بلومبرج: نتائج قرار ترامب الكاملة لم تعرف بعد
كتبت – رشا البعل:
بعد ان قام ترامب بكسر كل العقود السابقة واعلان القدس عاصمة لإسرائيل طرحت العديد من التساؤلات نفسها على الساحة الدولية.
تقول وكالة بلومبرج الإخبارية الأمريكية إن الكثير من المحللين قالوا إن هذا القرار لا يصب بالمرة في مصلحة مفاوضات السلام، رغم إعلان إسرائيل أن ذلك هو القرار الأنسب لتحقيق السلام مع فلسطين.
أشارت الوكالة في تقرير لها يوم الخميس إن ترامب حاول تخفيف حدة العواقب الوخيمة التي ستترتب على ماتضمنه الخطاب، مؤكدا أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين وانه لا يستبق أي قرار نهائي حول حدود اسرائيل وسيادتها داخل القدس.
وقالت الوكالة إن "هذا أمر مهم للغاية بالنسبة للفلسطينيين لأنهم يعتبرون الجزء الشرقي من المدينة عاصمتهم المستقبلية".
لفتت بلومبرج إلى أن النتائج النهائية المترتبة على قرار ترامب لم تعرف كاملة حتى يكشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، عن خطته التي أعلن أنه يعدها مع فريق صغير من مسؤولي البيت الأبيض بهدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن هذه الخطة لن تطرح في الوقت الراهن.
كما عبر عدد من القادة والسياسيين الدوليين عن انتهاء الدور الأمريكي في مفاوضات السلام؛ حيث قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن ترامب بعد هذه القرارات أصبح غير مؤهل للعب دور الوسيط في محادثات السلام.
كما عبرت رئيسة الوزراء البريطانية عن استيائها من هذه القرارات وايضا رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني، وقالا إن مستقبل القدس يجب ان يتم تحديده خلال مفاوضات السلام.
وعن دوافع ترامب لاتخاذ هذه القرارات قالت تمارا كوفمان ويتسو مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز إن الدافع الأساسي لترامب كان الوفاء لقاعدته من المسيحيين الإنجيليين في المقام الأول.
بيد أنها حذرت من أن هذا التحرك سيجلب نتيجة عكسية على مستوى جميع الأطراف حيث بدأت المظاهرات في أنحاء كثير من العالم احتجاجا على قرار ترامب.
وأثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والرافضة لهذا القرار. وسارع زعماء في العالم الإسلامي وآخرون في المجتمع الدولي إلى انتقاد الخطوة والتحذير من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف تراق فيها الدماء.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما أعلن مندوب اليابان في الأمم المتحدة التي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسيين قولهم إن "8 دول هي فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي، طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن".
في هذه الأثناء، دعت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك إلى إضراب عام ومسيرات يوم الخميس في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمناطق الفلسطينية في القدس، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي فيما يزيد احتمال وقوع اشتباكات عنيفة.
وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصفه هذا التحرك بأنه "خطوة متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وأكد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.
وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب "اعتراف بواقع حالي وتاريخي" وليس موقفا سياسيا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.
فيديو قد يعجبك: