لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التعاون القديم بين أفريقيا وكوريا الشمالية تحت ضغط العقوبات الدولية

09:13 م السبت 09 ديسمبر 2017

صورة من وكالة الانباء الكورية الشمالية في 9 كانون

باريس – (أ ف ب):

تشهد التحالفات التي أبرمت خلال الحرب الباردة فترة صعبة كما يبدو حيث ابتعدت عدة دول إفريقية عن كوريا الشمالية بضغط عقوبات الأمم المتحدة والتهديدات الأمريكية، لكن ليس إلى حد القطيعة معها.

ويصعب إزالة بصمة بيونج يانج في القارة الإفريقية بعد إفساح المجال لها في عدة عواصم.

وكثيرة هي القصور والتماثيل التي شيدها مهندسون معماريون كوريون شماليون على النمط الستاليني في ويندهوك ودكار ومابوتو وكينشاسا.

بيد أن التعاون بين كوريا الشمالية وافريقيا يتجاوز بكثير هذه المعالم اللافتة. وبمرور السنين نسجت بين الطرفين علاقات أوسع بكثير.

وتقدر قيمة المبادلات التجارية بين الشريكين بنحو 200 مليون دولار سنويا. وأهم القطاعات هي المناجم والصيد البحري ثم التسلح.

ورغم العقوبات الأممية منذ 2006 ضد بيونج يانج بسبب برنامجها النووي العسكري، فإن التعاون استمر.

ويقول غراهام نيفيل من مركز البحوث البريطاني شاتام هاوس "إن العديد من الدول أبقت على علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية" مضيفا "أن اكثر من نصف الدول الأفريقية أي نحو ثلاثين لازالت لديها مبادلات معها".

ويتركز قلق المجتمع الدولي على المساعدة العسكرية المحظورة تماما على الورق.

اشار تقرير لخبراء الامم المتحدة نشر في سبتمبر 2017 إلى الاشتباه في استمرار 11 دولة إفريقية في شراكة عسكرية مع بيونج يانج.

مساعدة عسكرية

وبحسب التقرير فإن كوريا الشمالية سلمت أسلحة خفيفة لاريتريا والكونغو الديموقراطية وصواريخ أرض-جو للموزمبيق وحدثت صواريخ ورادارات في تنزانيا ودربت جنودا وشرطيين في أنجولا وأوغندا.

وفي ناميبيا ركز الخبراء على شركتين كوريتين شماليتين "مانسوداي اوفرسيز بروجكت" و"كوميد" اللتين شيدتا مقر اجهزة المخابرات ومصنعا للذخيرة.

ومع أنها باتت حساسة جدا اليوم فإن هذه الأنشطة لم تشكل مفاجأة، فمنذ حروب التحرير والاستقلال كانت كوريا الشمالية حليفا عسكريا موثوقا للأنظمة الماركسية في افريقيا.

ويضيف صامويل راماني المحلل في جامعة اكسفورد "أثناء الحرب الباردة كسبت كوريا الشمالية سمعتها من خلال توفير تدريب ناجع ومضمون للجنود الأفارقة".

وكانت مشاركة الكتيبة الخامسة الزيمبابوية التي دربت بعض الضباط الكوريين الشماليين في القمع الذي أمر به روبرت موغابي بداية من 1982 لمعارضيه، أبرز الأمثلة على هذا التعاون.

بيد أن التحالفات مضت أبعد من ذلك.

وتحت شعار محاربة الامبريالية، أبقت بعض الدول الأفريقية أبوابها مفتوحة لبيونج يانج ومكنتها من الحصول على عملة أجنبية لمقاومة الحصار.

بيد أن التحدي الكبير في الأشهر الأخيرة الذي واجه به الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون العالم من خلال تجاربه النووية وصواريخه، أجبرت بعض من أصدقائه على الابتعاد عنه.

وقطع السودان الجسور مع كوريا الشمالية وطردت اوغندا مستشاريها العسكريين ووعدت بـ "الامتثال التام" للعقوبات الدولية.

وأكدت تنزانيا أنها قلصت علاقاتها "للحد الأدنى". وقال وزير خارجيتها اوغستين ماهيغا "نحن لسنا في نزاع مع كوريا الشمالية، لكن برنامجها لصنع أسلحة دمار شامل ليس جيدا لأمن العالم".

"بلد صديق"

وتؤكد ناميبيا أنها ألغت كافة عقودها مع الشركات الكورية الشمالية.

وقال الوزير المكلف شؤون الرئاسة فرنز كابوفي "تمت القطيعة وحتى مواطنيهم طردوا.. انتهى الأمر".

بيد أن الأمر لازال يحتاج إلى تاكيد بحسب الأمم المتحدة. ففي تقرير حديث عبر خبراؤها عن الأسف لكون معظم الدول المعنية "لم تقدم حتى الآن أجوبة جوهرية".

وبشكل أشمل فإن العواصم الأفريقية تبدو مترددة في القطع مع كوريا الشمالية رغم ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان وكوريا الجنوبية.

وغادر 150 خبيرا كوريا شماليا انغولا الشهر الماضي، وقالت السلطات ان عقودهم انتهت.

وقال وزير الخارجية الانغولي مانويل اوغوستو "علينا احترام تعهداتنا الدولية (..) لكن لا يتعلق الامر بقطع العلاقات (..) انه بلد صديق واكب (جهودنا) طوال تاريخنا الطويل كله".

وبالتالي يبدو ان كوريا الشمالية لم تخسر آخر "رفاقها" الأفارقة.

وأشار المحلل نيفيل إلى أن "غياب ماض استعماري لكوريا الشمالية ورغبتها في تحدي (المضطهدين الغربيين) لازالت بلا شك موضع إعجاب بعض القادة الأفارقة".

وأضاف انه "علاوة على ذلك فغن إبرام صفقات مع كوريا الشمالية يمكن أن يكون جيدا لبعض الأنظمة لأنها لا تفرض شروط حوكمة رشيدة مثل الغربيين. وهذا صحيح في مجال التسلح بشكل خاص".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان