لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما السيناريوهات المطروحة أمام الدول العربية لإنقاذ القدس؟

03:06 م الأربعاء 06 ديسمبر 2017

القدس

كتبت - إيمان محمود:

بقلقٍ بالغٍ ينتظر العالم العربي والإسلامي على وجه الأخص، خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، والذي من المُتوقع أن يعلن فيه قراره بشأن إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، في خطوة اعتبرها البعض "مجاملة" منه للكيان الإسرائيلي الحليف.

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن ترامب سيعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل -في خطوة نأى أسلافه من الرؤساء الأمريكيين بأنفسهم عنها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي- لكنه لن يعلن على الفور نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، بحسب "بي بي سي".

وأكد السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس الأمريكي أصبح على بينة كاملة من نتائج هذا القرار السياسية والقانونية والدبلوماسية، والأهم آثاره على المصالح الأمريكية في المنطقة، وذلك بعد أن أجرى عدد من الاتصالات تطلعه على توابع القرار.

وقال القويسني في تصريحات لـ"مصراوي": "أننا حتى الآن لا نعرف مضمون القرار... مازلنا لا نعرف بالضبط صيغة القرار وبالتالي التكهن صعب هل سيعلن القرار بشكل مطلق القدس عاصمة لإسرائيل وبالتالي ينقلب الآخر إلى دعوة، فنجد بقية دول العالم تحذو حذوها وتنقل سفاراتها أيضًا للقدس أم سيذكر في جانب من جوانبه حقوق الشعب الفلسطيني".

وعن السيناريوهات المطروحة أمام الجانب العربي للتصدي لهذا القرار، أكد القويسني أن الخيارات العربية "محدودة وقليلة الأثر"، بل في غالب الأمر سيقتصر رد الفعل العربي على بيانات الشجب والإدانة.

وقال إن الشارع العربي لن يلبي النداء تعبيرًا عن الغضب بالشكل المُتوقع، مضيفًا "مضى عصر الحشد لتأييد القضايا القومية".

وتابع "لن يستطيع أي طرف عربي أن يتخذ قرارًا في مستوى قرار تركيا بقطع العلاقات مع إسرائيل.. لن تقوى أي دولة عربية لها علاقات مع إسرائيل بقطع العلاقات معها".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد هدد في وقت سابق بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لها. وقال أردوغان إن مثل هذه الخطوة تعد تجاوزا لـ"لخط أحمر" بالنسبة للمسلمين.

ويتفق السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في أن الخيارات العربية ليست متعددة، حيث أكد أن الأمم المتحدة من تحدد الوضع القانوني للقدس، وبالتالي يجب العودة إلى الأمم المتحدة.

وقال "للأسف ليس أمامنا حل آخر.. يجب أن نتعامل مع النظام الدولي بواقعية".

وأضاف العرابي أن ما سيفعله المجتمع العربي والإسلامي، هو إصدار البيانات الرسمية للرد على القرار، مؤكدًا أن "القدس ليست قيمة دينية عظيمة للعالم الإسلامي فقط، وإنما للعالم المسيحي أيضًا".

وبإعلان دونالد ترامب ستصبح الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منذ تأسيس الدولة عام 1948، إذ لا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة.

فيما يرى نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدول العربية عليها أن تدرس ما يمكن اتخاذه من إجراءات بمنتهى الدقة، مع الوضع في الحسبان الواقع العربي، والوصول إلى الحد الأقصى من المواقف الإيجابية المدروسة، والتحرك الإقليمي العالمي.

ولفت بدر في تصريحات لـ"مصراوي"، أن مثل هذه القرارات لا يمكن الرد عليها بمجرد اجتماعات طارئة، أو خُطب رنانة، إنما مجالها الخبراء والاستراتيجيون والدارسون الذين يمكن ان يتقدموا باقتراحاتهم، على حد قوله.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قوة عظمى، لكن هذا لا يعنى السكوت أو الرضوخ، وإلا سيصبح هناك مزيد من إضعاف الدول العربية وضياع مصداقيتها بلا حدود.

وقال بدر "يجب على الدول العربية دراسة الخطوات الواجبة التي تؤكد للولايات المتحدة وللعالم أننا قادرون على التحرك والتخطيط السليم".

ويتوقع أن تؤجج تلك الخطوة التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتثير غضب العالمين العربي والإسلامي بالنظر إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليا على أساس حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان