إعلان

"هآرتس": محمد بن سلمان فشل في كل شيء

03:13 م الجمعة 08 ديسمبر 2017

الامير محمد بن سلمان

كتب - محمد الصباغ:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل نشرته، الخميس، إن "العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لديه مشكلة تتمثل في ابنه ولي العهد الأمير محمد". وأضافت أن "المملكة تلقت ضربتين قويتين في الأسبوع الأخير فقط في اليمن ولبنان".

ذكرت الصحيفة أن سياسة محمد بن سلمان تلقت ضربتين في الأسبوع الأخير، ولن تكونا الأخيرتين: الأولى جاءت بعدما أعلن الحوثيون في اليمن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد يومين فقط من إعلانه فض التحالف معهم، وفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي أطلقه الملك سلمان تحت اسم، عاصفة الحزم في مارس 2015.

وفي الوقت الذي كان القصر السعودي يحاول تلقي صدمة مقتل صالح في اليمن، جاءت اللكمة الثانية، حينما أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الاثنين تراجعه عن الاستقالة من منصبه، بعدما كان ألقى بيانًا من الرياض استقال فيه من منصبه، مهاجمًا حزب الله وإيران. واعتبرت "هآرتس" أن هذه الاستقالة جاءت بضغط سعودي كبير.
وذكر تحليل الصحيفة أن السعودية تشن حربًا شاملة ضد النفوذ الإيراني في كل من اليمن ولبنان. وتحتضن المملكة الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، الذي يعيش في السعودية ولا يقدر على العودة إلى بلاده.

وأنفقت المملكة مليارات الدولارات في الحرب، بحسب ما ذكرته "هآرتس"، لكن اتضح أن التكلفة الباهظة لا تضمن الانتصار، وأن الاعتماد على هادي كان غير مُجدٍ. وأشار التحليل إلى أن ولي العهد يريد إيقاف الخسائر العسكرية وينسحب من اليمن، في مقابل بعض التفاهمات الدبلوماسية.

وأشارت "هآرتس" إلى أن حاكم أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، هو من اقترح خطة تحرك مشتركة مع السعودية تمكن المملكة والإمارات من السيطرة على الأوضاع في اليمن. وتابع التحليل: يُقال إنه اقترح على محمد بن سلمان بدء ثورة داخلية، تنتهي بجعل علي عبدالله صالح ينضم إلى التحالف العربي بدلاً من القتال بجانب المتمردين الحوثيين".

وأضافت الصحيفة أن صالح أراد أن يحتفظ بمنصبه، ووضع أربعة شروط هي رفع اسمه من قائمة العقوبات الدولية، وتوفير منصب سياسي له في اليمن الجديد، بجانب أن يبقى وعائلته في أمان، وأن يحصل على مقابل مادي.

وافقت السعودية والإمارات على مطالب صالح، والتي شملت الإطاحة بعبدربه منصور هادي، وهو الرئيس المعترف به دوليًا، ثم بدأ صالح بعد ذلك "ثورته".

في حال عدم انتهاء الأمور بمقتله على يد الحوثيين، ربما امتلكت الإمارات ومعها السعودية "رئيسهم" في اليمن ومعه جيشه، والذي بإمكانه مواجهة الحوثيين. لكن هذه الخطة باءت بالفشل.

وقال الصحيفة الإسرائيلية إن الحوثيين كانوا على علم بالخطة وحاولوا حتى اللحظة الأخيرة إقناعه بالبقاء كشريك لهم، لكن بعد خطابه الثوري تم القضاء عليه.

لا يمتلك السعوديون والإماراتيون في اليمن حاليًا مرشح رئاسي. فالخيارات ليست جيدة. والاستمرار في الحرب نكاية في إيران أمر مكلف للغاية، سواء اقتصاديًا أم دبلوماسيًا. كما أن اللجوء إلى التفاوض مع الحوثيين يعتبر استسلام وترك اليمن، مما يعني بقاءها تحت سيطرة الحوثيين وبالتالي للنفوذ الإيراني، وفقا للصحيفة.

تقول الصحيفة إن السعودية فشلت في خطتها لتغيير النظام في اليمن، وأدركت أنها لا تستطيع اتخاذ خطوات توقف نفوذ إيران وحزب الله في لبنان، حيث اعتقد ولي العهد السعودي أن استقالة سعد الحريري سوف تخلق استقطابا في الحكومة اللبنانية وفوضى سياسية. لكن كما حدث في اليمن، لم يمتلك السعوديون خطة لإنهاء اللعبة.

وقالت "هل اعتقدوا أن الرأي العام اللبناني سوف يطالب بالاستسلام للمطالب السعودية، والتي تتركز على انسحاب حزب الله من سوريا والعراق واليمن؟ هل اعتقدوا ان إيران سوف تأمر حزب الله بمغادرة سوريا؟"

وجاء إعلان الحريري النهائي يوم الاثنين بالعدول عن الاستقالة ليشير إلى أن المملكة لم تحقق أي شيء. فاتفاق الحكومة بالكامل على دعم سياسة النأي بالنفس فيما يخص شئون الدول الأخرى لم يمنع حزب الله من الاستمرار في عملياته في العراق وسوريا واليمن.

وذكر التحليل إلى أن حقل الألغام الجديد لولي العهد السعودي هو عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، وأضافت الصحيفة أنه لم يتبق أي شيء يوحي بتنفيذ اقتراحه بدولة فلسطينية لا تتمتع بحكم ذاتي وعاصمتها أبوديس، مع الأخذ في الاعتبار أن قيادة هذه الدولة لن يكون من حقها المطالبة بحق العودة للاجئين.

والآن اصطفت المملكة مع الدول الإسلامية والعربية التي تعارض قرار ترامب بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وأنه سينقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.

وانتهى التحليل بالقول إنه يبدو أن محمد بن سلمان سيحتاج إلى وقت طويل قبل أن يكون قادرًا على تطبيق سياسته في الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك: