، بكتابة خطاب الاستقالة بلهجة ترضي السعودية.

واتهم الحريري في خطاب الاستقالة إيران بإنشاء "دولة داخل الدولة"، وتوعّد بـ"قطع يدها" في لبنان، واتهم حزب الله بـ"فرض أمر واقع بقوة سلاحه".

بعد الاستقالة، تم تداول سيناريوهات متعددة حول وجود الحريري في "الإقامة الجبرية" أو توقيفه في الرياض، ما دفع أطرافًا خارجية إلى التدخل.

ويقول المصدر "لم يكن هناك احتجاز بالمعنى الضيق للكلمة، لكنهم قالوا له: إذا عدت إلى لبنان نعتبرك مثل حزب الله، حكومة عدوة، وسنعاقب لبنان مثلما عاقبنا قطر".

واتفق محللون في نظرتهم إلى الاستقالة على أنها محاولة سعودية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة المتمثل في حزب الله، الذي تحول إلى لاعب إقليمي يتواجد في دول عدة بينها سوريا، حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام، والعراق. كما يتهمه خصومه بالتواجد في اليمن.

ويقول الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، كريم بيطار لـ"فرانس برس": "أراد السعوديون إرسال رسالة واضحة تؤكد إصرارهم على وضع حد للاختراق الإيراني للشرق"، لكن النتيجة كانت "ارتدادًا عكسيًا".

ويضيف "مهما كان هشًا، فإن هذا التقارب الإجباري بين المعسكرين اللبنانيين ضروري، مادامت المخاطر الاقتصادية والأمنية حقيقية".

ويقول مصدر دبلوماسي فرنسي في بيروت لوكالة فرانس برس "تبين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه ذهب بعيدًا (...) وكانت نتائج العملية ارتفاع في شعبية الحريري".

وخلال فترة غيابه عن لبنان، أجمع اللبنانيون المعروفون بانقساماتهم على المطالبة بعودة الحريري ورفض استقالته.

فهل كانت الخطوة السعودية "حسابات خاطئة" كانت لها نتائج عكسية تحت وطأة ضغوط فرنسية وأميركية للتهدئة؟

يرى بيطار أن "السعوديين لم يقولوا كلمتهم النهائية حتى الآن، فهم مصرّون على تحجيم طهران في المنطقة".

ويضيف "اليمن هو المكان الذي يسعى السعوديون إلى حصول تنازلات فيه، ويطالبون حزب الله بسحب مستشاريه العسكريين منه"، مشيرًا إلى أن الرياض تريد "أكثر من مجرد تنازلات رمزية".

ولم يقتصر التصعيد السعودي ضد حزب الله على اليمن، بل إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال مؤخرًا "لن يكون هناك سلام" في لبنان مادام حزب الله يحتفظ بسلاحه.

ويقول مصدر غربي إن هناك "فتورًا حاليًا" من السعودية تجاه الحريري، بعد أن ظنت أنه قادر على مواجهة حزب الله، لكن حصل العكس".

"أمير مستعجل"
ويقول المصدر المقرب من الحريري "محمد بن سلمان شخص لا يتعامل عاطفيًا مع الأمور، ولا مع لبنان. بيروت ليست أهم من الرياض بالنسبة له"، واصفًا إياه بأنه "أمير مستعجل".

ويقود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المملكة بقبضة من حديد برزت خلال حملة التوقيفات الواسعة التي شملت أمراء ورجال أعمال الشهر الماضي.

ويقول بيطار "حتى الحلفاء الأقرب للسعودية في لبنان يخشون أن يكلف التشدد السعودي غاليًا الاقتصاد اللبناني من دون أن يضعف حزب الله".

وبعد الدور "المنقذ" الذي قامت به فرنسا بإخراج الحريري من الرياض، تنظم الجمعة اجتماعًا لدعم لبنان يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيليرسون.

ويرى بيطار أنه في حال تواصلت "المزايدات السعودية (...) هناك خشية من ألا تستطيع فرنسا وأوروبا القيام بالكثير لحماية لبنان من هذه الأخطار المتصاعدة على الصعيد الإقليمي".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان