إعلان

قصة شاب أسود اغتصبته الشرطة الفرنسية

06:04 م الإثنين 13 فبراير 2017

الرئيس الفرنسى مع الشاب ثيو

كتبت-هدى الشيمي:

عندما وصل الشاب صاحب البشرة السوداء، ثيو، إلى غرفة الطوارئ في إحدى المستشفيات الأمريكية في الثاني من فبراير الجاري، كان غارقا في دمائه.

وبعد إجراء الأطباء فحوصاتهم، اكتشفوا أن إصابته الرئيسية ناتجة عن تعدي عدد من الشرطيين عليه جنسيا، واغتصابهم له بعصا خلال اعتقاله في بلدة أولناي سو بوا التابعة لمنطقة سين سان دوني في شمال فرنسا.

تفاصيل الاغتصاب

بعد استفاقته من عملية جراحية خضع لها جراء إصابته التي وصفت بالخطيرة، قال الشاب وعمره 22 سنة، إنه تعرض لعملية اعتداء جنسي مروّعة.

ورغم تأكيد الشاب تعرضه للاغتصاب، وتأكيد التقرير الطبي تعرّضه لعملية هتك عرض خطيرة، ما أدى لإصابته بإصابات وجروح بالغة، إلا أن التحقيقات التي أجرتها الشرطة الفرنسية تعتبر الواقعة مجرد حادثة، بحسب ما ورد في صحيفة "هافنجتون بوست" بنسختها الفرنسية.

في المقابل، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو لو رو، الأحد الماضي، أن أصابع الاتهام تُشير إلى ضابط واحد، سيحاسب بتهمة الاغتصاب إذا أكدت التحقيقات أنه هو الجاني، وإلى ثلاثة آخرين بتهمة الاعتداء الجسيم.

وبحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن المشتبه به في الاغتصاب نفى تورطه في الجريمة، إلا أنه أُوقف عن عمله لحين انتهاء التحقيقات، والتأكد من براءته.

يؤكد ثيو أن رجال الشرطة اعتدوا عليه بعد أن رأى أحدهم يصفع أحد المواطنين على وجهه، فأخذوه إلى زاوية فارغة، وهجموا عليه.

قال ثيو في التحقيقات، التي نقلتها فرانس برس، إنه لم يحاول الهرب وسأل ضباط الشرطة عن سبب ما يفعلوه به، ولكنهم لم يهتموا بما يقول.

وأضاف: "أخبرتهم أنهم مزقوا حقائبي، وردوا عليا مؤكدين أنهم لا يكترثون، وواصلوا ضربي واهانتي".

وفقًا لأقوال ثيو، فإن ضباط الشرطة جعلوه يضع يديه خلف ظهره وقيدوه، ثم جعلوه يجلس على الأرض، ووضعوا على وجهه غاز مُسيل للدموع، ثم جعلوه يخلع سرواله واعتدوا عليه باستخدام العصا، ويقول "شعرت بآلام مُبرحة".

وخلال اعتدائهم عليه، أكد ثيو أن رجال الشرطة بصقوا على وجهه ورأسه، وانهالوا عليه بالسباب والشتائم منها عبارات عنصرية تسخر من لون بشرته.

احتجاجات عنيفة

بعد إعلان وسائل الإعلام الفرنسية عن الحادث، انتشرت المظاهرات وأعمال الشغب، ووقعت اشتباكات بين مجموعة من المحتجين وعناصر الشرطة، على عناصر من الشرطة في مظاهرة في شمال شرق باريس.

وذكرت "فرانس 24" أن المتظاهرين رشقوا عدة مباني، ومحلات تجارية بمقذوفات، وأحرقوا أربع سيارات، ومحلات تجارية، وهاجموا سيارة تابعة لمحطة إذاعية، وأحرقوا عدة سلات قمامة، ورددوا الهتافات المناهضة لما حدث، والتي تتهم الشرطة بالاغتصاب وقتل الأبرياء.

وتظاهر أكثر من 250 شخصًا في تولوز جنوب شرق فرنسا، وتظاهر 300 آخرين في نانت غرب فرنسا.

إدانات رسمية

وأدانت وزارة الداخلية الفرنسية أعمال الشغب التي تحدث في عدة أنحاء بالبلاد، وأشارت في بيان صدر الاثنين، إلى أن الشرطة ألقت القبض على 11 شخصا على الأقل في الساعات الأولى من صباح اليوم.

ودعت وزار ة الداخلية إلى ضرورة الهدوء والتحلي بالصبر، بعد أسبوع امتلأ بالعنف وعدم الاستقرار.

وناشد وزير الداخلية برونو لو رو المواطنين التحلي بالمسؤولية، والهدوء، وأن يثقوا في النظام القضائي.

Holande

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ثيو في المستشفى في السابع من فبراير الجاري. وظهر في صورة بجوار الشاب الذي كان يرقد في سريره مرتديا قميص نادي انترناشونالي الإيطالي، الذي تضامن مع الشاب وأعلن دعوته لحضور إحدى مباريات الفريق.

وكتب أولاند على تويتر يقول إن "ثيو كأي مواطن فرنسي، يُعامل بنزاهة ومسؤولية."

 

اقرأ أيضا

احتجاجات وعنف بعد اغتصاب شرطي شابا أسود في باريس

واقعة الاغتصاب تشعل النار في سيارات بباريس

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان