احتجاجات فلسطينية واسعة على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل

رام الله/غزة - (د ب أ):

أصيب ما لا يقل عن 80 فلسطينيا بجروح في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما دعت حركة حماس إلى انتفاضة فلسطينية عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووفقا للهلال الأحمر الفلسطيني، أصيب أربعة فلسطينيين في منطقة رام الله وخمسة في بيت لحم بطلقات الرصاص المطاطي.

وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الطلقات أطلقت على مجموعة من الفلسطينيين الذين كانوا يلقون الحجارة ويحرقون إطارات سيارات واقتربوا من السياج الحدودي.

واحتشد المئات من المحتجين في القدس وفي أنحاء الضفة الغربية وغزة اليوم الخميس بعد يوم من إعلان ترامب هذا التغيير منهيا عقودا من السياسة الأمريكية حيال المدينة المقدسة.

ورشق شباب فلسطيني الحجارة وحرقوا إطارات سيارات في بعض المناطق.

وقال جمال محسن عضو بحركة فتح في حشد برام الله إن "القدس لن تكون أبدا عاصمة لإسرائيل بغض النظر عما قاله ترامب".

من ناحية أخرى، دعا زعيم حركة حماس اسماعيل هندية لانتفاضة فلسطينية جديدة بداية من يوم الجمعة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه عزز قواته في الضفة الغربية "في إطار جاهزية الجيش لأي تطورات محتملة".

وجرت تظاهرة مركزية وسط مدينة رام الله بدعوة من الفصائل الفلسطينية تخللها رفع العلم الفلسطيني، وحرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي.

وأكد متحدثون خلال التظاهرة، التي جابت عددا من الشوارع الرئيسية في رام الله على الرفض الفلسطيني لقرار ترامب والتمسك بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة.

واندلعت أشد المواجهات عند حاجز "بيت أيل" العسكري قرب رام الله وتخللها رشق الشبان الفلسطينيين قوات الاحتلال بالحجارة وإضرام النار في إطارات السيارات.

وردت تلك القوات بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين قبل أن تعتقل أربعة منهم، بحسب مصادر فلسطينية.

وقام شبان فلسطينيون بتخريب صورة للرئيس الأمريكي مرسومة على جدار الفصل الإسرائيلي بالقرب من مدينة بيت لحم، وخطوا عبارات عليها تندد بموقفه.

وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله، على الرفض الفلسطيني القاطع لقرار ترامب ضد القدس، مطالبا بقطع العلاقات الفلسطينية الأمريكية.

واعتبر خالد أن قرار ترامب "مخالف للقانون الدولي والشرعية الدولية وجاء ليعلن الولاء الكامل للصهيونية والسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لحكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل".

وذكر خالد أن قرار ترامب "يشكل اعتداءً سافرا على الشعب الفلسطيني، وجعل واشنطن الآن شريكة مع إسرائيل في عدوانها واحتلالها الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وفي قطاع غزة أصيب 12 فلسطينيا منهم أربعة بالرصاص الحي والبقية بقنابل غاز ورصاص مطاطي خلال مواجهات مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج الفاصل على أطراف شرق قطاع غزة.

ووصفت حالة أحد المصابين بالخطيرة بعد إصابته بعيار ناري في البطن.

ونظمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عرضا عسكريا للعشرات من عناصرها، وهم يحملون الأسلحة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة توعدوا خلالها باستمرار المقاومة في الدفاع عن القدس ورفض أي إجراءات إسرائيلية فيها.

وعم الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة منذ صباح اليوم وأغلقت المحلات التجارية أبوابها وتعطلت المدارس والمؤسسات الحكومية بدعوة من الفصائل والفلسطينية.

ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة إلى إطلاق انتفاضة فلسطينية دفاعا عن القدس، وسحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ردا على القرار الأمريكي بشأن القدس.

وأجمعت الفصائل الفلسطينية على الدعوة لتصعيد الفعاليات الشعبية وإعلان يوم غضب فلسطيني غدا الجمعة تنديدا بالقرار الأمريكي ضد القدس.

وقال الدبلوماسي الفلسطيني السابق عضو المجلس الوطني الفلسطيني نبيل عمرو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن كافة الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بالرد الشعبي الفلسطيني على القرار الأمريكي إزاء القدس.

ويقول عمرو إن قرار ترامب شكل "انقلابا على المألوف من الولايات المتحدة الأمريكية، التي هي ليست صديقا للفلسطينيين وترتبط بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل، لكن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ذهب حد الجنون في التعاطي مع الفلسطينيين".

ويضيف عمرو أن "جميع الاحتمالات مفتوحة وكلها في الدائرة السلبية جراء هذا القرار الأمريكي، ونتوقع رد فعل شعبي قوي لأن الأمر مرتبط بالمس بالقدس التي هي أساسي في الوجدان والروح الفلسطينية ".