هل يتراجع ترامب عن قرار القدس؟
كتبت – رشا البعل:
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، موجات غضب في العالمين العربي والإسلامي ورفض دولي واسع النطاق، حيث أن الإدارة الأمريكية بقرارها تخرج عن الإجماع الدولي بأن مصير القدس تحدده المفاوضات النهائية بين الطرفين.
في ظل هذا الغضب يتساءل البعض عن إمكانية تراجع ترامب عن قراره، خاصة مع تصريح وزير خارجيته ريكس تيلرسون في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة بأن مصير القدس يحدده الطرفان أي الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف تيلرسون أن عملية نقل السفارة قد يستغرق نحو عامين.
يقول الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلون، إن هذا الإعلان بمثابة قرار تنفيذي، مضيفا أنه من المستحيل أن يتراجع ترامب عنه إلا في حالة واحدة.
وقال عودة لمصراوي يوم الجمعة إن هذه الحالة تتمثل في "إصدار قرار تنفيذي اخر يلغي القرار السابق أو يناقضه".
وأوضح عودة أن الولايات المتحدة تحاول التخفيف من أثر الصدمة التي حلت بالعرب والمسلمين من قرار ترامب "لكن الكارثة الكبرى تكمن في حدوث الصدمة بالفعل ومحاولات التخفيف من أثر الصدمة ليس لها أي قيمة."
من ناحيته، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إنه لا يعتقد بأن ترامب سيتراجع عن قراره هذا.
وأضاف بدر الدين أن "أقصى ما يستطيع فعله الرئيس الأمريكي الآن هو تأجيل القرار ستة أشهر."
وقال إن ذلك إذا حدث سيكون عبر ضغوط داخلية من المؤسسات الأمريكية والكونجرس فضلا عن ضغوط خارجية وتكاتف من الدول العربية والإسلامية الرافضة لهذا القرار.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل، وطالب وزارة الخارجية بأن تستعد لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
وقال الرئيس الأمريكي إن قراره يأتي تنفيذا لأحد وعود حملته الانتخابية في 2016.
يشار إلى أن ترامب وقع على أمر تنفيذ قانون صدر في الكونجرس سنة 1995، مخالفا بذلك جميع من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة الذين كانوا يؤجلون التطبيق كل ستة أشهر، بحجة الإضرار بالمصالح الأمريكية.
ووضع ترامب بقراره هذا نهاية لسبعة عقود من الغموض الأمريكي على وضع المدينة المقدسة التي تطالب بها إسرائيل والفلسطينيون.
وقال ترامب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بيد أن خروجه عن الاجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي انتقادات دولية متزايدة.
في أحدث هذه الانتقادات، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في فيينا إن قرار ترامب يخالف "المنطق السليم".
رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الخميس ان قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن أن يعيد المنطقة إلى "أوقات أكثر ظلمة"، فيما اعتبرت السعودية قرار ترامب "غير مبرر وغير مسؤول".
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014.
ورأى محمد اشتية وهو مسؤول فلسطيني كبير شارك في المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية في السابق أن قرار ترامب لا يترك شيئا للتفاوض عليه بين الجانبين. وأضاف لوكالة فرانس برس الجمعة "ربما طرد الفلسطينيين إلى جهة غير معروفة".
فيديو قد يعجبك: